+ A
A -
شركاء وحلفاء وأصدقاء.. كانت هذه خلاصة الكلمة المهمة التي ألقاها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، خلال مأدبة العشاء التي أقامها سعادة السيد ستيفن منوتشن وزير الخزانة في الولايات المتحدة الأميركية، تكريما لسموه والوفد المرافق، وبحضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب وأبرز أعضاء حكومته وإدارته.
كانت أمسية مميزة سوف تبقى في الذاكرتين القطرية والأميركية ردحا طويلا من الزمن، بل ستبقى إحدى العلامات الفارقة والمضيئة في مسيرة علاقاتنا الثنائية.
في البداية، رحب سعادة وزير الخزانة بحضور صاحب السمو الأمير والوفد المرافق، مبينا أن زيارات سموه لأميركا تؤكد عمق علاقات التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين، قبل أن يبدأ الرئيس الأميركي كلمته بعبارات في غاية الأهمية، عكست عمق الروابط القائمة بين بلدينا وقيادتينا، وأكدت على الصداقة القائمة مع صاحب السمو الذي وصفه ترامب بالحليف العظيم، مشيرا إلى وجود «العديد من الأصدقاء وجميع من أعرفهم، ويقرون بنجاحاتكم الكبرى»، متوجها إلى صاحب السمو بقوله: «إنك من أصدقائي منذ فترة طويلة قبل أن أتولى الرئاسة، ونشعر بالارتياح تجاهكم».
جميعنا يعلم حجم المحاولات اليائسة والبائسة التي بذلتها الإمارات والسعودية لزعزعة عرى التعاون القطري – الأميركي، ومحاولة إحداث شرخ عميق في العلاقات الثنائية بين البلدين، والتي باءت جميعها بالفشل، بعد أن تأكد للولايات المتحدة والعالم بأسره أن قطر تبذل جهودا في غاية الأهمية والشجاعة من أجل محاربة واجتثاث الإرهاب وتمويله، وهي لا تفعل ذلك فقط، وإنما قدمت كل الإمكانيات والوسائل لدفع الشباب بعيدا عن هذه الظاهرة الإجرامية، سواء عبر توفير فرص التعليم الجيد وعالي المستوى، أو عبر الوظائف الهائلة التي ساعدتهم في الحصول عليها، على اعتبار أن العلم والعمل هما الوسيلتان الأنجع لوقف ظاهرة الإرهاب والقضاء عليها.
لقد شاركت قطر في جميع الجهود الدولية لاستئصال آفة الإرهاب، وفي جميع المساعي لقطع التمويل عنه، وحققت بالشراكة مع المجتمع الدولي نجاحات باهرة صارت مثلا يُحتذى، وكان آخر ما فعلته جمع الأفغان في الدوحة، من أجل التوصل إلى سلام دائم وشامل في هذا البلد الذي مزقته الحرب، والخروج بنتائج نأمل جميعا أن تحقق السلام والأمن والاستقرار لجميع أبناء الشعب الأفغاني.
هذه القيم والمثل العليا والجهود والوساطات الخيرة هي ما يجمع قطر والولايات المتحدة والأسرة الدولية، لذلك سمعنا الرئيس ترامب يرحب كل هذا الترحيب بصاحب السمو لما يمثله على هذا الصعيد، ناهيك عن التعاون السياسي لخلق أجواء من الاستقرار تسمح بزيادة الاستثمارات لتعزيز الرخاء المشترك.
نحن إذا أمام قواسم مشتركة عدة ساهمت جميعها في وصول العلاقات إلى ما رأينا، وهي قوية ومتينة وعميقة أكدتها كلمات الترحيب المهمة التي صدرت عن الرئيس الأميركي وكل مسؤول آخر.
تقدر الشراكة الاقتصادية المتبادلة بين بلدينا بـ 185 مليار دولار، وكما أوضح صاحب السمو فهو «رقم نعتزم معا زيادته، لقد أدى هذا بالفعل إلى خلق أكثر من نصف مليون وظيفة في أميركا».
الوظائف تخلق الاستقرار وتشيع الأمن وتدفع على الإبداع، ومما لا شك فيه أن قطر ساهمت مساهمة فعالة في ذلك عبر شراكة حقيقية عميقة تقوم على الصداقة والاحترام ومراعاة المصالح، وكل من استمع إلى كلمة صاحب السمو واهتمامه العميق برأس المال البشري، والعمل على إنشاء اقتصادات مرنة قائمة على المعرفة مع التركيز على التعليم والانفتاح وإتاحة الفرص للجميع، يدرك أن العلاقات القطرية– الأميركية لها ما تقوم عليه، ويدرك أيضا لماذا قطر وأميركا شركاء وحلفاء وأصدقاء.
