+ A
A -
جريدة الوطن

انطلق الصراع مجددًا بين الولايات المتحدة الأميركية والصين على صدارة جدول الميداليات في أولمبياد باريس 2024، وهو المعتاد خلال خلال النسخ الاخيرة الذي يكون فيها الحسم في أخر المنافسات.

ويتوقع الخبراء أن تفوز الصين على 34 ميدالية ذهبية، و86 ميدالية إجمالية في باريس، وفقاً لتوقعات صادرة من شركة «نيلسن غريس نوت» للمعلومات والتحليلات، وقد تشكل تهديداً لآمال الولايات المتحدة في تصدر جدول ميداليات دورة الألعاب الأولمبية الصيفية للمرة الرابعة على التوالي.

وتضم بعثة الصين 405 رياضيين يتنافسون في 263 حدثاً في باريس، وهي أكبر بعثة تمثل الصين في دورة ألعاب صيفية خارج البلاد.

وحققت الصين 263 ميدالية ذهبية منذ فاز لاعب الرماية شو هايفنغ بأول ميدالية في أولمبياد لوس أنجليس عام 1984، عندما تم الترحيب بانضمام الصين أخيراً إلى الأولمبياد.

وتعد رياضات الغطس والرماية والسباحة وتنس الطاولة والجمباز الفني والريشة الطائرة من بين الرياضات الرئيسية التي تفوز فيها الصين بميداليات، لكن «غريس نوت» توقعت أن تكون الصين مرشحة رئيسية للفوز في 20 رياضة أخرى.

وتستخدم «غريس نوت» نموذجاً إحصائياً يعتمد على بيانات النتائج المتاحة من المسابقات العالمية والقارية الرئيسية منذ الألعاب السابقة في طوكيو.

لكن طموح الصين الأولمبي يواجه موقفاً شائكاً بسبب فضيحة المنشطات التي تورط فيها 23 سباحاً صينياً الكثير منهم يتنافس في باريس.

وثبت تعاطي 23 سباحاً صينياً لعقار (تريميتازيدين) - وهو دواء يزيد تدفق الدم إلى القلب - قبل أولمبياد طوكيو، لكنهم تمكنوا من المنافسة لاحقاً بعد تبرئتهم في أعقاب تحقيق صيني قال إنهم تعرضوا عن غير قصد للعقار من خلال التلوث.

ولم تجد الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا) أي مخالفات في تحقيقاتها الخاصة في هذه الحالات، مما أدى إلى إجراء تحقيق أميركي وشكوك أوسع نطاقاً من سباحي دول أخرى.

ونفت الصين بشكل متكرر مزاعم المنشطات، وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية عن التحقيق الأميركي في فضيحة المنشطات في مؤتمر صحفي دوري يوم 10 يوليو، إن الصين تثق في النتيجة التي توصل إليها المدعي العام السويسري المستقل، وتدعم سلطة الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات.

وقال المتحدث: «هذه القضية غير الموجودة التي تواصل الولايات المتحدة الترويج لها والهجمات التي تشنها على المنظمة الدولية، تتعلق كلها بإهانة الرياضيين الصينيين المتميزين وعرقلة مشاركتهم في أولمبياد باريس».

وقـــــــال جـــــــــــاو تشـــــــيــدان رئــيــــس البعـثــة الصينية، وهو أيضاً وزير الرياضة، خلال حفل مغادرة الوفد في وقت سابق من هذا الشهر، إن الصين تهدف إلى التأكد من عدم وجود أي حوادث تتعلق بالمنشطات خلال أولمبياد باريس.

عادة ما تكون الألعاب الأولمبية من أهم الأحداث الوطنية في الصين، إذ تجتذب مئات الملايين من المشاهدين الذين يأملون في الاحتفال بأفضل رياضيي البلاد بترقب ووطنية كبيرين.

أدى الخلاف بشأن المنشطات، الذي يأتي في وقت كانت فيه علاقات الصين مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي متوترة سياسياً وتجارياً، إلى تهدئة مزاج بعض مشجعي الرياضة في الوطن.

كما يسخر الكثيرون على وسائل التواصل الاجتماعي من باريس لعدم توفير مكيفات الهواء، وخيارات الطعام القليلة للغاية في القرية الأولمبية، وهو ما فعلته العاصمة الفرنسية لحماية البيئة.

وقال هو شيغين، رئيس التحرير السابق لصحيفة «غلوبال تايمز» المحلية، على موقع «ويبو»: «لو تشاورت باريس مع كل وفد لمعرفة ما يحتاجه، لكان الأمر أفضل، لكن باريس متغطرسة بعض الشيء تقول: أنا المضيف، لذا يجب أن تلعبوا وفقا لقواعدي».

وأردف: «لن يقتصر الأمر على عدم حصول الرياضيين على مكيفات هواء، بل سينامون أيضاً على أسرّة من الورق المقوى، ويأكلون طعاماً نباتياً في الغالب لأنها (باريس) تريد أن تكون الألعاب الأولمبية درساً كبيراً للحياة الخضراء».

copy short url   نسخ
26/07/2024
10