في النظر إلى الأحداث التي تدور حول العالم اليوم، يبدو لنا كأنّ كفّ العفريت الشهير بات مزدحما بعض الشيء. لطالما سمعنا بأنّ لبنان على كفّ عفريت أو أنّ المنطقة على الكفّ ذاته، لكن اليوم هذا الكفّ بات ككتِفَي أطلس الإغريقي يحمل الكوكب وكلّ ما عليه وفوقه من حياة. حدثٌ واحدٌ قد يقلب حياة الملايين رأسا على عقب، هذا إنْ لم ينهِها من أساسها. شاهدنا كيف أنّ رصاصة واحدة في معركة انتخابية كانت على بعد ميليمترات من إدخال الولايات المتحدة الأميركية في أتون حرب أهليّة. تعريف كفّ العفريت هو أنّ الأرض التي تقف عليها ليست ثابتة ولا يؤتمن عليها، ففي حرب الإبادة التي تقودها «إسرائيل» على غزة ومعركة «طوفان الأقصى»، يسأل كثيرون عمّا ستؤول إليه الأمور. وهذا نقاش دائم بين المراقبين والزملاء، ورغم وفرة المعلومات عن مسار المعركة ووضع المقاومة وإمكانات جيش الاحتلال وتحرّكاته. في ما يخصّ تدحرج الحرب في الساحة اللبنانية، التهديد والوعيد لم يتوقّفا منذ أكثر من تسعة أشهر من قِبل جنرالات تتخبّط جيوشها في قطاع غزة، لكن هذه التهديدات تُصحب دائماً بعبارة: لا تجبرونا على الحرب. من الناحية الأخرى، لَم تَقُل المقاومة في لبنان إنها في صدد توسيع الحرب في الوقت الحالي، لكنّ العديد والحديد متوفّران لها إن فُرضت على لبنان، أو بالأحرى على سائر لبنان غير المنخرط في الحرب الآن.