قفزت السياحة لدينا قفزات كبيرة جدا خلال الفترة الأخيرة وأصبحت قطر وجهة سياحية جذابة للعديد من السياح في مختلف انحاء العالم وبالتحديد الخليجيون، حيث تتوفر لدينا مقومات سياحية مناسبة للجميع من بنية تحتية عالية الجودة والأمن والأمان الذي يعد عاملا أساسيا في الجذب إلى جانب تزايد عدد الأماكن السياحية والترفيهية، وقد لعبت بطولة كأس العالم قطر 2022 دورا كبيرا في تنشيط السياحة ففي السابق كانت السياحة الرياضية هي الأكثر استقطابا من خلال إقامة البطولات الرياضية بشكل عام، ولكن في الآونة الأخيرة أصبح هناك تنوع كبير في الزوار حيث زاد عددهم بعد مونديال 2022 وأصبحت الدوحة وجهة جاذبة للتدفقات السياحية، وهذا لم يكن ليحدث لولا العمل الدؤوب من قبل قطر للسياحة. ومؤخرا تم إنشاء Visit Qatar لتكون الذراع التسويقية والترويجية لقطاع السياحة في قطر تحت مظلة قطر للسياحة حيث تعمل على وضع استراتيجيات التسويق والترويج للسياحة، ومن هذا المنطلق كان هذا الحوار الخاص لـ الوطن مع المهندس عبدالعزيز المولوي الرئيس التنفيذي لـ Visit Qatar الذي كشف لنا عن الخطط المستقبلية للترويج السياحي وتعزيز حضور قطر عالميا، ودعم القطاع السياحي والعمل على جذب الزوار من خلال 15 سوقا مصدرة للسياح، إلى جانب استهداف عقد شراكات واتفاقيات تعاون سنوية مع 10 من وكالات السفر الرئيسية عبر الإنترنت، وذلك للترويج لدولة قطر فضلا عن التسهيلات المقدمة للقطاع الخاص..محاور عديدة تطرقنا لها وتفاصيلها عبر السطور التالية:
} تعتبر Visit Qatar الذراع التسويقية والترويجية لقطاع السياحة في قطر ما الخطة الاستراتيجية التي تعتزم تنفيذها خلال الفترة المقبلة؟
- تركز استراتيجية Visit Qatar على التسويق والترويج للقطاع السياحي لدولة قطر، وتنمية الموروث الثقافي الغني للبلاد، وتطوير معالم الجذب، وتعزيز رزنامة الفعاليات والمهرجانات، وتوسيع نطاق عروضها، وجعل قطر الوجهة الرائدة للاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض في المنطقة، مستندة في ذلك إلى مبادئ قوامها التميُّز في الخدمة وتنويع العروض السياحية، ودعم الاستثمار في قطاع السياحة بأكمله وزيادة الطلب على المنتجات السياحية في أوساط الزوار المحليين والدوليين. كما تعمل Visit Qatar على تعزيز حضور قطر عالمياً ودعم القطاع السياحي، عبر الاستعانة بشبكة من المكاتب التمثيلية الدولية في الأسواق ذات الأولوية والمنصات الرقمية المتطورة.
وترتكز Visit Qatar في عملها على 6 مجالات طلب سياحي تغطي احتياجات ورغبات الزوار الراغبين في القدوم إلى قطر من تلك الأسواق بهدف الترفيه مقابل العروض والخدمات السياحية التي تقدمها الوجهة، أما مجالات الطلب الستة ذات الأولوية في دولة قطر فهي: العطلات الحافلة بالأنشطة، الاسترخاء والاستجمام والترفيه، الاستمتاع بالشمس والبحر والرمال، الرحلات الثقافية، رحلات فاخرة للاستمتاع بالمدينة، والرحلات الرومانسية.وتأتي هذه الاستراتيجية لتواكب أهداف الاستراتيجية الوطنية لقطاع السياحة 2030، وهي زيادة مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي إلى 12 %، وزيادة الإنفاق الداخلي في الوجهة السياحية بمقدار 3 إلى 4 مرات، ومضاعفة فرص العمل التي يوفرها قطاع السياحة، وجعل قطر الوجهة الأسرع نمواً في الشرق الأوسط
الأسواق المستهدفة
} تستهدف Visit Qatar جذب الزوار من 15 سوقا مصدرة للسياحة حول العالم تبرز أفضل الأصول الطبيعية والسياحية المتاحة في قطر والعروض المميزة التي تقدمها.. فما هي قائمة هذه الأسواق التي يتم التركيز عليها؟
-تتبنى Visit استراتيجية ثابتة تسعى من خلالها إلى تعزيز مكانة دولة قطر كوجهة رائدة على خريطة السياحة العالمية، من خلال استهداف الزوار من 15 سوقاً مصدرة للسياح حول العالم، وهي: المملكة العربية السعودية، والهند، والصين، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأميركية، وألمانيا، وإيطاليا، وإسبانيا، وفرنسا، وأستراليا، وجنوب أفريقيا، وروسيا، وتركيا، وإيران، ودول مجلس التعاون الخليجي.
