الخلل التقني التكنولوجي العالمي الذي تسببت فيه شركة كراود سترايك للأمن السيبراني أدى إلى توقف رحلات الطيران وتعطيل البنوك عن العمل وانقطاع وسائل إعلام عن البث، وشلل في القطاعات الطبية وفي أسواق الأسهم العالمية، واضطراب هائل أثر سلبا على الشركات والخدمات في جميع أنحاء العالم، وسلط الضوء على الاعتماد على برامج عدد قليل من مقدمي الخدمات.

وما حدث يعتبر أزمة مفاجئة لم يحسب العالم حسابها، وتداعياتها سوف تجعل دولا كثيرة تفكر جديا في حلول استباقية، تحسبا لأي طارئ مماثل في المستقبل، إذ ليس من المعقول أن يكون العالم كله رهن عمل شركة أو جهة واحدة تتحكم في مصائر البشر، ويتكدس الركاب في مطارات العالم، وتتوقف المراكز الطبية عن معالجة المرضى، والبنوك عن تصريف مصالح العملاء، وليس من المعقول أن تفقد مؤسسات كبرى معلومات استراتيجية لا يمكن استرجاعها.

في الأيام القادمة من الممكن أن نسمع عن حلول لمثل هذه الأزمات، لكن هنا.. ماذا علينا أن نفعل لتجنب أضرار مثل هذا الخلل الذي نتوقع أن يتكرر في أي وقت؟

الوطن طرحت هذا السؤال على عدد من المهتمين الذين تابعوا الأزمة وتداعياتها، وأكدوا على ضرورة اعتماد وحدات لإدارة الأزمات في المؤسسات الحيوية، واتخاذ ما يلزم من إجراءات لتحقيق أعلى درجات الأمن السيبراني، وعدم التخلي نهائيا عن النظم التقليدية التي كانت قبل الإنترنت، إضافة إلى التأكيد على أن التوثيق الورقي بجانب الرقمي يحافظ على ثروتنا المعلوماتية، مطالبين بإدخال نظم حماية في مواجهة عبث الخارجين عن القانون.