لقد نجحت قطر في ترسيخ التزامها بخلق حالة من الاستقرار من أجل ازدهار التنمية في المنطقة والعالم، وكل الجهود والوساطات التي بذلتها، سواء بين اللبنانيين أو الفلسطينيين أو السودانيين أو اليمنيين، كما أنها لم تحد قيد شعرة عن الأهداف السامية التي كرست نفسها لها. وعندما بدأت جريمة القرصنة ثم الحصار، كان لابد للعالم من عقد المقارنات الطبيعية بين دعاة الاستقرار والرخاء والازدهار في قطر، وبين دعاة الفتنة وشن الحروب وإشعال المؤامرات من دول الحصار، ومن حسن الحظ أن العالم سرعان ما اكتشف تلك الخرافات والمزاعم الزائفة التي حاولوا إلصاقها بنا دون أدلة، بهدف تحقيق مكاسب ومطامع فاسدة، ففازت قطر باحترام العالم، كما رأينا مثالا على ذلك بالأمس في واشنطن عبر الاستقبال الحار لصاحب السمو.
ما يجمع قطر وأميركا، بل قطر والعالم، هو مجموعة القيم والقواعد المشتركة، وهذه لا تشترى ولا تباع بالمال، لذلك كانت إشارة صاحب السمو في كلمته حول الالتزام إزاء رأس المال البشري، والعمل على إنشاء اقتصادات مرنة قائمة على المعرفة مع التركيز على التعليم والانفتاح وإتاحة الفرص للجميع، لها مغزاها العميق، لأن الأولوية لقطر هي بناء الإنسان الذي يمكن عن طريقه وحده تحقيق التقدم والازدهار والأمن والاستقرار، وهذا ما نتشارك فيه مع الولايات المتحدة وكل الدول والمجتمعات المتقدمة، في حين أن البعض في منطقتنا، كما أوضح سموه، «لا يشاركوننا ما نؤمن به. في عالم اليوم، يجب في بعض الأحيان إقامة تحالفات مع شركاء ضروريين. لكن فيما يتعلق بالولايات المتحدة وقطر، فنحن شركاء وحلفاء وأصدقاء».
نعم نحن شركاء وحلفاء، من أجل بناء مجتمعات متقدمة ومزدهرة ومستقرة ليس لمواطنينا فحسب، لكن أيضا للبشرية جمعاء، وهذا فحوى ما تبذله قطر من جهد وما تقدمه من عطاءات سواء عبر التعليم أو تأمين فرص العمل، أو الرياضة وأبرز حدث فيها استضافة منافسات كأس العالم عام 2022، وفي ذلك رسالة على أعلى قدر من الأهمية من الشباب العربي للعالم، ومن العالم للشباب العربي، وفحواها هو تعزيز التفاهم والصداقة من أجل السلام والأمن للجميع، وتقديم صورة مغايرة لتلك التي رسمها العالم لعالمنا بسبب تصرفات وأفعال مراهقي السياسة.
زيارة صاحب السمو للولايات المتحدة، والتوقيع على اتفاقيات ومذكرات تفاهم تتعلق بالدفاع والطاقة والاستثمار والنقل الجوي، محطة أخرى من محطات كثيرة على طريق بناء وتعزيز التعاون الاستراتيجي والتشاور المتواصل بين القيادتين والبلدين الصديقين بما يخدم أهدافهما ومصالحهما المشتركة، ويسهم في تحقيق الاستقرار والأمن الإقليمي والسلام العالمي، ولو لا قناعة واشنطن بالأدوار الخيرة لدولة قطر من أجل تحقيق كل ذلك ما كنا تشاطرنا هذه الرؤى والتحركات معا، وآخرها استضافة المحادثات الأفغانية التي نأمل أن تؤدي إلى سلام دائم وشامل لهذا البلد الذي أنهكته الحروب والمواجهات.
لقد فرضت قطر احترامها على العالم بأسره، بأميرها وقيادتها ورؤاها وتحركاتها، وأعود لما قاله ترامب لصاحب السمو: «إنه أسبوع رائع بوجود العديد من الأصدقاء وجميع من أعرفهم، ويقرون بنجاحاتكم الكبرى».
