+ A
A -
كتب سعيد حبيب

قالت مصادر متابعة لـ الوطن إن قطر للطاقة باشرت التأهيل المسبق (طلب إبداء الاهتمام) وهي عملية تسبق طرح المناقصات وتعزز الشفافية والتنافسية بين المقاولين والموردين لمشروع إنشاء مصنع جديد لسوائل الغاز الطبيعي (NGL-5) ويقع المصنع في مدينة مسيعيد الصناعية التي تحتضن 4 مصانع حالية لسوائل الغاز الطبيعي تنتج البروبين والبيوتان والمكثفات بهدف التصدير بشكل أساسي، وتم الحصول على الموافقات اللازمة للمشروع في عام 2022، ومن ثم باشرت قطر للطاقة أعمال تهيئة وتجهيز موقع المصنع في أعقاب القيام بعملية مسح هندسي جيوتقني بالربع الأخير من عام 2023، ومن المتوقع بدء تشغيله بحلول الربع الثاني من عام 2028. ووَفقا للمصادر فإنه من المقرر أن يقوم المصنع الجديد بتعزيز الطاقة التكريرية لـ«قطر للطاقة» بقدرة على معالجة ما يصل إلى 350 مليون قدم مكعب قياسي يومياً من الغاز المصاحب من حقول النفط البحرية والبرية التابعة لشركة قطر للطاقة ومن المتوقع أن تقوم قطر للطاقة بطرح مناقصة الهندسة والتوريد والبناء الرئيسية بالربع الثالث من العام الجاري بعد الإنتهاء من جولة التأهيل المسبق. وبحسب المصادر ذاتها فإن هناك عددا كبيرا من الشركات العالمية أبدت اهتمامها بتنفيذ المشروع غير أن المنافسة ستنحصر في 7 شركات كبرى هي: ماكديرموت الأميركية وسايبم للخدمات النفطية الإيطالية وتكنيكاس ريونيداس الأسبانية ولارسن آند توبرو الهندية وتكنيمونت الإيطالية وسامسونج الهندسية المحدودة الكورية وشركة سي تي سي آي«CTCI» التايوانية. ويتضمن نطاق المشروع أعمال الهندسة والتوريد والبناء لكل من: ضواغط الغاز إلى جانب تحلية الغاز وهي عملية تستهدف بشكل رئيسي تخليص الغاز الطبيعي من المركبات الحمضية (ثاني أكسيد الكربون وكبريتيد الهيدروجين والهيدروكربونات الثقيلة) وإزالة الزئبق والتجفيف وتجزئة سوائل الغاز من خلال فصل المكونات المختلفة لسوائل الغاز الطبيعي واسترجاع الغاز ومعالجة المنتجات وتبريد البروبان ومعالجة الغاز الحمضي واسترداد الكبريت واستعادة الغاز المغلي وشبكات ومحطة معالجة لمياة الصرف الصحي فضلا عن معالجة واحتجاز ثاني أكسيد الكربون وتصديره.

ويتوافق المصنع الجديد لسوائل الغاز الطبيعي مع أفضل معايير الصحة والسلامة والبيئة ويمثل أحد المرافق الجديدة التي سيتم تطبيق استراتيجية استدامة قطر للطاقة عليها، حيث تخضع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للضغط، ثم تُحقن في بئر بمدينة مسيعيد الصناعية ومن المتوقع أن تتراوح كمية ثاني أكسيد الكربون المحتجز بين 900 و1250 طن متري يومياً كما تم تصميم المصنع للعمل بدون إطلاق للغازات المحترقة، مع تطبيق أحدث التقنيات لخفض الانبعاثات بالإضافة إلى كفاءة عالية في استهلاك الطاقة على أن يتم تشغيل جميع الضواغط بواسطة محركات كهربائية إلى جانب معالجة وإعادة استخدام مياه التبخير الناتجة من أبراج التبريد في المصنع مع معدل استرداد بنسبة 85 % ومن المتوقع أن تصل كفاءة استــــعادة الكبريت إلى نسبة 99.9 %.

وتعيد استراتيجية قطر للطاقة المحدثة للاستدامة التأكيد على التزامها، كمُنتج رئيسي للطاقة، بالإنتاج المسؤول للطاقة النظيفة ذات أسعار معقولة لتسهيل الانتقال إلى طاقة مُنخفضة الكربون وتركز الاستراتيجية على ثلاثة مجالات ذات أولوية لتحقيق رؤيتها وهي: التخفيف من آثار تغير المناخ والمسؤولية التشغيلية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وذلك بناءً على إنجازات «استراتيجية الاستدامة لعام 2019»، وتحدد الاستراتيجية حزمة مبادراتٍ متعددةً لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري مثل تقنية احتجاز الكربون وتخزينه (CCS) لالتقاط أكثر من 11 مليون طن سنويًا من ثاني أكسيد الكربون في دولة قطر بحلول عام 2035. وستسمحُ المبادرات التي تم وضعها بخفض المزيد من كميات الكربون في منشآت الغاز الطبيعي المسال في قطر وبنسبة 35 %، وفي منشآت التنقيب والإنتاج بنسبة 25 % على الأقل (مقارنة بالأهداف السابقة المحددة بنسبة 25 % و15 % على التوالي)، وهو ما يعززُ التزام قطر بتزويد غاز طبيعي أنظف بمسؤولية وعلى نطاق واسع لتسهيل الانتقال إلى طاقة مُنخفضة الكربون.

copy short url   نسخ
21/07/2024
190