+ A
A -
علي منتش كاتب لبناني

ليس من الصعب، على من يراقب الواقع السياسي اللبناني أن يتأكد بأن القوى المسيحية لا يمكن لها أن تتحالف، لا بل إن تلاقيها حول عناوين استراتيجية مرتبطة بمصلحة المسيحيين ليس سهلاً، بل شبه مستحيل في ظل التنافس الكبير، الشعبي والسياسي بينها، والخلاف على التوجهات السياسية التفصيلية والعامة، لذلك فإن المنطقة والوقائع الحالية تؤكد استحالة حصول تقارب فعلي وفعال بين «التيار الوطني الحر» من جهة و«القوات اللبنانية» و«الكتائب اللبنانية» من جهةٍ أخرى.

حتى ان التجارب السابقة أوحت بأن أي تحالف أو تقارب سينتهي بخلاف فعلي وكبير يعيد الأزمة والخلاف أسوأ مما كان عليه قبل المصالحة، ولعل التقاطع الذي حصل على اسم الوزير السابق جهاد ازعور بين القوى والاحزاب والشخصيات المسيحية لم يؤد إلى أي تحالف طويل الامد، بل على العكس تضمن الكثير من جوانب عدم الثقة، اذ لم يكن كل طرف يثق بأن الطرف الآخر جدي بهذا التقاطع بل «كل الظن» كان أن هناك غايات سياسية مخفية تجعل الجميع يقبلون بالموافقة على ازعور إلى حين.

لكن بعيداً عن كل هذه التجارب، وعن الظروف الحالية، يبدو ان التحالف المسيحي المسيحي سيصبح حاجة فعلية في المرحلة المقبلة، وعاجلاً أم آجلاً ستنتهي الحرب في غزة، حتى لو استمر القتال لأشهر إضافية، لكن الأكيد أن التسوية باتت حتمية وستشمل كما الحرب، كل المنطقة، إذ من المتوقع أن تكون التسوية السياسية في كل بلد منفصلة عن التسوية في البلد الآخر، لكن من يرسم المسار التسووي سيكون قادراً على موازنة هذه التسويات لتكون مرتبطة وإن بشكل غير مباشر وغير علني، من هنا ستصبح الساحة اللبنانية تحت المجهر الدولي نظراً لأهميتها الاقتصادية والجيوسياسية وحتى الأمنية والعسكرية.لبنان 24

copy short url   نسخ
14/07/2024
5