+ A
A -
حين تشاهد أو تسمع ما يقال في الفضاء الحر المفتوح حول أوضاع الأردن، تعتقد لوهلة أن هذا البلد المرابط بات على حافة الانهيار، لما يحاول أن يبثه الباحثون عن الشهرة والكسب ما يعانيه هذا الأردن من فاقة وفقر وفساد مالي وإداري وتجاوزات قانونية، وعدم الرضا عن أداء الحكومة والمطالبة بتغييرها كل ستة أشهر. ولكن حين تشاهد بعينك مباشرة وتسمع بأذنك مباشرة، تقسم ألا تذهب إلى قنوات «اليوتيوب» التي باتت تجارة ومصدرا للكسب مرة أخرى.
كان مطار الملكة علياء مبتسما وكان موظفو الجوازات بكامل طواقمهم وأناقتهم يرحبون بالقادمين، فلا طوابير أمام مكاتب الدخول، ولا أمام مكاتب الجمارك، الذين يعرفون أن إجراءات أمن مطار الدوحة مطمئنة، فيقول لك تفضل إذا علم أنك قادم من قطر، لكن إذا كنت قادما من بلد شبهات فلن يتركوك تمر دون تفتيش دقيق، فالثقة متبادلة بين موظفي الجمارك في البلدين الشقيقين، وما إن خرجت من المطار إذا بفرقة شعبية أردنية ترحب بالقادمين على طريقتها الخاصة، ويردد الناس: «لكتب اسمك يا أردن ع الشمس ال ما بتغيب».
الشوارع ملأى بالسيارات الفاخرة ذات الأرقام الأردنية، والمحلات والأسواق في عبدون ودير غبار والشميساني والحسين وطبر بور وماركا تتلألأ. كانت السيارة تلاصق السيارة من المطار إلى حيث أقيم بالمدينة الرياضية، وفي الحارات الثلاث أو الأربع ذهابا وإيابا من وإلى عمان. ازدحام لكن هناك انسياب في الحركة ونشامى الداخلية على كل التقاطعات التي تشهد ازدحامات، بسبب تعديلات مشروع الباص السريع الذي عاد مجددا، بهدف تخفيف الزحام الذي بات خانقا في معظم شوارع العاصمة الجميلة عمان.
نمت ليلتي الأولى، شعرت بشيء من البرودة تتسلل إلى جسمي برد صقيعي، قلت هذه عمان: موعدنا ومهد مؤسساتنا الديمقراطية والقضائية، نعود إليها كلما ثقلت أوزارنا فتخفف عنا لنعود نشطاء نخدم في خدمتها. اليوم التالي قمت بجولة شملت أسواق الخضار، وأسواق المواد الغذائية، والأسواق بكل أنواعها تعج بالبضاعة المحلية الطازجة والمستوردة، محلات الملاحم كروم العنب وحقول اللوز.
قلت إنها مملكة راسخة أرست قواعدها قبل مائة عام، وواجهت عبر هذا المحيط العالم الشرس الذي لا يرحم، واجهته بحنكة ومسؤولوه الذين حافظوا على التوازنات، ولم يغفل أي جانب فتحقق التوازن، فعلى الباحثين عن دولارات بالغمز واللمز في قناة تسيء للأردن.. عيب. فيه تعلمنا ومنه هاجرنا وإليه نعود، حافظوا على جماله، واتركوا السياح يتمتعون في ربوعه، فالأردن قادر أن يكون الأول، لكن بأسلوب آخر.
كلمة مباحة
فَسَوفَ أَجعَلُ بُعدَ الأَرضِ دونَكُمُ ** وَإِن دَنَت رَحِمٌ مِنكُم وَميلادُ
كان مطار الملكة علياء مبتسما وكان موظفو الجوازات بكامل طواقمهم وأناقتهم يرحبون بالقادمين، فلا طوابير أمام مكاتب الدخول، ولا أمام مكاتب الجمارك، الذين يعرفون أن إجراءات أمن مطار الدوحة مطمئنة، فيقول لك تفضل إذا علم أنك قادم من قطر، لكن إذا كنت قادما من بلد شبهات فلن يتركوك تمر دون تفتيش دقيق، فالثقة متبادلة بين موظفي الجمارك في البلدين الشقيقين، وما إن خرجت من المطار إذا بفرقة شعبية أردنية ترحب بالقادمين على طريقتها الخاصة، ويردد الناس: «لكتب اسمك يا أردن ع الشمس ال ما بتغيب».
الشوارع ملأى بالسيارات الفاخرة ذات الأرقام الأردنية، والمحلات والأسواق في عبدون ودير غبار والشميساني والحسين وطبر بور وماركا تتلألأ. كانت السيارة تلاصق السيارة من المطار إلى حيث أقيم بالمدينة الرياضية، وفي الحارات الثلاث أو الأربع ذهابا وإيابا من وإلى عمان. ازدحام لكن هناك انسياب في الحركة ونشامى الداخلية على كل التقاطعات التي تشهد ازدحامات، بسبب تعديلات مشروع الباص السريع الذي عاد مجددا، بهدف تخفيف الزحام الذي بات خانقا في معظم شوارع العاصمة الجميلة عمان.
نمت ليلتي الأولى، شعرت بشيء من البرودة تتسلل إلى جسمي برد صقيعي، قلت هذه عمان: موعدنا ومهد مؤسساتنا الديمقراطية والقضائية، نعود إليها كلما ثقلت أوزارنا فتخفف عنا لنعود نشطاء نخدم في خدمتها. اليوم التالي قمت بجولة شملت أسواق الخضار، وأسواق المواد الغذائية، والأسواق بكل أنواعها تعج بالبضاعة المحلية الطازجة والمستوردة، محلات الملاحم كروم العنب وحقول اللوز.
قلت إنها مملكة راسخة أرست قواعدها قبل مائة عام، وواجهت عبر هذا المحيط العالم الشرس الذي لا يرحم، واجهته بحنكة ومسؤولوه الذين حافظوا على التوازنات، ولم يغفل أي جانب فتحقق التوازن، فعلى الباحثين عن دولارات بالغمز واللمز في قناة تسيء للأردن.. عيب. فيه تعلمنا ومنه هاجرنا وإليه نعود، حافظوا على جماله، واتركوا السياح يتمتعون في ربوعه، فالأردن قادر أن يكون الأول، لكن بأسلوب آخر.
كلمة مباحة
فَسَوفَ أَجعَلُ بُعدَ الأَرضِ دونَكُمُ ** وَإِن دَنَت رَحِمٌ مِنكُم وَميلادُ