ومنذ بداية العام 2024، استحوذت المملكة العربية السعودية على صدارة الترتيب في أعداد الزوار القادمين إلى قطر، حيث مثل عدد الزوار القادمين من المملكة (29 % من إجمالي عدد الزوار الدوليين)، ثم الهند (8 %)، والبحرين (%5)، والمملكة المتحدة (4 %)، والولايات المتحدة الأميركية (3 %)، وإيطاليا (2 %).
كما تمتلك Visit Qatar حالياً 14 مكتباً تمثيلياً عبر العالم، ونسعى بشكل متواصل لاستكشاف المزيد من الأسواق المصدرة للسياح لإنشاء مكاتب تمثيلية فيها والترويج عن قطر كوجهة سياحية مميزة. كما نعمل على صياغة وتنفيذ استراتيجيات من شأنها جذب السياح والاستثمارات عبر هذه الأسواق.
الخطة التوسعية
} ما هي خطة التوسع دولياً من خلال عقد الشراكات مع منظمي الرحلات السياحية العالميين ووكالات السفر؟
- في إطار تنفيذ استراتيجيتها، تعمل Visit Qatar على عدد من المشاريع لمواصلة التوسع دولياً، منها تعزيز النشاط التجاري في الأسواق ذات الأولوية مع الوكالات الرئيسية، من خلال زيادة المكاتب التمثيلية فيها، والمشاركة في المعارض التجارية الدولية، وزيادة الرحلات التعريفية للوجهة، وزيادة الشراكات مع منظمي الرحلات السياحية العالميين ووكالات السفر عبر الإنترنت، ودعم مبيعات رحلات العطلات القصيرة.
هذا وتستعد Visit Qatar لعقد شراكات واتفاقيات تعاون سنوية مع 10 من وكالات السفر عبر الإنترنت العالمية الرئيسيين، وذلك للترويج لدولة قطر من خلال خطط تسويقية متكاملة وعبر قنوات التوزيع الخاصة بها لزيادة نسبة المبيعات، إضافة إلى عقد شراكات مستمرة مع كبار منظمي الرحلات السياحية في الأسواق ذات الأولية، وذلك بهدف استقطاب 200,000 زائر في عام 2024. كذلك نعمل على تنظيم رحلات تعريفية لوكلاء السفر إلى قطر، ضمن مسارات محددة، لتعريفهم بالوجهة ومساعدتهم على التسويق لها بسهولة في الأسواق العالمية. ونسعى أيضاً إلى استقطاب أكثر من 1,000 وكيل حتى نهاية عام 2024، وأكثر من 30,000 مسافر إلى قطر حتى نهاية عام 2024، عبر رحلات الطيران المستأجرة، كما نعمل على تزويد وكلاء السفر العالميين بالمعرفة والأدوات اللازمة للترويج لدولة قطر بفاعلية في أسواق السياحة العالمية من خلال برنامج متخصصو قطر، حيث تم تدريب واعتماد 2,500 وكيل سفر حتى الآن.
