يشكل العمر هاجسا عند الكثير من النساء، لكن مرحلة سن ما بعد الأربعين لها خصوصية وأهمية تؤكد النضج والوعي والاتزان مرحلة استيفاء كمال العقل.

بلوغ سن الأربعين لا يعتبر تقدما في العمر وكثير من الدول تصنف عمر الشباب إلى عمر الستين عاما، والمرأة الواعية هي التي تدرك هذه الحقيقة وأن العمر هو مجرد رقم وعمر المرأة الحقيقي هو انعكاس شعورها تجاه ذاتها.

وتسعى للاستفادة من قدراتها الشخصية وتقبل سن الأربعين بتحدياته وتغيراته وفرصه، والوعي بحقيقة أن حياة المرء تتشكل من أفكاره.

في هذا الجانب تقول الدكتورة رند سلوان عبود طبيبة الأسرة في مركز عمر بن الخطاب الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية: من وجهة نظري كطبيبة أسرة أن الأربعين هو سن النضج والعطاء على اعتبار أنها مرحلة منتصف العمر. وهناك العديد من التغييرات تحدث لدى المرأة بعد سن الأربعين، تغييرات جسدية وهرمونية ونفسية حيث أن الكثير من النساء أكملن مرحلة الحمل والرضاعة والبعض بدأ يشعر بالتغييرات الجسدية والهرمونية.

عودة الزمن للوراء

ومن الممكن أن تحافظ المرأة على أناقتها ورشاقتها وصحتها بدءا من عمر العشرين امتدادا للثلاثين والأربعين وما بعده، وأن تكون حساسة لاحتياجات جسمها وبناء خطة استراتيجية للمحافظة على صحتها وعافيتها وترميم آثار السنين بالاعتماد على نفسها أولا وطلب المساعدة من طبيب الأسرة.

توفر الرعاية الصحية الأولية العديد من المرافق الصحية والتسهيلات للمواطنين والمقيمين، التي تعنى بصحة المرأة في هذه الفترة العمرية وتلبي احتياجاتها.

بداية من نظام الحياة الصحي، ويقوم طبيب الأسرة بتقييم الوضع الصحي لكل امرأة من جميع النواحي بدءا بالتغذية الصحية وشرب كمية كافية من الماء والغذاء الصحي المتوازن، وفحص ضغط الدم في كل زيارة للمركز الصحي لأي سبب كان، حيث أنه من المعروف أن مرض ارتفاع ضغط الدم مرض صامت نحتاج للبحث عنه.

كذلك القيام بقياس كتلة الجسم وعن طريقها نعرف هل يوجد سمنة أو زيادة وزن، مع القيام ببعض الفحوصات الدورية مثل فحص السكري والدهون، وقوة الدم وفيتامين (D وB) ووظائف الكلية والكبد والغدة الدرقية، وعمل فحوصات هرمونية اذا استدعت الحالة.

بالإضافة إلى التأكد من صحة المرأة النفسية وهل تعاني من الكآبة أو القلق أو مشاكل في الذاكرة.

وتوعية النساء عن الطمث المبكر وكيفية التعامل مع الهبات الساخنة وتغير المزاج.

الخطة العلاجية

وتقول الدكتورة رند سلوان عبود إن طبيب الأسرة يحدد الخطة العلاجية وهل تحتاج المرأة إلى علاج أو زيارة أخصائي التغذية أو التحويل للنوادي الرياضية الموجودة في العديد من المراكز الصحية للقيام بالرياضة والسباحة في مراكز المعافاة.

أيضا من الخدمات التي توفرها الرعاية الصحية الأولية البحث عن الامراض السرطانية لكل فئة عمرية، وعمل أشعة الثدي الماموغرام من عمر 45-69 سنة عن طريق زيارة طبيب الأسرة أو الاتصال على الرقم 8001112، إضافة لفحص سرطان القولون من عمر 50 - 74 عن طريق الاتصال على نفس الرقم، أما فحص سرطان عنق الرحم فهو للأعمار من 25 - 64 سنة عن طريق مسحة عنق الرحم في عيادة المرأة السليمة في جميع المراكز الصحية.

ومن المهم إجراء أشعة (الدكسا سكان السينية DEXA) المتوفرة في مستشفى حمد العام للبحث عن مرض هشاشة العظام لجميع النساء من عمر 65 وأكثر، وفي بعض الفئات أقل من عمر 65 يتم تقييم الحالة وعمل فحص الهشاشة مبكرا.

التطعيمات والفيتامينات الضرورية

من الاحتياجات الأخرى للمرأة هو التطعيم السنوي للإنفلوانزا والتطعيم ضد الحزام الناري الفيروسي من عمر 50 وأكثر.

كذلك عدم إهمال الاحتياجات اليومية من الفيتامين والمعادن بعد استشارة طبيب الأسرة والتأكد من الفحوصات ومحاولة الحصول عليها قدر الإمكان من الغذاء الصحي المتكامل مثل:

فيتامين دال وحدة دولية 600-800، والكالسيوم 1000-1200 ملجرام

، وحمض الفولك جرعة صغيرة، والحديد من عمر19-50:18 مليجراما

ومن عمر 51 سنة وأكثر: 8 مليجرامات، أما الزنك: 8 مليجرامات يوميا، والمغنيسيوم 310-320 مليجراما.

كذلك فإن أخذ الفيتامينات المتعددة يجب أن يكون باستشارة طبيب ولم يثبت من الدراسات ان أخذ هذه الفيتامينات يقي من الإصابة بأمراض القلب والاصابة بالسرطان. وإنما تعطى لفئات معينة من الناس الذين يعانون من مشاكل الجهاز الهضمي كنقص التغذية وغيرها.

هناك بعض الدراسات عن فوائد عشبة الاشوكندا وقيامها بتحسين القلق والنوم ومازالت تحت الدراسة.

مصادر الكولاجين

وبالنسبة لتناول الكولاجين فإن منظمة الغذاء والدواء لا تنصح بأخذ حبوب أو باودر الكولاجين وانما الحصول عليه من مصادر طبيعية حيوانية ونباتية.

وأخيرا تقول الدكتورة رند: أكرر بأنه لم تعد فكرة وجود سن معينة تنتهي عندها حيوية المرأة أو أنوثتها، ولعل إقبال شريحة كبيرة من النساء حول العالم على الاهتمام بمظهرهن وجمالهن ورشاقتهن، خير برهان على تجاهل المرأة للسن، وإبداعها في وضع مفهوم جديد للتقدم بالسن والجاذبية والنشاط واللياقة مقارنة بالأجيال السابقة من السيدات بين امرأة تتجنب النظر إلى المرآة! وبين أخرى تحدق بالتجاعيد وآثار الزمن وتقرر أن تبدأ نظاما حياتيا جديدا يعزز صحتها وثقتها بنفسها.