نعم هي نجاحات تاريخية نشعر بالفخر والاعتزاز بها، ويزيد فخرنا عندما نسمع الآخرين يتحدثون عنها بهذا التقدير والاحترام.
كانت أمسية مميزة سوف تبقى في الذاكرتين القطرية والأميركية ردحا طويلا من الزمن، بل ستبقى إحدى العلامات الفارقة والمضيئة في مسيرة علاقاتنا الثنائية.
في البداية، رحب سعادة وزير الخزانة بحضور صاحب السمو الأمير والوفد المرافق، مبينا أن زيارات سموه لأميركا تؤكد عمق علاقات التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين، قبل أن يبدأ الرئيس الأميركي كلمته بعبارات في غاية الأهمية، عكست عمق الروابط القائمة بين بلدينا وقيادتينا، وأكدت على الصداقة القائمة مع صاحب السمو الذي وصفه ترامب بالحليف العظيم، مشيرا إلى وجود «العديد من الأصدقاء وجميع من أعرفهم، ويقرون بنجاحاتكم الكبرى»، متوجها إلى صاحب السمو بقوله: «إنك من أصدقائي منذ فترة طويلة قبل أن أتولى الرئاسة، ونشعر بالارتياح تجاهكم».
جميعنا يعلم حجم المحاولات اليائسة والبائسة التي بذلتها الإمارات والسعودية لزعزعة عرى التعاون القطري – الأميركي، ومحاولة إحداث شرخ عميق في العلاقات الثنائية بين البلدين، والتي باءت جميعها بالفشل، بعد أن تأكد للولايات المتحدة والعالم بأسره أن قطر تبذل جهودا في غاية الأهمية والشجاعة من أجل محاربة واجتثاث الإرهاب وتمويله، وهي لا تفعل ذلك فقط، وإنما قدمت كل الإمكانيات والوسائل لدفع الشباب بعيدا عن هذه الظاهرة الإجرامية، سواء عبر توفير فرص التعليم الجيد وعالي المستوى، أو عبر الوظائف الهائلة التي ساعدتهم في الحصول عليها، على اعتبار أن العلم والعمل هما الوسيلتان الأنجع لوقف ظاهرة الإرهاب والقضاء عليها.
لقد شاركت قطر في جميع الجهود الدولية لاستئصال آفة الإرهاب، وفي جميع المساعي لقطع التمويل عنه، وحققت بالشراكة مع المجتمع الدولي نجاحات باهرة صارت مثلا يُحتذى، وكان آخر ما فعلته جمع الأفغان في الدوحة، من أجل التوصل إلى سلام دائم وشامل في هذا البلد الذي مزقته الحرب، والخروج بنتائج نأمل جميعا أن تحقق السلام والأمن والاستقرار لجميع أبناء الشعب الأفغاني.
هذه القيم والمثل العليا والجهود والوساطات الخيرة هي ما يجمع قطر والولايات المتحدة والأسرة الدولية، لذلك سمعنا الرئيس ترامب يرحب كل هذا الترحيب بصاحب السمو لما يمثله على هذا الصعيد، ناهيك عن التعاون السياسي لخلق أجواء من الاستقرار تسمح بزيادة الاستثمارات لتعزيز الرخاء المشترك.
نحن إذا أمام قواسم مشتركة عدة ساهمت جميعها في وصول العلاقات إلى ما رأينا، وهي قوية ومتينة وعميقة أكدتها كلمات الترحيب المهمة التي صدرت عن الرئيس الأميركي وكل مسؤول آخر.
تقدر الشراكة الاقتصادية المتبادلة بين بلدينا بـ 185 مليار دولار، وكما أوضح صاحب السمو فهو «رقم نعتزم معا زيادته، لقد أدى هذا بالفعل إلى خلق أكثر من نصف مليون وظيفة في أميركا».
الوظائف تخلق الاستقرار وتشيع الأمن وتدفع على الإبداع، ومما لا شك فيه أن قطر ساهمت مساهمة فعالة في ذلك عبر شراكة حقيقية عميقة تقوم على الصداقة والاحترام ومراعاة المصالح، وكل من استمع إلى كلمة صاحب السمو واهتمامه العميق برأس المال البشري، والعمل على إنشاء اقتصادات مرنة قائمة على المعرفة مع التركيز على التعليم والانفتاح وإتاحة الفرص للجميع، يدرك أن العلاقات القطرية– الأميركية لها ما تقوم عليه، ويدرك أيضا لماذا قطر وأميركا شركاء وحلفاء وأصدقاء.