كما نعمل في Visit Qatar على إطلاق حملات ترويجية بشكل دائم، كما أطلقنا مؤخراً حملة «صيفك يبدأ معانا» الترويجية لصيف العام 2024، ويُظهر مقطع الفيديو الترويجي للحملة المؤثر الرقمي وصانع الأفلام البحريني الشهير عمر فاروق وهو في زيارة إلى الدوحة لمدة 24 ساعة، حيث يلتقي خلالها صديقه القطري بطل الوثب العالي الشهير معتز برشم. ويستمتع كل من برشم وفاروق معاً بالعروض والتجارب الصيفية المميزة التي تزخر بها قطر. إن هذه الحملة تقدم لمحة شاملة عن العروض السياحية التي توفرها قطر، من التسوّق في أفضل المراكز التجارية، إلى تجربة شواطئ الدوحة وحتى مطاعم قطر من فئة الخمس نجوم، وذلك تشجيعاً للزوار على تمديد إقامتهم في قطر والاستمتاع بباقة متنوعة من الفعاليات والبرامج. إذ تسعى Visit Qatar تقديم لزوارها تجارب غنية ومنوّعة، تتميز بمستويات عالية من الجودة في الخدمة والتنوع في العروض والأنشطة.
دول الخليج
} ما هي خططكم وحملاتكم الموجهة لدول مجلس التعاون الخليجي ؟
- ضمن خططنا الترويجية أطلقنا حملة موجهه لدول مجلس التعاون الخليجي وهي حملة «حيّاكم قطر»، حيث تعكس الوجهات السياحية الجذابة والفعاليات المميزة التي تنظمها الدولة، وتهدف الحملة إلى إظهار التنوع السياحي التي تتمتع به دولة قطر. بالإضافة إلى حملة «أكثر من شعور» التي تهدف إلى تسليط الضوء على مكانة دولة قطر، باعتبارها وجهة سياحية رائدة، والخيار المفضل لدى السياح كثيري السفر في الشرق الأوسط.
وفي الآونة الأخيرة أطلقنا العديد من المبادرات بالتعاون مع شركائنا، مثل وضع دراسة مفصلة لقياس درجة رضا الزوار من خلال جمع البيانات وتحليلها، ومشاركتها مع الشركاء في القطاع السياحي من أجل تعزيز تجربة الزوار. كما أعلنا مؤخراً عن افتتاح مكتب تمثيلي جديد بالمملكة العربية السعودية، والذي ستديره Master Key، الشركة الرائدة في تقديم استشارات وخدمات الضيافة بالمملكة، مما يمثل خطوة مهمة على طريق تعزيز التعاون السياحي المشترك بين البلدين الشقيقين. ومن المقرر أن يمارس المكتب التمثيلي مهامه على مدى السنوات الثلاثة المقبلة بالمملكة العربية السعودية، حيث سيكون مختصاً بالمبيعات والتسويق السياحي، مما سيجعله بمثابة حلقة وصل حيوية للتعاون مع الشركاء بالسوق السعودية، والترويج للعروض السياحية التي تتمتع بها قطر وتعزيز الوعي بها في جميع أنحاء المملكة.
وضمن استراتيجية الترويج للمنتج السياحي القطري أود الإشارة إلى «رزنامة قطر» التي تصدرها Visit Qatar بالتعاون مع شركائها من القطاع الخاص والعام، والتي تتضمن كافة المعلومات المتعلقة بالفعاليات والمهرجانات والحفلات الموسيقية التي تنظم في قطر، حتى يتمكن المواطنون والزوار الاطلاع على باقة من الفعاليات والتعرف على أماكن إقامتها ومواعيدها. وقد أطلقنا خلال شهر يونيو من هذا العام أحدث إصدار من رزنامة فعاليات قطر للموسم الصيفي، حتى يتمكن أهل قطر وزوارها بالاستمتاع على مدى ثلاثة أشهر بباقة متنوعة من أروع التجارب السياحية والفعاليات والعروض الترويجية والحفلات الموســيقيـة خـــــلال عطلة عيد الأضحى المبارك والصيف، حيث استضفنا حفلين غنائيين، وهما «وتبقى ذكرى» في مسرح المياسة بمركز قطر الوطني للمؤتمرات أحيتهما المطربتان أسماء لمنور وأميمة، وذلك تكريماً للفنانة الراحلة ذكرى، وحفل «ليلة الزمن الجميل» مع المطربتين مي فاروق وريهام عبد الحكيم، وقد سجلت الحفلات الغنائية هذه حضوراً جماهيرياً لافتاً.
