استقطب المشهد التونسي في المدة الأخيرة أنظار الرأي العام العربي والدولي على إثر الأحداث الأخيرة التي هزت مهد الثورات العربية وأرسلت مؤشرات عديدة عن واقع الحراك السياسي في المنطقة. فعلى إثر وعكة صحية مفاجئة للرئيس التونسي ضربت البلاد مجموعة من الهجمات الإرهابية بشكل متزامن غداة إعلان بعض المواقع المشبوهة بما فيها قناة العربية السعودية عن وفاة رئيس الجمهورية التونسي. هذه الأحداث تزامنت بشكل مريب مع اندحار قوات الجنرال الانقلابي خليفة حفتر على أسوار طرابلس. وتكبد محور الانقلابات العربي بقيادة الإمارات ضربة قاصمة في ليبيا وانكشاف حجم الأسلحة والذخيرة التي كانت تمول بها مشروعه الانقلابي لضرب الاستقرار في منطقة شمال إفريقيا. تونس تعتبر اليوم الدولة العربية الوحيدة الناجية من مخالب الثورة المضادة وهي تسير بخطى راسخة نحو انتخابات ستكون بلا شك فارقة في تاريخها وتاريخ المنطقة بأسرها. هذا الوضع لم يعجب الدول الممثلة للنظام الرسمي العربي التي تسعى إلى إلحاق النموذج التونسي بالمنوال المصري أو السوري أو الليبي من أجل التأكيد على أن هذه الدول ليست بحاجة إلى نظام ديمقراطي بل لا بد أن تحكمها أنظمة مستبدة مثل تلك الحاكمة اليوم.
لكن شعب تونس برهن في أكثر من مناسبة على صلابة عزيمته خاصة في موقفه الموحد من الجماعات الإرهابية ومن التطرف والعنف والاقتتال وهو ما يفسر في جزء كبير فشل كل المحاولات الانقلابية التي حاولت ضرب المسار الانتقالي. ففيما يخص الاشاعات المغرضة حول وفاة رئيس الجمهورية أثبت شعب تونس تعاطفه الكبير مع رئيسه المنتخب بقطع النظر عن الموقف السياسي منه وهو ما يعد نقلة نوعية في علاقة الشعب بهرم السلطة السياسية في البلاد. كما أن علاج الرئيس في المستشفيات التونسية أرسل رسالة واضحة للجميع بثقة الدولة في نظام خدماتها وفي جهازه الطبي وهو ما يعتبر أيضا نقلة كبيرة في الوعي الشعبي والسياسي التونسي. أما فيما يخص العمليات الإرهابية الفاشلة فإنها رسمت خطوط النهاية المأساوية لهذا الفعل الإجرامي ولمموليه الذين كانوا يراهنون على إدخال البلاد في دوامة الفزع والرعب والخوف. فبعد الملاحم الكبيرة التي خاضها التونسيون ضد فرق الموت العابرة للقارات صارت العمليات الإرهابية دافعا أساسيا للوحدة الوطنية ومغذيا أساسيا لشعور التونسيين بأن سرطان الإرهاب يستهدف الوطن برمته. هكذا فشلت كل المحاولات العاملة على إيقاف المسار التونسي ولا يزال أمام شعب تونس مهمة بعث أول تجربة ديمقراطية عربية في المنطقة ستكون بلا شك نقطة فارقة في تاريخ الأمة بأسرها.بقلم: محمد هنيد
لكن شعب تونس برهن في أكثر من مناسبة على صلابة عزيمته خاصة في موقفه الموحد من الجماعات الإرهابية ومن التطرف والعنف والاقتتال وهو ما يفسر في جزء كبير فشل كل المحاولات الانقلابية التي حاولت ضرب المسار الانتقالي. ففيما يخص الاشاعات المغرضة حول وفاة رئيس الجمهورية أثبت شعب تونس تعاطفه الكبير مع رئيسه المنتخب بقطع النظر عن الموقف السياسي منه وهو ما يعد نقلة نوعية في علاقة الشعب بهرم السلطة السياسية في البلاد. كما أن علاج الرئيس في المستشفيات التونسية أرسل رسالة واضحة للجميع بثقة الدولة في نظام خدماتها وفي جهازه الطبي وهو ما يعتبر أيضا نقلة كبيرة في الوعي الشعبي والسياسي التونسي. أما فيما يخص العمليات الإرهابية الفاشلة فإنها رسمت خطوط النهاية المأساوية لهذا الفعل الإجرامي ولمموليه الذين كانوا يراهنون على إدخال البلاد في دوامة الفزع والرعب والخوف. فبعد الملاحم الكبيرة التي خاضها التونسيون ضد فرق الموت العابرة للقارات صارت العمليات الإرهابية دافعا أساسيا للوحدة الوطنية ومغذيا أساسيا لشعور التونسيين بأن سرطان الإرهاب يستهدف الوطن برمته. هكذا فشلت كل المحاولات العاملة على إيقاف المسار التونسي ولا يزال أمام شعب تونس مهمة بعث أول تجربة ديمقراطية عربية في المنطقة ستكون بلا شك نقطة فارقة في تاريخ الأمة بأسرها.بقلم: محمد هنيد