انطلقت مساء أمس فعاليات معرض سوق واقف للرطب المحلي التاسع لعام «2024»، والذي تنظمه إدارة سوق واقف بالتعاون مع إدارة الشؤون الزراعية بوزارة البلدية، وذلك في الساحة الشرقية بسوق واقف، بمشاركة «110» مزارع محلية، وتستمر فعاليات المعرض حتى الثالث من أغسطس المقبل.

ويأتي تنظيم هذا المعرض في إطار الاهتمام الكبير الذي توليه دولة قطر لدعم وتشجيع الإنتاج المحلي من كافة المنتجات الوطنية ومن بينها الرطب، وذلك بالتزامن مع موسم إنتاج الرطب في البلاد، وبهدف دعم الجهود الرامية لتحقيق الأمن الغذائي، والاهتمام والحرص على تطوير قطاع الزراعة بما فيها النخيل، ودعم أصحاب المزارع والمهتمين بزراعة الرطب، والارتقاء بأصناف التمور بالدولة.

مشاركة كبرى

وبهذه المناسبة، أعرب السيد‏ محمد عبد الله السالم، مدير إدارة سوق واقف، والمشرف العام على معرض الرطب المحلي، عن سعادته بالنسخة الحالية التي تشهد المشاركة الأكبر من حيث عدد المزارع البالغ «110» مزارع محلية، من بينها «10» مزارع لإنتاج التين واللوز، بالإضافة إلى مشاركة «4» شركات لإنتاج المواد التي تدخل في الرطب، لافتا إلى التوسع في المعرض المصاحب الخاص بالفاكهة، والذي يشهد مشاركة مزارع لإنتاج أصناف الفاكهة الموسمية.

وأكد مدير سوق واقف أن السوق يحرص على تنظيم هذا المعرض سنويا من أجل دعم المزارع المحلية، لما يتميز به سوق واقف كجهة تراثية وسياحية بارزة وهامة للمواطنين والمقيمين والسياح على حد سواء، فضلا عن موقعه المميز في وسط الدوحة مما يجعل الوصول إليه أمرا ميسرا للجميع، منوها بأن النسخة الحالية من المعرض تشهد أيضا مشاركة واسعة من المزارع المحلية بجميع المنتجات من الرطب بأنواعه والتي يتم انتاجها محليا إلى جانب بيع مستخلصات الرطب.

تشجيع وتسويق

من جانبه أوضح السيد يوسف خالد الخليفي، مدير إدارة الشؤون الزراعية، أن معرض الرطب المحلي الذي يقام في موسمه التاسع، يهدف إلى الترويج لإنتاج الرطب والتعريف بأنواعه المختلفة، وتشجيع أصحاب المزارع المحلية لإيجاد منفذ لعرض وتسويق إنتاجهم من الرطب مباشرة للجمهور، بما ينعكس إيجابا على حجم مبيعاتهم، ويعزز قدراتهم على زيادة الإنتاج وتطوير الأسلوب التسويقي له، كما يعد المعرض فرصة لتبادل الخبرات بين مزارعي النخيل، وزيادة المساحات المزروعة به، والمساهمة في تطوير هذا القطاع المهم، وإنتاج أفضل الأصناف.

وقال مدير إدارة الشؤون الزراعية إن النسخة الحالية من المعرض تشهد تنوعا لافتا في أنواع الرطب من جانب المزارع المشاركة، التي تحرص على عرض أنواع متميزة تحظى بإقبال كبير من المستهلكين وزوار المعرض مثل الخلاص والخنيزي والشيشي والبرحي وغيرها من الأصناف المتميزة، حيث يهدف المعرض إلى التعريف بأنواع الرطب المنتجة محليا من جهة، وتعزيز الوعي الثقافي والتراثي الذي ارتبط بشجرة النخيل وأهمية ثمارها من الناحية الغذائية والصحية وتحفيز المنافسة بين المزارعين من جهة أخرى، وذلك من خلال عرض أفضل أنواع الرطب المحلية وتشجيع الاستثمار لزيادة الإنتاج المحلي من التمور والرطب بكافة أنواعها.

سبل الدعم

ومن جهته أشار السيد أحمد سالم اليافعي، رئيس قسم الإرشاد والخدمات الزراعية بوزارة البلدية، إلى أنه يتم تقديم صناديق لجمع الرطب والتمور بشكل مجاني للمزارع المشاركة بالمعرض، إلى جانب توفير المكافحة لهم بشكل مجاني، حيث تعمل وحدة مكافحة النخيل لمساعدة أي مزرعة بها إصابة، إذ يوجد فريق كامل يتوجه للمزرعة للقيام برش المزرعة وصرف المبيد لمكافحة سوس النخيل حتى التأكد من خلوها من السوس، وغيرها من سبل الدعم التي تقدمها الوزارة.