البرنامج الصيفي
} ماذا عن البرنامج السياحي في فصل الصيف ومبادراتكم الترويجية داخليا؟
- يشهد هذا الصيف استضافة النسخة الثانية من مهرجان قطر للألعاب، الذي تستمر فعالياته حتى 14 أغسطس في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات. وتتميز نسخة هذا العام من المهرجان بكونها الأكبر والأفضل، حيث تقدم للعائلات العديد من الفرص للاستمتاع بالأجواء الصيفية في قطر عبر باقة من العروض الترفيهية الحيّة والفعاليات الحصرية المتنوعة. ويشهد المهرجان إقبالاً كبيراً على شراء التذاكر منذ أيامه الأولى، حتى وصل عدد الزوار إلى أكثر من 54,000 زائر حتى الآن، مما يدل على أهمية هذا المهرجان بالنسبة للمواطنين والمقيمين والزوار من كافة الأعمار. وقد نظمت Visit Qatar هذا المهرجان النابض بالحياة لأول مرة في عام 2023، بالتعاون أيضاً مع قناة سبيستون، حيث استقطب أكثر من 75,000 زائر في نسخته الأولى. كما استضفنا الفعالية الداخلية الأكبر في العالم للألعاب النطاطيات القابلة للنفخ «انفلاتا» في مركز قطر الوطني للمؤتمرات تخللها فعاليات تلبي تطلعات الزوار من جميع الأعمار. بالإضافة إلى انطلاق النسخة الأولى من مهرجان «سكيل فيست»، والذي سوف يستمر إلى 15 أغسطس في أكثر حيث يتيح لرواده المشاركة في العديد من ورش العمل الفنية والجلسات التفاعلية المجتمعية والتجارب الثقافية. كما يحتفي المهرجان الذي يُعد الأول من نوعه بمشهد الحرف والفنون القطرية وسط أجواء تراثية غامرة ومستوحاة من البيئة البحرية لدولة قطر.
الخطة الاستراتيجية
} تكشف أحدث بيانات قطر للسياحة عن نمو تدفقات الزوار الواردة بنسبة 28.5 % على أساس سنوي إلى مستوى 2.64 مليون زائر خلال النصف الأول من 2024، هل يعني ذلك أنه يمكن الوصول إلى مستوى 6 ملايين زائر سنويا قبل الموعد المستهدف في 2030؟
-إن هدف استقطاب حوالي 6 ملايين زائر سنوياً يعد واقعياً نظراً للجهود التي بذلت خلال الأعوام القليلة الماضية في سبيل دعم القطاع السياحي وتحسين جودة الخدمات فيه، إضافة إلى الانجازات المتلاحقة التي تم تحقيقها.
هناك العديد من المبادرات التي تم إطلاقها ومن شأنها أن تساهم في زيادة عدد الزوار، منها إعادة إطلاق منصة «هيّا» لتصبح بوابة موحدة لإصدار التأشيرات للزوار القادمين إلى قطر من أجل توحيد وتسيير إجراءات الحصول على التأشيرة.
كما إن دولة قطر تعد الوجهة الأكثر انفتاحاً في تسهيلات منح التأشيرات في منطقة الشرق الأوسط وقد احتلت المرتبة الثامنة في ذلك عالمياً، مع إتاحتها لمواطني أكثر من 102 دولة حول العالم الحصول على تأشيرة فورية عند الوصول، كما تمتلك قطر بنية تحتية متطورة على مستوى شبكة المواصلات وقطاع الضيافة، والتي تشمل مطار حمد الدولي الحائز على جوائز عالمية عديدة وكذلك الخطوط الجوية القطرية وشبكة المترو والترام، ومجموعة واسعة من الفنادق والمنتجعات التي تلبي جميع الأذواق والميزانيات، ما يمكنها من استضافة المزيد البطولات والفعاليات الكبرى. كما إن إطلاق مشروع التأشيرة السياحية الخليجية الموحدة سوف يسهم بشكل كبير في زيادة أعداد زوار إلى قطر. وفي إطار تعزيز تجربة الزوار وللتسويق الرقمي للوجهة، أطلقنا تطبيق Visit Qatar للهاتف المحمول وموقع Visit Qatar الإلكتروني وهما متوفران الآن بثماني لغات هي الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والعربية والألمانية والتركية والإسبانية والصينية، حتى يتمكن الزوار من جميع أنحاء العالم الاطلاع على أهم المعلومات المتعلقة عن قطر وما توفره من عروض وخدمات سياحية.
