أشاد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، الأحد، بقرار الرئيس جو بايدن التنحي عن خوض السباق الرئاسي، لكنه أحجم عن إعلان دعمه نائبة الرئيس كامالا هاريس كمرشحة عن الحزب الديموقراطي.

جاء ذلك في بيان أصدره أوباما، الذي شغل منصب الرئاسة عن الحزب الديمقراطي لفترتين متتاليتين بين عامي 2009 و2017.

وفي بيانه، أشاد أوباما بقرار بايدن «نقل الشعلة إلى مرشح جديد»، واصفا هذا القرار بأنه «ربما يكون أحد أصعب القرارات في حياة» الرئيس الأميركي الحالي.

وأضاف أن يعلم جيدا أن بايدن «لم يكن ليتخذ هذا القرار لولا أنه يعتقد أنه الأمر الصحيح من أجل صالح الولايات المتحدة».

وعد هذا القرار «دليل على مدى حب بايدن» لبلاده، وقال إن الأخير «قدم نموذجا تاريخيا جديدا لخادم حقيقي يضع مصالح الشعب الأميركي فوق مصالحه الخاصة».

وأشار أوباما بشخصية بايدن، لافتا إلى أنه عندما اختاره نائبا له قبل 16 عاما كان ذلك بفضل «مسيرته المثيرة للإعجاب في الخدمة العامة».

كما أشاد بفترة رئاسة بايدن للولايات المتحدة، معتبرا أن الأخير «ساعد في إنهاء وباء كورونا، وأنشأ ملايين الوظائف للأميركيين، وخفض تكلفة الأدوية الموصوفة طبيا، واستعاد مكانة أميركا في العالم، وجدد حلف الناتو».

وأضاف أوباما: «إضافة إلى ذلك، وجه بايدن انتباهنا بعيدا عن 4 سنوات من الفوضى والكذب والانقسام التي ميزت إدارة (الرئيس السابق) دونالد ترامب»، على حد قوله.

واعتبر أوباما أن «هذا السجل المميز أعطى بايدن كل الحق في إعادة الترشح لفترة ثانية وإنهاء المهمة التي بدأها».

واستدرك: «لكن بايدن يفهم أكثر من أي شخص آخر ما هي المخاطر في هذه الانتخابات، وكيف أن كل ما ناضل من أجله طوال حياته سيكون على المحك إذا سمحنا لترامب بالعودة إلى البيت الأبيض ومنح الجمهوريين السيطرة على الكونغرس».

ومع ذلك لم يعلن أوباما، عبر بيانه، دعمه لنائبة الرئيس كامالا هاريس كمرشحة عن الحزب الديموقراطي في الانتخابات الرئاسية المقبلة كما طلب بايدن.

وقال أوباما: «لدي ثقة استثنائية في أن قادة حزبنا سيكونون قادرين على إنشاء عملية سيظهر من خلالها مرشح استثنائي».

وكانت وسائل أعلام أميركية طرحت، في الفترة الأخيرة، اسم ميشيل أوباما، زوجة الرئيس الأسبق، كمرشحة بديلة عن بايدن في ظل ظروفه الصحية المتدهورة لخوض السباق في مواجهة ترامب.

ويتعين على الحزب الديمقراطي الاتفاق سريعا على مرشح جديد لانتخابات نوفمبر/‏ تشرين الثاني المقبل، فيما تعد هاريس الشخصية الأوفر حظا لنيل بطاقة الترشح.

وعقب انسحابه من السباق الرئاسي تلقى بايدن إشادات من قيادات تنتمي للحزب الديمقراطي، من أبرزهم زعيم الأغلبية الديمقراطية بمجلس الشيوخ تشاك شومر، وزعيم الأقلية الديمقراطية بمجلس النواب حكيم جفريز.

وتعهدت هاريس، مساء الأحد، بكسب ترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية المقبلة والتغلب على مرشح الجمهوريين دونالد ترامب.

وأشادت هاريس بقرار بايدن ووصفته بـ «الوطني»، وقالت إنها «تتشرف بالحصول على تأييد بايدن»، وإن نيتها هي «كسب الترشيح» للحزب، وفق ما أفاد به مراسل الأناضول.

وأضافت هاريس في بيان: «على مدى العام الماضي، سافرت عبر البلاد وتحدثت مع الأميركيين بشأن الاختيار الواضح في هذه الانتخابات المهمة، وهذا ما سأواصل القيام به في الأيام والأسابيع المقبلة».

وقالت: «سأبذل كل ما في وسعي لتوحيد الحزب الديمقراطي، وتوحيد أمتنا، لهزيمة دونالد ترامب وأجندته المتطرفة».

وتابعت: «أمامنا 107 أيام حتى يوم الانتخابات، سنقاتل معا وسنفوز معا».