+ A
A -
خالد بركات كاتب فلسطيني

يَكشفُ «طوفان الأقصى» منذ السّابع من أكتوبر 2023 عن التناقضات السياسيّة والاجتماعيّة الحادّة التي تعصِفُ بالمجتمع الصهيوني. ويُميط اللثام عن مَواطِن الخلل الكثيرة في واقع الحركة الصهيونيّة وأذرعها في «الداخل والخارج». ثمّة انقسام يَستعر في مجتمع العدوّ، يتفاقم ويتعمّق كل يوم، غير أنّ «طوفان الأقصى» كشَفَ، في الوقت ذاته، وربما بالقدر نفسه، مواقع الضعف والخلل الفلسطينيّة والعربيّة أيضاً، إذ وضع الجميع، أفراداً وجماعات ودولاً، أمام امتحان المسؤولية الأخلاقيّة والسياسيّة. فالحالة الحزبيّة الفلسطينيّة كلّها صارت على محك الاختبار. ومع كل مجزرة يرتكبها العدوّ، تطفو إلى السطح أكثر صورة العجز والخواء والترهل عند «أحزاب السلطة» في رام الله المحتلّة، ومعها «أحزاب الكنيست» العربيّة في الأرض المحتلّة عام 48. يجب التّحذير سَلفاً من خطورة الخلط بين موقف الجماهير الفلسطينيّة ومن افترضوا في أنفسهم «قيادة الجماهير العربيّة في الداخل 48»، فهذه الشريحة قررت التّفرج على المذبحة اليوميّة في قطاع غزّة، ولم تُحرّك ساكناً، بل فشلت حتى في «التضامن» الرمزي مع جماهير غزّة الصامدة، ومع الأسرى الذين يواجهون كل صنوف الموت والتعذيب داخل سجون الاحتلال. أكثر من ذلك: لم يَرق دورها إلى مستوى حركة التضامن مع الشعب الفلسطيني في دول الغرب، ولا حتى إلى مستوى تيارات صهيونيّة خرجت إلى الشوارع تطالب بـ«صفقة تبادل مع حماس»!

إنّ المُكاشفة ومصارحة الذّات أفضل من الصمت، وأجدى من اللف والدوران. فالأسئلة الحارقة التي تصرخ بها غزّة منذ 20 عاماً من الحصار، لم يعُد من الممكن تجاهلها.{ الأخبار اللبنانية

copy short url   نسخ
23/07/2024
5