+ A
A -
في مثل هذا اليوم من العام 2014م، قرَّرَ الملياردير الصيني «شيوشا» هدم بيوت قريته الفقيرة التي ترعرعَ فيها وشيَّد بدلاً منها شققاً فخمة مجاناً لهم، لأنّهم عاملوه بلطف في طفولته!
بنى شيوشا شققاً فخمة لاثنتين وسبعين عائلة عاملوه بلُطف في طفولته عندما كان فقيراً، وبنى ثماني عشرة فيلا لعائلات عامله أهلها بلُطف أكبر من البقية!
لا أستغربُ حين أرى إنساناً غير مُسلم يُعامل الناس بأخلاق، فالخير بذرة زرعها الخالق العظيم فينا، ولكن ما أستغربه حين أرى مُسلماً سيئ الأخلاق، وهذا الدين كُله خلق، وأنّ الله سبحانه لمّا أرادَ أن يمدحَ نبيه في القرآن الكريم لم يمدحه بنسبه الرفيع، ولا بقبيلته العريقة، وإنّما مدحه بأخلاقه فقال تعالى: «وإنّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ»!
قالوا قديماً: ليس بالضرورة أن ترد المعروف، ولكن كُن أرقى من أن تُنكره! وأقولُ من العار أن لا ترُد معروفاً أنتَ قادر على أن ترده، إن النبيل لا ينسى معروفاً أُسدي إليه، بل إنه يَتحيّن الفرصة لردِّ هذا المعروف، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة!
عندما ذهبَ إلى الطائف يدعو أهلها، وأخرجوا له سفهاءها وصبيانها ورجموه بالحجارة، فهامَ على وجهه لا يدري أين تقوده قدماه، ثم لمّا عادَ إلى مكة ومنعوه من الدخول أدخلَه مطعم بن عدي في جواره، فدخلَ إلى الكعبة ومطعم وأولاده يحملون السيوف كي لا يقربه أحد!
ودارت الأيام، وتُوفي مطعم بن عدي، واصطفَّ المُسلمون لمُواجهة قريش في بدر، وانتهت الغزوة بنصرٍ ساحقٍ للمسلمين، وغنائم وأسرى، فنظرَ النبي صلى الله عليه وسلم إلى أسرى قريش، وقال: لو كان مطعم بن عدي حياً وكلّمني في هؤلاء لأطلقتهم له!
تخيّلوا هذا الوفاء، حملوا السيوف عليه وقاتلوه، ولو استطاع أحد منهم أن يقتله ما تردَّدَ لحظة، ولكنه على استعداد أن يُطلِق هؤلاء وفاءً لرجل أسدى إليه في يوم من الأيام معروفاً!بقلم: أدهم شرقاوي
بنى شيوشا شققاً فخمة لاثنتين وسبعين عائلة عاملوه بلُطف في طفولته عندما كان فقيراً، وبنى ثماني عشرة فيلا لعائلات عامله أهلها بلُطف أكبر من البقية!
لا أستغربُ حين أرى إنساناً غير مُسلم يُعامل الناس بأخلاق، فالخير بذرة زرعها الخالق العظيم فينا، ولكن ما أستغربه حين أرى مُسلماً سيئ الأخلاق، وهذا الدين كُله خلق، وأنّ الله سبحانه لمّا أرادَ أن يمدحَ نبيه في القرآن الكريم لم يمدحه بنسبه الرفيع، ولا بقبيلته العريقة، وإنّما مدحه بأخلاقه فقال تعالى: «وإنّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ»!
قالوا قديماً: ليس بالضرورة أن ترد المعروف، ولكن كُن أرقى من أن تُنكره! وأقولُ من العار أن لا ترُد معروفاً أنتَ قادر على أن ترده، إن النبيل لا ينسى معروفاً أُسدي إليه، بل إنه يَتحيّن الفرصة لردِّ هذا المعروف، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة!
عندما ذهبَ إلى الطائف يدعو أهلها، وأخرجوا له سفهاءها وصبيانها ورجموه بالحجارة، فهامَ على وجهه لا يدري أين تقوده قدماه، ثم لمّا عادَ إلى مكة ومنعوه من الدخول أدخلَه مطعم بن عدي في جواره، فدخلَ إلى الكعبة ومطعم وأولاده يحملون السيوف كي لا يقربه أحد!
ودارت الأيام، وتُوفي مطعم بن عدي، واصطفَّ المُسلمون لمُواجهة قريش في بدر، وانتهت الغزوة بنصرٍ ساحقٍ للمسلمين، وغنائم وأسرى، فنظرَ النبي صلى الله عليه وسلم إلى أسرى قريش، وقال: لو كان مطعم بن عدي حياً وكلّمني في هؤلاء لأطلقتهم له!
تخيّلوا هذا الوفاء، حملوا السيوف عليه وقاتلوه، ولو استطاع أحد منهم أن يقتله ما تردَّدَ لحظة، ولكنه على استعداد أن يُطلِق هؤلاء وفاءً لرجل أسدى إليه في يوم من الأيام معروفاً!بقلم: أدهم شرقاوي