الدوحة- قنا- نظمت مؤسسة التعليم فوق الجميع ووزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، ورشة عمل توجيهية حول «جواز اليونسكو للمؤهلات» بهدف ضمان حصول اللاجئين والمهاجرين والفئات المهمشة على التعليم العالي، ما يساهم في إدماجهم في المجتمعات المختلفة.

وركزت مناقشات الورشة التي ضمت كبار صناع السياسات والخبراء الدوليين والمؤسسات الأكاديمية والمنظمات المهنية، على منهجية الاعتراف التي يتبعها برنامج «جواز اليونسكو للمؤهلات» والممارسات الناجحة المطبقة في أوروبا وإفريقيا.

وأكد الدكتور حارب الجابري القائم بمهام وكيل الوزارة المساعد لشؤون التعليم العالي في وزارة التربية والتعليم العالي بهذه المناسبة أهمية مبادرة جواز اليونسكو للمؤهلات في ظل الصراعات والأزمات الراهنة في مناطق متعددة حول العالم، ودورها في دعم الطلبة المتضررين من هذه النزاعات ومنحهم فرصة للتعلم.

بدوره، قال السيد طلال الهذال، مدير برنامج الفاخورة في مؤسسة التعليم فوق الجميع، إن التعليم يعد حافزا قويا للتغيير، ودافعا لعجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية في جميع أنحاء العالم، مبينا أنه من خلال مبادرات مشابهة لجواز اليونسكو للمؤهلات، فإن المؤسسة ملتزمة بتعزيز الفرص التعليمية وتمكين الأفراد في حالات الأزمات، لضمان حصول كل متعلم على الأدوات التي يحتاجها للنجاح في عالم سريع التطور. من جانبه، ذكر سعادة السيد صلاح الدين زكي ممثل منظمة (‏اليونسكو) لدى دول الخليج العربية واليمن ومدير مكتبها بالدوحة، أن 7 بالمائة من الشباب المتأثرين بالأزمات يمكنهم الوصول إلى التعليم العالي حول العالم، وأرجع ذلك إلى العوائق المتعلقة بعدم الاعتراف بالتعليم السابق، أي البعد عن تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030 المتمثل في جودة التعليم.

وبين أن مبادرة جواز اليونسكو للمؤهلات مدفوعة برؤية مفادها أن الأشخاص النازحين قسرا لا يشكلون عبئا على المجتمعات، بل على العكس من ذلك، حيث يمكنهم من خلال معارفهم ومهاراتهم المساهمة بشكل إيجابي في التنمية الشاملة والمستدامة في العالم، معربا من هذا المنطلق عن تطلع اليونسكو إلى الشراكة مع دولة قطر ومؤسسة التعليم فوق الجميع.

ومثلت ورشة العمل هذه حدثا أساسيا ليس فقط من حيث التأكيد على دور التعليم في حالات الأزمات، ولكن أيضا لتسليط الضوء على الجهود التعاونية للهيئات الدولية والسلطات المحلية في تعزيز المرونة التعليمية.

يذكر أن برنامج جواز اليونسكو للمؤهلات يعد أداة عالمية للاعتراف بسبل التعليم السابق الذي يساهم في ضمان الحق في الوصول إلى التعليم العالي للأفراد النازحين قسرا، وذلك في إطار الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، فضلا عن كونه إحدى مبادرات منظمة اليونسكو الرائدة التي تساهم في الاتفاق العالمي بشأن اللاجئين والهجرة.

وبالنظر إلى النموذج الناجح لجواز المؤهلات الأوروبي للاجئين الذي ينفذه مجلس أوروبا، بدأت منظمة اليونسكو تطبيق مبادرة جواز المؤهلات منذ عام 2019 لتعزيز دمج الشباب النازحين قسرا في مجال التعليم العالي بشكل وثيق، بالتنسيق والتعاون مع مؤسسات التعليم العالي الوطنية والسلطات والمؤسسات والشركاء المعنيين باللاجئين.

ولأن 7 بالمائة فقط من اللاجئين الشباب لديهم إمكانية الوصول إلى التعليم العالي، وأن أحد العوائق الرئيسية هو الافتقار إلى الوثائق اللازمة، مثل الشهادات الأكاديمية وإثباتات التعلم، وعدم توفر البيئة السياسية المواتية والمستقرة، فإن هذه المبادرة تدعم بشكل فعال تحويل نظام التعليم العالي الوطني ليصبح أكثر شمولية، وتحث المشاركين على السعي لمزيد من التعلم، ما يساعد في تمكين الشباب المتأثرين بالأزمات من الحصول على فرص عمل.

وقد أدت دولة قطر دورا محوريا في هذه المبادرة، وشاركت في هذا السياق مع منظمة /‏اليونسكو/‏ في قيادة جهود التصدي للتحديات التي تواجه اللاجئين والمهاجرين بما يتعلق بالشهادات العلمية، حيث تسلط هذه الشراكة الضوء على التزام الدولة بتعزيز جواز اليونسكو للمؤهلات، وتسهيل دمج الأفراد النازحين في أنظمة التعليم العالي على مستوى العالم.

بدأت الجلسة الافتتاحية للورشة، التي أدارها الدكتور عامر ضياء، المدير الفني للتعليم العالي في مؤسسة التعليم فوق الجميع، بكلمة ترحيبية للسيدة نورة الأنصاري، مديرة البعثات بالإنابة في وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، وأقيمت على هامشها سلسلة من الجلسات لاستكشاف نطاق مبادرة جواز اليونسكو للمؤهلات وتأثيرها الدولي.