حققت وكالة ناسا إنجازا تاريخيا قبل بضع سنوات، من خلال الطيران المتحكم به لطائرة الهليكوبتر (إنجينويتي) على سطح المريخ، وبعد مهمتها الناجحة تنتظر (إنجينويتي) الآن المستكشفين المستقبليين الذين قد يعرضونها يوما ما في المتحف. ومع ذلك، ماذا لو استخدمت ناسا أسطولا من الروبوتات ذات الأجنحة المرنة الشبيهة بالنحل لاستكشاف تضاريس المريخ؟ هذه هي الفكرة الخيالية وراء مشروع مارسبي، الذي طوره تشانغ كوون كانغ وفريقه في جامعة ألاباما في هانتسفيل، بدعم من منحة معهد ناسا للمفاهيم المتقدمة (NIAC).

ومفهوم مارسبي مستوحى من مركبة جوية صغيرة تشبه اليعسوب (MAV) تم تطويرها في جامعة طوكيو، التي تستخدم أجنحة مرنة للطيران في جاذبية الأرض، وكان السؤال الذي طرحه كانج وزملاؤه.. ما إذا كان من الممكن تكييف هذه التكنولوجيا لتناسب المريخ؟

ويقدم المريخ تحديات وفرصا فريدة للطيران، فمع وجود 38 % فقط من جاذبية الأرض يتطلب الإقلاع قوة أقل، ومع ذلك فإن كثافة الغلاف الجوي للمريخ تبلغ 1 % فقط من كثافة الغلاف الجوي للأرض، مما يعقد مهمة توليد الرفع بأجنحة مرنة.

وخلال المرحلة الأولى من مشروع «مارسبي» قام الفريق بتقييم جدوى هذا النهج، وعلى الرغم من أن (إنجنيويتي) كانت في طريقها لتحقيق أول رحلة تعمل بالطاقة على المريخ، فإن حجمها الكبير وزمن الرحلة المحدود الذي يبلغ 3 دقائق فرض قيودا، ومن الممكن أن تتغلب طائرة مرنة أصغر حجما وأخف وزنا على هذه المشكلات، مما يسمح بنقل وحدات متعددة بشكل أكثر كفاءة.

ومع ذلك كشفت النمذجة الأولية عن العديد من العقبات التقنية، فتفاعل هياكل الأجنحة المرنة مع الغلاف الجوي الرقيق للمريخ، ووزن البطارية، والحاجة إلى نظام توجيه وتحكم قوي، يمثل تحديات كبيرة، بالإضافة إلى ذلك يظل التنقل دون نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس) على المريخ يمثل مشكلة معقدة.

وفي حين أن مشروع مارسبي كان معلقا في السنوات الأخيرة فقد أجابت رحلات (إنجينويتي) الناجحة بالفعل على العديد من الأسئلة حول الاستكشاف الجوي على المريخ، ومع المزيد من التطوير التقني، تظل رؤية النحل الآلي الذي يستكشف المناظر الطبيعية للمريخ احتمالا محيرا للمستقبل.