الهوية القطرية
} الانفتاح على السياحة من الخارج يتطلب تنازلات وانفتاح داخلي أكبر فهل من وجهة نظركم ان مجتمعنا القطري قادر على تقبل ذلك أم ان هناك خططا بديلة لديكم، وما الفئات المستهدفة من السياح في قطر؟
- لقد استضافت قطر أهم وأكبر بطولة رياضية في العالم وهي بطولة كأس العالم 2022 دون ان تقدم أية تنازلات تمس الهوية أو الثقافة أو العادات والتقاليد القطرية. واليوم بفضل الله نقترب من تحقيق رقم قياسي جديد في عدد الزوار لنتخطى آخر رقم وصلنا إليه وهو أكثر من 4 ملايين زائر دون أن نتنازل عن هويتنا أو ثقافتنا.
لقد استطاعت قطر أن تعزز مكانتها على خريطة السياحة العالمية كوجهة تتميز بمرافق سياحية رائعة وتقدم تجارب ثقافية وترفيهية وعائلية مختلفة مع الاحتفاظ بهويتها وثقافتنا. وبفضل الإنجازات المتراكمة التي حققها القطاع السياحي خلال الأعوام الماضية، والنجاح الكبير في استضافة فعاليات ومعارض دولية ضخمة، وبطولات رياضية عالمية أهمها بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 التي تميزت بحسن التنظيم، أصبحت قطر من الوجهات المفضلة لدى زوار المنطقة ومن كافة أنحاء العالم.
الجاذبية السياحية
}كيف تساهم استمرارية رزنامة الفعاليات والمهرجانات والأنشطة في تعزيز جاذبية السياحة في قطر أمام المستثمرين الدوليين وتنشيط السياحة الداخلية؟
-إن تنويع الفعاليات وتوسيع نطاقها يأتي في سلم أولويات Visit Qatar، وذلك نظراً لأهميتها في تعزيز تجرية الزوار خلال إقامتهم في قطر، لذلك نعمل بشكل متواصل مع شركائنا في القطاعين العام والخاص من أجل تقديم مجموعة غنية ومميزة من المهرجانات والفعاليات التي تناسب كافة الأذواق والأعمار في أجواء عائلية مميزة، وبالتالي تنشيط السياحة المحلية.
إن سياحة المعارض والفاعليات الترفيهية تعتبر من المحاور الرئيسية التي تساهم في تحقيق النمو والتطوير، كما إنها من المجالات السياحية التي تجذب الاستثمار فيها بشكل كبير، لذا فإننا نركز على توفير البرامج الخاصة بتحفيز هذا المجال. لقد تم الاستثمار في بنية تحتية سياحية حديثة تتيح لقطر استضافة الفعاليات الكبرى بكفاءة، بما في ذلك مرافق للاجتماعات والمؤتمرات في 128 موقع بسعة عرض تبلغ 70,000 متر مربع. وقد وضعنا لعام 2024 جدول فعاليات غني ومتنوع يشمل أكثر من 80 فعالية متنوعة. وخلال الأشهر السابقة، ركزنا على تنويع الفعاليات التي تناسب جميع أفراد الأسرة، سواء كانت على سبيل المثال خلال بطولة كأس آسيا التي أقيمت بداية عام 2024 أو خلال شهر رمضان وخلال موسم الأعياد. وستسمر هذه الفعاليات على مدار السنة، حيث ستشمل معارض ومؤتمرات ومهرجانات، كما إن إقامة فعاليات عالمية المستوى تعزز هدفنا بأن نصبح واحدة من الوجهات السياحية الأسرع نمواً في الشرق الأوسط بحلول عام 2030.
القطاع الخاص
} ما هي التسهيلات المزمع تقديمها لتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في قطاع السياحة المحلي؟
-الاستثمار السياحي يتعلق بأمرين رئيسيين، وهما: المستثمر والزائر. فبالنسبة للمستثمر، نحن نعمل على تشجيعه وجذبه بالشراكة مع كافة المؤسسات في قطر، ويساعدنا في ذلك وجود بنية تحتية متطورة وقوية، بالإضافة إلى وجود مناخ استثماري مستقر وجاذب. كما نعمل على تيسير وتسهيل إجراءات الاستثمار السياحي، والترخيص، حيث يمكن للمستثمر أن يتقدم بطلب ترخيص مشروعه من خلال الموقع الإلكتروني والانتهاء من إجراءاته في وقت قياسي.
