تزنر عمي.. وحين سأله والدي إلى اين قال: أنا ذاهب إلى العراق للانضمام إلى رشيد عالي الكيلاني في مناهضته للاستعمار الاجنبي للدول العربية..
جاء يودع ابنته من القرية المجاورة.. وقال لها لها سوف التحق مع فارس خوري في سوري لمناهضة الاستعمار الذي ينهش في عالمنا العربي.
حملنا مواعيننا وبدأنا ندور على المنازل لنجمع لثورة الجزائر..
غنيا من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر.. لتحمل بريطانيا عصاها وترحل عن عدن.
رايته الشيخ فهد الأحمد مع الشاب احمد الربعي يحملان السلاح في الأغوار لمقاتلة المحتل الاسرائيلي.. أين تلك الروح. اين رجال الأمس..
كان ذلك في زمن العزة والكرامة العربية حين كان هناك عراق وكان هناك مصر وكان هناك سوريا.. ولم تكن هناك بعد اسرائيل التي عملت على إزاحة هذه الدولة من طريق لتقضم من العالم العربي بعد نومته ما تشاء وفاء لنصيحة كسينجر لبيغن حين قال له اسلم عالما عربيا نائما فاغتصب منه ما تشاء قبل أن يفيق.. ولا زلنا بمن خلف كسينجر..
.. نوقع معهم العقود والعهود.. وينقضونها ثم نعود
نصاهرهم.. لكن ابن اليهودية يهودي وان كانت نطفته من صلب عربي يمتد إلى العرب العاربة نسل قحطان أو إلى العرب المستعربة من نسل عدنان..
نمد يدنا للسلام.. فيرسلون نسائهم لافساد الصوم والحج وإبطال الصلاة..
حكامنا يعرفون الحقيقة
شعوبنا تعرف الحقيقة
اطفالنا يعرفون الحقيقة..
ونسمح لهم بإهانتنا في عاصمتي العزة دمشق وبغداد..
كيف نقبل نحن المليار و500 مليون مسلم سني أن تتحول عاصمة الرشيد إلى مذبح لابناء الرشيد وان تتحول الفلوجة إلى مسلخ لاحفاد خالد بن الوليد وعمرو بن العاص قائدي الفتح الإسلامي لبلاد فارس.. وكيف نقبل أن يبعثر قبر خالد في حمص.
هانت رموزنا علينا فهانت ارواحنا عليهم.. والسكين قد يصل إلى رقابنا ونحن لا زلنا نياما.. نريد هبة كبرى تنطلق من دولة عربية مسلمة كبرى لم تنحز بعد إلى حضن اسرائيل..
فما تم التخطيط له لتدمير اوطانا وعقيدتنا يتحقق يوما بعد آخر.
**
نبضة أخيرة
اقرؤوا معجم بلدان العالم وتحسروا مثلي، وابكوا على أمة ليس لها مكان بين الأمم. فهل سنصحو فعلا كما توقع المستشرقون وقادة الغرب الذي يخوفون شعوبها من مارد اسمه الإسلام وانه اذا افاق سيجتاح الشرق والغرب وتعود الزعامة للسلاطين من بني يعرب أو بني عثمان أو من بني سلجوق ليس مهما فالمهم انه يرتل قبل الفجر آيات من القرآن.. لتعود أمتنا بفائدة.. ربما.

بقلم : سمير البرغوثي