في مثل هذا اليوم من العام 1958م أبصرَ السنافرُ وعدوُّهُم اللدود شرشبيل النُّور! لم تكُن طريق ولادتهم مُعبَّدة بالورود وإنّما كان الأمر أشبه بولادةٍ قيصريةٍ!
في أحد الأيام استيقظ «بيير كوليفورد» يُمنِّي نفسه أن ينجحَ في مقابلة العمل ويحصل على وظيفة مساعد طبيب أسنان، تناولَ فطوره، ولبسَ أجمل ثيابه واستعدَّ للخروج ولكنّه لم يجد محفظته! بحثَ عنها دون جدوى، وبدأَ الوقت يمرُّ سريعاً والإحباط يتسللُ إلى بيير، كان حائراً ماذا يفعل، هل يبحث أكثر عن المحفظة فتفوته المقابلة، أم يذهب دون إثباتٍ لشخصيته أو إيصال يُثبت أنه تقدَّم للوظيفة فعلاً، وأخيراً قرَّرَ أن يذهبَ دون إثبات، ولكنَّه وصلَ مُتأخراً، فقالوا له: لو كنتَ مُهتماً بالوظيفة كنتَ حضرتَ باكراً، نعتذرُ لكَ لا مكان لكَ عندنا!
عادَ إلى بيته يجرُّ أذيال الخيبة، واضطرَّ أن يقبلَ بوظيفة عُرِضتْ عليه وهي مُتدرِّب في استديو للرسم، لم تكن الوظيفة مُغرية ولكن راتبه كان يكفي ليُسدِّد فواتيره ويتدبر أمره، وفي استديو الرسم وجد بيير نفسه، بدأ يرسم قصصاً للأطفال تحت اسم مستعار هو «بييو» فانتشرتْ رسوماته وأحبَّها الأطفال، ولكن اللحظة الفارقة في حياته كانتْ عندما اخترع السنافر، فحقَّقَتْ هذه الشخصيات الصغيرة الزرقاء نجاحاً رهيباً، ثم انتقلَتْ من عالم المجلة إلى عالم التلفاز، وحقَّقَ بيير من ورائها ثروة ضخمة!
ربما لو وجد بيير محفظته في ذلك اليوم لكان قُبل في وظيفة مساعد طبيب أسنان وماتَ دون أن يسمعَ به أحد، ولكنها الحياة تُغلق نافذة هنا، فتُفتح غيرها هناك، الفشل والرفض في مجال لا يعني الفشل والرفض في كل الحياة، الفشل محطة علينا أن نتعلَّمَ منها، ثم نتركها وراء ظهرنا ونمضي إلى المحطة التالية، لا أن نُقيم فيها أبد الدهر!بقلم: أدهم شرقاوي
في أحد الأيام استيقظ «بيير كوليفورد» يُمنِّي نفسه أن ينجحَ في مقابلة العمل ويحصل على وظيفة مساعد طبيب أسنان، تناولَ فطوره، ولبسَ أجمل ثيابه واستعدَّ للخروج ولكنّه لم يجد محفظته! بحثَ عنها دون جدوى، وبدأَ الوقت يمرُّ سريعاً والإحباط يتسللُ إلى بيير، كان حائراً ماذا يفعل، هل يبحث أكثر عن المحفظة فتفوته المقابلة، أم يذهب دون إثباتٍ لشخصيته أو إيصال يُثبت أنه تقدَّم للوظيفة فعلاً، وأخيراً قرَّرَ أن يذهبَ دون إثبات، ولكنَّه وصلَ مُتأخراً، فقالوا له: لو كنتَ مُهتماً بالوظيفة كنتَ حضرتَ باكراً، نعتذرُ لكَ لا مكان لكَ عندنا!
عادَ إلى بيته يجرُّ أذيال الخيبة، واضطرَّ أن يقبلَ بوظيفة عُرِضتْ عليه وهي مُتدرِّب في استديو للرسم، لم تكن الوظيفة مُغرية ولكن راتبه كان يكفي ليُسدِّد فواتيره ويتدبر أمره، وفي استديو الرسم وجد بيير نفسه، بدأ يرسم قصصاً للأطفال تحت اسم مستعار هو «بييو» فانتشرتْ رسوماته وأحبَّها الأطفال، ولكن اللحظة الفارقة في حياته كانتْ عندما اخترع السنافر، فحقَّقَتْ هذه الشخصيات الصغيرة الزرقاء نجاحاً رهيباً، ثم انتقلَتْ من عالم المجلة إلى عالم التلفاز، وحقَّقَ بيير من ورائها ثروة ضخمة!
ربما لو وجد بيير محفظته في ذلك اليوم لكان قُبل في وظيفة مساعد طبيب أسنان وماتَ دون أن يسمعَ به أحد، ولكنها الحياة تُغلق نافذة هنا، فتُفتح غيرها هناك، الفشل والرفض في مجال لا يعني الفشل والرفض في كل الحياة، الفشل محطة علينا أن نتعلَّمَ منها، ثم نتركها وراء ظهرنا ونمضي إلى المحطة التالية، لا أن نُقيم فيها أبد الدهر!بقلم: أدهم شرقاوي