غزة- الأناضول- في مشهد مؤلم يعكس حجم المعاناة جراء شح المواد الغذائية، ينبش مجموعة من الأطفال في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، أكوام النفايات بحثا عن طعام وخضراوات تسد رمق جوعهم.

في الآونة الأخيرة، بات «نبش النفايات» مصدرا للحصول على الطعام في مناطق مختلفة من القطاع، وتزايد اللجوء إليها بشكل ملحوظ في ظل شح توفر الأغذية وبالتزامن مع الغلاء وانعدام السيولة المالية لدى المواطنين.

وفوق أكوام النفايات التي تبدو أغلبها من الخضراوات التالفة، يبحث الأطفال عن طعام يومهم ويضعونها داخل أكياس كبيرة جلبوها معهم من خيام النزوح لتعبئتها.

ووسط استمرار الحرب الإسرائيلية وشح إدخال المساعدات الغذائية، لم يعد أمام الأطفال الذين فقدوا كافة حقوقهم إلا مساعدة عائلاتهم في البحث عن الطعام حتى وإن كان في مكبات النفايات.

ويفضل هؤلاء الأطفال تناول ما يجدونه في القمامة من خضراوات على الموت جوعا، في خيار يعكس أقسى أشكال البقاء على قيد الحياة.

إحدى الفلسطينيات القاطنات في مكان قريب (لم تفصح عن اسمها)، قالت بحرقة وهي ترى الأطفال ينبشون النفايات: «يجب على العالم أن يعرف حجم المعاناة التي يعيشها هؤلاء الأطفال والتحرك العاجل لمساعدتهم».

وتابعت للأناضول: «الجوع أنهك أجساد هؤلاء الأطفال، ودفعهم للنبش في النفايات، وسط صمت العالم!».

بدوره، قال الطفل كريم أبو دية، النازح من شمال غزة إلى دير البلح: «نبحث عن الطعام هنا في النفايات من أجل أن نأكل في ظل عدم توفر الأغذية».

وفي جوابه عن كيفية تناول هذه الأطعمة التي يتم انتشالها من النفايات، قال بكل أسى «نغسلها وننظفها بالصابون ومن ثم نأكلها».