وبالنسبة لأهم أصناف الرطب الموجودة في المعرض، قال اليافعي إن أنواع الخلاص والخنيزي والشيشي والبرحي، مرغوبة لدى الجمهور وهي أكثر أنواع الرطب شهرة في دولة قطر، مبينا أن الرطب جيدة ونظيفة وخالية من الإصابات والحشرات والشوائب، منوها بأنه هناك فريق من المختصين بإدارة الشؤون الزراعية يقوم بأخذ عينات من الرطب للمزارع المشاركة للفحص والتحليل وذلك لأجل التأكد من خلوها من المواد السامة والأثر المتبقي من المبيدات.

أجود الأنواع

من ناحيته قال المهندس خالد الأحمد، مدير مزرعة الشيخ ناصر بن جاسم، إنهم يحرصون على المشاركة سنويا في معرض الرطب المحلي، مشيرا إلى أن المعرض يجمع العديد من المزارع المحلية التي تتنافس على عرض أجود أنواع الرطب ومختلف أنواعها، مما يوفر فرصة غنية للمستهلك في انتقاء أجود الأنواع التي يفضلها، كما يتيح للمزارع بيع أكبر كمية ممكنة، لاسيما وأن معظم المزارع أعدت كميات كبيرة لعرضها في أيام المعرض التي تستمر حتى «3» أغسطس.

وأعرب الأحمد عن أمله في أن تعمل الجهات المعنية سواء كان في وزارة البلدية أو غيرها على دعم المزارعين بشكل أكبر وحثهم على التوسع في زراعة النخيل، لتوفير التمور والرطب في السوق المحلية، منوهاً بأن المعرض يعد من المناسبات التي ينتظرها الجميع لما يتوفر به من خيارات للمستهلك لشراء احتياجاته من الرطب بأسعار أقل من أسعار السوق في الأيام العادية، متوقعا أن يشيد جميع الزوار من المستهلكين بوفرة الإنتاج المحلي من الرطب وتنوعه في النسخة التاسعة، كون التنظيم الرائع للنسخة الحالية سوف يساهم في وصول رواد المهرجان لكافة المحال والتنقل بين الجهات المشاركة بكل سهولة بحثاً عن أصناف الرطب المتميزة، بما أن أسعار المعرض تعد الأرخص مقارنة بأسعار بيع الرطب في أماكن البيع الأخرى.

عرض المنتجات

وبدوره قال السيد محمد جميل، المشرف على مزرعة الشيخ أحمد بن محمد سعود عبد الرحمن آل ثاني، إن هذه هي المشاركة الأولى لهم في معرض الرطب المحلي، وهي نابعة من رغبتهم في الاستفادة من المعرض الذي يتيح الفرصة للمزارع المحلية لعرض منتجاتها، وبالتالي يساهم في زيادة مبيعاتها، ورفع إيراداتها بشكل كبير إلى جانب القدرة على التسويق الأمثل لمنتجاتها.

وأشار جميل إلى مستوى الفائدة التي تنعكس على المزارع عبر المعرض الذي يعد منصة كبرى لدعم المزارع القطرية، مؤكداً أن مزرعتهم اشتهرت بجودة إنتاجها من التمور، حيث يأتي المستهلكون إليها مباشرة لشراء احتياجاتهم من الرطب، وعلاوة على ذلك حرصت المزرعة على المشاركة في هذه النسخة من المعرض الذي تنظمه إدارة سوق واقف بالتعاون مع إدارة الشؤون الزراعية بوزارة البلدية، مشيرا إلى وفرة الإنتاج المحلي من الرطب وتنوعه، مما يساهم في تشجيع الاستثمار لزيادة الإنتاج المحلي من التمور والرطب بكافة أنواعها، حتى ينافس المنتج القطري المنتجات العالمية، عن طريق تحسين جودة الإنتاج الزراعي وتقليل الفاقد، بما يخلق الطلب المتزايد عليها، ويساهم في تحفيز المزارع المحلية المنتجة على استخدام التكنولوجيا الحديثة المتطوّرة في المجال الزراعي، وبما يعمل على زيادة ورفع جودة الإنتاج، والمساهمة في تطوير هذا القطاع المهم.

أصناف معينة

ويركز معرض الرطب المحلي الذي تستمر فعالياته خلال الفترة من «23» يوليو الجاري وحتى الثالث من أغسطس المقبل، على أصناف معينة من التمور التي تغلب زراعتها في قطر ومحببة لدى جمهور المستهلكين ألا وهي الخلاص والخنيزي والشيشي والبرحي والهلالي.

كما تشترط إدارة المعرض أن يكون الرطب متجانسا في الحجم واللون، وأن يكون خاليا من الغبار والأتربة، وأن يكون خاليا من المواد الغريبة، وأن يكون خاليا من آثار المواد الكيماوية والمبيدات، وخاليا من الإصابات الحشرية والفطريات، وأيضا المزارع التي ستشارك في المهرجان يتم اختيارها بعناية لضمان جودة المعـروض من المنتجات وسلامته من النواحي الغذائية والصحية، وذلك عبر لجان متخصصة من خبراء التغذية والمتخصصين.