+ A
A -
علي منتش كاتب لبناني

لا يمكن قراءة التصعيد العسكري الذي تقوم به إسرائيل على جبهة جنوب لبنان، أو التصعيد اليمني الذي تمثل باستهداف تل أبيب وإعلانها مدينة غير آمنة، إلا من باب المفاوضات الحاصلة بين حركة حماس المستندة على حلفائها في المحور، وبين إسرائيل، إذ من غير الممكن الاقتناع أن أي طرف من الأطراف المقاتلة اليوم، باستثناء شخص رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، يريد التصعيد والذهاب إلى حرب شاملة في هذه المرحلة بعد أن أصاب الإنهاك الجميع في الأشهر العشر الماضية.

يبدو أن رفع سقف القتال أو الاشتباك على أكثر من جبهة، سيؤدي بشكل حاسم إلى ترجيح كفة هذا الفريق على الآخر خلال المفاوضات وهذا ما يدركه الجميع، وعليه بات اللعب على حافة الهاوية لتحسين الشروط التفاوضية خصوصا أن إسرائيل غير قادرة على تقديم التنازلات التي تطلبها حماس وفق الظروف الحالية، وحماس غير قادرة على التسليم بالمطالب الإسرائيلية غير الواقعية، من هنا يصبح النقاش عن شكل التصعيد المرتقب وليس عن موعد التسوية، إذ أن احتمالات الحل ستبقى منخفضة ما دامت الأطراف تجد نفسها قادرة على تحسين واقعها الميداني والعسكري اذا استمر القتال لفترة إضافية.

تؤكد مصادر مطلعة أن إحدى النظريات التي باتت مطروحة لدى الجبهات المساندة لحماس مقلقة، إذ أن هؤلاء وبعكس المتوقع قد يلجأون إلى التصعيد في حال ذهبت إسرائيل إلى المرحلة الثالثة في غزة، أي أنهم لن يقابلوا خفض التصعيد في القطاع بخفض تصعيد الجبهات على قاعدة أن إسرائيل، في حال تراجعت في غزة، ستكون قادرة على المماطلة أكثر وعلى عدم عقد أي اتفاق مع حماس وهذا يعاكس الهدف الأساسي لكل من يدعم الحركة، وعليه فإن التصعيد بات شبه حتمي، سواء تصاعدت المعارك في غزة أم تراجعت.

وترى المصادر أن قصف تل أبيب حدث له ما قبله وما بعده، خصوصا أنه أتى من الجبهة اليمنية التي لا يمكن لإسرائيل ردعها أو القيام بأي عمل عسكري حقيقي ضدها، من هنا بات الحديث عن أزمة فعلية وقع فيها نتانياهو قبيل زيارته إلى الولايات المتحدة الأميركية التي تعمل بشكل علني على إقناعه إيقاف الحرب، لذا فإن حجتها اليوم باتت أكبر وأقدر على ردع جنون نتانياهو وتكريس معادلة الذهاب إلى حل سياسي تفاوضي مع حماس والاكتفاء بالإنجازات التكتيكية التي تم تحقيقها في القطاع، على اعتبار أن الاستمرار في المعركة سيؤدي إلى خسائر استراتيجية.لبنان 24

copy short url   نسخ
22/07/2024
15