لقد نجحت قطر في ترسيخ التزامها بخلق حالة من الاستقرار من أجل ازدهار التنمية في المنطقة والعالم، وكل الجهود والوساطات التي بذلتها، سواء بين اللبنانيين أو الفلسطينيين أو السودانيين أو اليمنيين، كما أنها لم تحد قيد شعرة عن الأهداف السامية التي كرست نفسها لها. وعندما بدأت جريمة القرصنة ثم الحصار، كان لابد للعالم من عقد المقارنات الطبيعية بين دعاة الاستقرار والرخاء والازدهار في قطر، وبين دعاة الفتنة وشن الحروب وإشعال المؤامرات من دول الحصار، ومن حسن الحظ أن العالم سرعان ما اكتشف تلك الخرافات والمزاعم الزائفة التي حاولوا إلصاقها بنا دون أدلة، بهدف تحقيق مكاسب ومطامع فاسدة، ففازت قطر باحترام العالم، كما رأينا مثالا على ذلك بالأمس في واشنطن عبر الاستقبال الحار لصاحب السمو.
ما يجمع قطر وأميركا، بل قطر والعالم، هو مجموعة القيم والقواعد المشتركة، وهذه لا تشترى ولا تباع بالمال، لذلك كانت إشارة صاحب السمو في كلمته حول الالتزام إزاء رأس المال البشري، والعمل على إنشاء اقتصادات مرنة قائمة على المعرفة مع التركيز على التعليم والانفتاح وإتاحة الفرص للجميع، لها مغزاها العميق، لأن الأولوية لقطر هي بناء الإنسان الذي يمكن عن طريقه وحده تحقيق التقدم والازدهار والأمن والاستقرار، وهذا ما نتشارك فيه مع الولايات المتحدة وكل الدول والمجتمعات المتقدمة، في حين أن البعض في منطقتنا، كما أوضح سموه، «لا يشاركوننا ما نؤمن به. في عالم اليوم، يجب في بعض الأحيان إقامة تحالفات مع شركاء ضروريين. لكن فيما يتعلق بالولايات المتحدة وقطر، فنحن شركاء وحلفاء وأصدقاء».
نعم نحن شركاء وحلفاء، من أجل بناء مجتمعات متقدمة ومزدهرة ومستقرة ليس لمواطنينا فحسب، لكن أيضا للبشرية جمعاء، وهذا فحوى ما تبذله قطر من جهد وما تقدمه من عطاءات سواء عبر التعليم أو تأمين فرص العمل، أو الرياضة وأبرز حدث فيها استضافة منافسات كأس العالم عام 2022، وفي ذلك رسالة على أعلى قدر من الأهمية من الشباب العربي للعالم، ومن العالم للشباب العربي، وفحواها هو تعزيز التفاهم والصداقة من أجل السلام والأمن للجميع، وتقديم صورة مغايرة لتلك التي رسمها العالم لعالمنا بسبب تصرفات وأفعال مراهقي السياسة.
زيارة صاحب السمو للولايات المتحدة، والتوقيع على اتفاقيات ومذكرات تفاهم تتعلق بالدفاع والطاقة والاستثمار والنقل الجوي، محطة أخرى من محطات كثيرة على طريق بناء وتعزيز التعاون الاستراتيجي والتشاور المتواصل بين القيادتين والبلدين الصديقين بما يخدم أهدافهما ومصالحهما المشتركة، ويسهم في تحقيق الاستقرار والأمن الإقليمي والسلام العالمي، ولو لا قناعة واشنطن بالأدوار الخيرة لدولة قطر من أجل تحقيق كل ذلك ما كنا تشاطرنا هذه الرؤى والتحركات معا، وآخرها استضافة المحادثات الأفغانية التي نأمل أن تؤدي إلى سلام دائم وشامل لهذا البلد الذي أنهكته الحروب والمواجهات.
لقد فرضت قطر احترامها على العالم بأسره، بأميرها وقيادتها ورؤاها وتحركاتها، وأعود لما قاله ترامب لصاحب السمو: «إنه أسبوع رائع بوجود العديد من الأصدقاء وجميع من أعرفهم، ويقرون بنجاحاتكم الكبرى».
نعم هي نجاحات تاريخية نشعر بالفخر والاعتزاز بها، ويزيد فخرنا عندما نسمع الآخرين يتحدثون عنها بهذا التقدير والاحترام.