+ A
A -
مروان القدوم كاتب لبناني

لم ترسم «قوى المعارضة» في لبنان خطة بديلة بفعل التجاوب السلبي من «قوى الممانعة»، مع خريطة الطريق التي وضعتها والقائمة على تشاور نيابي وجلسة انتخاب بدورات متتالية. فهذه الخريطة ما تزال قائمة، اما قبولها أو رفضها فلا يعني انها لم تعد موجودة، فهي أفضل المبادرات بالنسبة إلى المعارضة لأن قوامها الدستور، وليس في الامكان تخفيض قائمة مطالبها الأساسية.

ومع تمسك الممانعة بحوار مدته عشرة أيام، فإن أي مسعى سيدفن في أرضه كما هو ظاهر، لأن لا انتخابات رئاسية من دون حوار، مع العلم أن أرضية هذا الحوار غير جاهزة، وكل ذلك يقود إلى عودة ملف الرئاسة إلى الدوران في الحلقة المفرغة.

من يقنع المعارضة بالحوار ومن يقنع الممانعة بخارطة الطريق التي وضعتها المعارضة؟ من المؤكد أن ما من خط وسطي قادر على أي توفيق بين الطرحين المختلفين، لا بل يصعب الجمع، والعودة إلى مساع سابقة حصلت، كما أن مسعى كل من كتلتي الاعتدال الوطني واللقاء الديمقراطي، غير واضح بعد. الوقائع تفيد بأن المبادرات قد تستريح لاسيما أنها لم تشق طريقها إلى التنفيذ.

تفيد أوساط سياسية مطلعة أن ما من مساع جديدة مثمرة حتى ولو حاول فرقاء آخرون ترتيب فكرة من هنا أو تعديل فكرة من هناك، ليس لأن الحراك المحلي يتسم بالخمول بل لأن الحوار المحدد بتوقيت معين هو المنشود كي ينتخب رئيس الجمهورية وفق ما أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أظهر أن هذا الإجراء هو اقصر الطرق المؤدية إلى إتمام الاستحقاق، مشيرة إلى أن الموقف الذي صرح به كفيل بإعادة الاعتبارات أو الحسابات، لكن المعارضة تجد نفسها غير معنية إلا بخارطة الطريق الدستورية وأي كلام آخر لا مكان له في قاموسها الرئاسي.لبنان 24

copy short url   نسخ
26/07/2024
10