الدوحة- قنا- تشهد المراكز الصيفية، التي أقامتها وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي بالتعاون والشراكة مع وزارة الرياضة والشباب، إقبالا كبيرا من قبل الطلاب والطالبات، ما يؤكد الفوائد الجمة والعديدة التي حققتها دوراتها السابقة.وهو ما فتح بدوره المجال لانخراط أعداد كبيرة منهم في أنشطتها المختلفة والمتنوعة الهادفة.. وتشتمل برامج المراكز الصيفية وعددها 23 مركزا وهيئة شبابية موزعة بأنحاء الدولة، على أنشطة متنوعة علمية واجتماعية وترفيهية ورياضية وفنية وتقنية وتوعوية ورياضية وإبداعية، من شأنها تنمية مواهب الطلاب وصقل إمكانياتهم وشخصياتهم، وتنمية قدراتهم واستثمار أوقات فراغهم، وإكسابهم كل ما من شأنه خدمة مجتمعهم وتحمل المسؤولية تجاه وطنهم.

وفي هذا السياق، يشهد مركز فتيات الدوحة بمدرسة البيان الأولى الابتدائية للبنات زخما لافتا وإقبالا واسعا على الأنشطة الصيفية من قبل الطالبات، مع تنظيم ورش توعوية وتقنية وتدريبية متنوعة تناسب الفئات العمرية المختلفة.

وأكدت السيدة شيخة حسين عبدالله بابصيل، رئيس ومدير مركز فتيات الدوحة، على أهمية الأنشطة الصيفية وفائدتها القصوى للطلبة والطالبات، وقالت في تصريح لوكالة الأنباء القطرية (قنا): «شعارنا لهذا الصيف 2024 عنوانه»صيف التميز«، وهو فعلا مميز في ظل تعاون تام وناجح بين وزارتي الرياضة والشباب والتربية والتعليم والتعليم العالي، والذي استند إلى الفوائد الكثيرة التي تترتب على ممارسة النشاط الصيفي للمشاركات، من حيث تنمية المهارات الشخصية والاجتماعية، حيث توفر الأنشطة الصيفية الفرصة لهن لتطوير مهارات التواصل والعمل الجماعي والقيادة».

ونوهت بأن ممارسة الأنشطة الصيفية والترفيهية والرياضية تتيح كذلك تعزيز الصحة واللياقة البدنية والصحية، واكتشاف المواهب والهوايات من حيث تمكين المشاركات من استكشاف هوايات جديدة، وتنمية مواهبهن في مجالات مختلفة مثل الفنون، والرياضة وغيرها، علاوة على تعزيز الثقة بالنفس، ومواجهة تحديات جديدة، ما يعزز ثقتهن بأنفسهن وقدراتهن، ويجعل في الوقت نفسه النشاط الصيفي مجسدا ومعبرا عن جزء مهم من تنمية المشاركات بشكل شامل.

وحول نوعية البرامج والأنشطة المقدمة، أوضحت السيدة بابصيل أنه تم وضع خطة متكاملة للأنشطة والبرامج والفعاليات من قبل فريق مركز فتيات الدوحة، بحيث تشمل جميع الجوانب والبرامج للمشاركات كالأنشطة الحركية والرياضية، والمسابقات الترفيهية والبرامج التعليمية والورش التدريبية مثل ورش «أعيدي تدويري، وخلطة الأجبان، والرسم بالجبس، والرسم البارز، وصناعة الهدايا، والتغذية السليمة، والتفكير الإبداعي القصصي للأطفال، وتزيين البراويز، والدفاع عن النفس، ومهارات العمل الجماعي، وكيفية المحافظة على الكوكب، وذلك للفئات العمرية من 7 إلى 12 سنة.

وبالنسبة إلى فئة الشباب، قالت إن البرامج والورش التدريبية والتوعوية تتناول فعاليات وبرامج من عناوينها، على سبيل المثال «كوني النسخة الأفضل، يوم الشباب العربي، سنة أولى زواج، مهارة القيادة واتخاذ القرار»، علاوة على بعض المبادرات الشبابية المشاركة، ومنها «كيف أعبر عن مشاعري وكيف أكون قائدا».

وأكدت رئيس ومدير مركز فتيات الدوحة، في تصريح لـ(قنا)، أن مشاركة وتفاعل المشاركات يعد إيجابيا ورائعا جدا، وكبيرا أيضا من جانب أولياء الأمور، مشيرة إلى أن ما بين 140 إلى 200 طالبة من الفئات المستهدفة يشاركن يوميا في الأنشطة الصيفية بالمركز، والتي أثبتت نجاحها كونها تتنوع وتتشكل بناء على طبيعتها ونوعيتها، والمحتويات التي يقدمها ويتيحها كل منها، ما يسهم بشكل عام في تحقيق نمو شامل للمشاركات، بما في ذلك تطوير شخصياتهن ومهاراتهن وحياتهن المستقبلية.

إلى ذلك، تؤكد كل من الطالبة مياسة مبارك الدوسري، وسهام الخاطر متطوعة ومشاركة، وأفراح مراد مشرفة فعاليات وبرامج شبابية بمركز فتيات الدوحة، أهمية المراكز الصيفية، ودورها في توعية وتعزيز ثقافة الشباب، وتنمية مواهبهم وقدراتهم في مجالات شتى، ما يجعل من الضروري والمهم انخراط والتحاق الطلبة والطالبات بها لاكتساب الكثير من المهارات والمعارف العلمية والحياتية، وترسيخ القيم الأصيلة والفاضلة في نفوسهم، بما يعود عليهم وعلى أسرهم ومجتمعهم ووطنهم بالفوائد المرجوة.

لقد أصبحت المراكز الصيفية، التي انطلقت في الأول من شهر يوليو الجاري وتستمر لمدة 5 أسابيع، تقليدا سنويا لاستغلال واستثمار فترة الإجازة الصيفية للطلبة والطالبات في أنشطة وبرامج شتى متنوعة ومفيدة، وتزويدهم بالمعارف المختلفة في حياتهم العلمية والعملية، وتشجيعهم على الانضمام إليها؛ ما يمكنهم من التعامل مع متطلبات العصر بمرونة، ومواجهة التحديات بحكمة وثبات..وقد تم تجهيز هذه المراكز في المدارس داخل الدوحة وخارجها بالطواقم الإدارية والتعليمية المدربة لإدارتها وتشغيلها بكفاءة عالية خلال فترة عملها، لمدة 4 ساعات يوميا بين 9 صباحا والساعة 1 ظهرا.