+ A
A -
شكلت العقود الثلاثة الماضية أوج الحرب الدولية على ما سمّي بالإرهاب وتحديدا منذ الحادي عشر من سبتمبر وهجوم برجي التجارة العالمية. كانت الحرب متوحشة ودمرت أكثر من بلد مسلم حيث تم إحراق العراق وغزو أفغانستان واحتلالها كما شهدت دول مسلمة أخرى كثيرة حروبا مصطنعة مثل اليمن وليبيا وسوريا بحجة الحرب على الإرهاب كما استفادت الديكتاتوريات العربية من الحرب المعلنة على الإسلام باسم الحرب على الإرهاب من أجل تصفية خصومها والتنكيل بهم كما حدث في مصر وسوريا وتونس والمغرب وغيرها كثير من الدول العربية أو المسلمة.
لكن الأخبار الأخيرة والتحقيقات الميدانية والتسريبات التي تخرج من حين إلى آخر صارت تكشف أن وراء الإرهاب صندوقا أسود من الأسرار والخفايا الدولية والعربية التي يحرص النظام العالمي ووكيله العربي على إخفائها. تعلل بشار بالحرب على الإرهاب فقتل من السوريين أكثر من مليون نسمة وارتكب السيسي في مصر أكثر من مجزرة باسم الحرب على الإرهاب أما الجنرال الانقلابي حفتر فقد جنّد الجنود والمرتزقة بمساعدة الإمارات من أجل القضاء على ثورة شعبه بنفس التهمة.
لا يشك أحد اليوم في أن الحرب على الإرهاب لم تكن سوى مشروع دولي بوكلاء إقليميين من أجل تفتيت المنطقة والتحكم في ثرواتها وقمع شعوبها ومنع كل نفس تحرري قد يخرجها من محل المفعول به إلى محل الفاعل. بالأمس القريب خرجت إلى العلن تسريبات خاصة بقناة الجزيرة تؤكد تورط نظام البحرين في تجنيد عناصر من تنظيم القاعدة للقيام بعمليات إرهابية في الإقليم. قبلها ساعدت المخابرات الأوروبية تنظيم داعش في الخروج من سرت الليبية، كما كشفت التحقيقات الميدانية عن اختراق الأنظمة العربية الرسمية لأغلب التنظيمات وتوجيهها لعملياتها. لقد تحول الإرهاب إلى أداة من أدوات الفعل الدولية التي تعتبر امتدادا للعمل الاستخباراتي.
لكن الكارثة الأخرى في المنطقة هي توجيه التهمة إلى جماعات وتنظيمات وأفراد وحتى دول لا علاقة لها بها البتة لا من قريب ولا من بعيد. فجماعة الإخوان المسلمين التي تعد أكثر الجماعات الإسلامية سلمية صارت هدفا للنظام الرسمي العربي الذي يعمل على شيطنتها وتصنيفها تنظيما إرهابيا. بالأمس القريب كذلك كانت دولة قطر في مرمى دول الحصار بنفس التهمة بعد أن فشل مخطط الحصار وسقط مشروع الغزو.
لقد صار المجرم قاضيا والبريء متهما والإعلام الدولي شاهد زور على أكبر وأخطر أكذوبة في تاريخ المنطقة كلها، حيث تورطت دول خليجية معلومة في دعم الجماعات الإرهابية والمرتزقة من أجل تدمير تجربة الثورات العربية وإبقاء شعوب المنطقة تحت حصار التهمة التي بدأت خيوطها في الانكشاف رويدا رويدا.بقلم: محمد هنيد
لكن الأخبار الأخيرة والتحقيقات الميدانية والتسريبات التي تخرج من حين إلى آخر صارت تكشف أن وراء الإرهاب صندوقا أسود من الأسرار والخفايا الدولية والعربية التي يحرص النظام العالمي ووكيله العربي على إخفائها. تعلل بشار بالحرب على الإرهاب فقتل من السوريين أكثر من مليون نسمة وارتكب السيسي في مصر أكثر من مجزرة باسم الحرب على الإرهاب أما الجنرال الانقلابي حفتر فقد جنّد الجنود والمرتزقة بمساعدة الإمارات من أجل القضاء على ثورة شعبه بنفس التهمة.
لا يشك أحد اليوم في أن الحرب على الإرهاب لم تكن سوى مشروع دولي بوكلاء إقليميين من أجل تفتيت المنطقة والتحكم في ثرواتها وقمع شعوبها ومنع كل نفس تحرري قد يخرجها من محل المفعول به إلى محل الفاعل. بالأمس القريب خرجت إلى العلن تسريبات خاصة بقناة الجزيرة تؤكد تورط نظام البحرين في تجنيد عناصر من تنظيم القاعدة للقيام بعمليات إرهابية في الإقليم. قبلها ساعدت المخابرات الأوروبية تنظيم داعش في الخروج من سرت الليبية، كما كشفت التحقيقات الميدانية عن اختراق الأنظمة العربية الرسمية لأغلب التنظيمات وتوجيهها لعملياتها. لقد تحول الإرهاب إلى أداة من أدوات الفعل الدولية التي تعتبر امتدادا للعمل الاستخباراتي.
لكن الكارثة الأخرى في المنطقة هي توجيه التهمة إلى جماعات وتنظيمات وأفراد وحتى دول لا علاقة لها بها البتة لا من قريب ولا من بعيد. فجماعة الإخوان المسلمين التي تعد أكثر الجماعات الإسلامية سلمية صارت هدفا للنظام الرسمي العربي الذي يعمل على شيطنتها وتصنيفها تنظيما إرهابيا. بالأمس القريب كذلك كانت دولة قطر في مرمى دول الحصار بنفس التهمة بعد أن فشل مخطط الحصار وسقط مشروع الغزو.
لقد صار المجرم قاضيا والبريء متهما والإعلام الدولي شاهد زور على أكبر وأخطر أكذوبة في تاريخ المنطقة كلها، حيث تورطت دول خليجية معلومة في دعم الجماعات الإرهابية والمرتزقة من أجل تدمير تجربة الثورات العربية وإبقاء شعوب المنطقة تحت حصار التهمة التي بدأت خيوطها في الانكشاف رويدا رويدا.بقلم: محمد هنيد