أما الأمر الثاني، فهو الزائر، حيث تساهم زيادة ونمو أعداد الزوار على جذب المزيد من الاستثمارات، وتحفيز النمو. ويتميز قطاع السياحة بكونه قطاع متنامي، يحتاج دوماً للمزيد من التجارب والمنشآت والمرافق السياحية التي تتناسب مع حجم نمو الزوار وتنوعهم، وبالتالي يعتبر بيئة مناسبة للاستثمارٍ ونجاحه، وعلى سبيل المثال فإننا نستهدف استقبال 6 ملايين زائر سنوي بحلول عام 2030، وهذا يعني أن السوق بحاجة إلى المزيد من خدمات الضيافة وأماكن التسوّق والترفيه. وبنظرة سريعة على قطر كوجهة جاذبة للاستثمار، سنجد أن قطر كانت في طليعة الدول الجاذبة للاستثمار الأجنبي في عام 2022 حيث بلغ حجم الإستثمارات الأجنبية المباشرة الواردة نحو 30 مليار دولار، في 135 مشروع، و133 شركة أجنبية، ساهمت في توفير حوالي 14 ألف فرصة عمل.
باقات التوقف
} كيف تساهم باقات التوقف «الترانزيت» التي أطلقتها Visit Qatar والخطوط الجوية القطرية في تعزيز تدفقات السياحة الواردة إلى قطر؟
- إن إطلاق عروض باقات «التوقف المؤقت في قطر» بالتعاون مع الخطوط الجوية القطرية، يمنح المسافرين فرصة رائعة لتوسعة نطاق تجربة سفرهم من خلال زيارتهم إلى قطر. وإدراكاً منا لمدى الثراء والتنوع الذي يميز التجارب السياحية في قطر، فإننا نؤمن بأن باقات «التوقف المؤقت في قطر» سوف تجد صدى كبيراً لدى الزوار. كما تم إطلاق هذه المبادرة لتحفيز منظمي الرحلات السياحية الرئيسيين في الأسواق ذات الأولوية على تعزيز أدائهم في تأمين متطلبات المسافرين المتزايدة. فمن خلال هذه المبادرة نسعى إلى زيادة عدد الزوار واستقطاب 65,000 مسافر إضافي. وتجدر هنا الإشارة إلى أن عام 2023 قد شهد ارتفاعاً في عدد المسافرين وليالي الإقامة الفندقية المرتبطة برحلات التوقف في قطر بأكثر من الضعف مقارنة بعام 2022، وذلك بفضل شبكة الخطوط الجوية القطرية المتنامية التي تغطي أكثر من 177 وجهة دولية.
حملات ترويجية
} هل هناك خطط لإطلاق حملات ترويجية إقليمية أو عالمية، أم سيتم التركيز على المشاركة في المعارض والفعاليات العالمية بشكل أكبر؟
-تطلق «Visit Qatar» حملات ترويجية بشكل دائم، لعلّ أحدثها حملة «صيف قطر» والتي تضمنت إطلاق مجموعة من الفعاليات والتي تزامنت مع أجواء عيد الأضحى المبارك، إضافة إلى الأمسيات والحفلات الغنائية والتي صاحبها الاعلان عن عروض وباقات ترويجية خاصة بمختلف الوجهات والمنشآت السياحية في قطر طوال فترة الصيف.
وتتنوع جهودنا للترويج للوجهة السياحية بهدف الوصول للزوار وتعزيز الشراكات في الأسواق المستهدفة من خلال مختلف القنوات والوسائط والوسائل الترويجية. وكما تعلمون، لقد أطلقنا مطلع العام الحالي وبالتعاون مع الهيئة السعودية للسياحة حملة ترويجية جديدة هي «Double The Discovery» وتستهدف هذه الحملة المشتركة الترويج لأبرز معالم الجذب والوجهات السياحية في البلدين الشقيقين، بما يتيح للمواطنين والمقيمين بكلا البلدين وكذلك لزوارهما الدوليين فرصة رائعة لاستكشاف أبرز المعالم السياحية والمراكز الثقافية والمواقع التاريخية في كل من دولة قطر والمملكة العربية السعودية عبر رحلة واحدة، كما توفر هذه الحملة أدلة إرشادية شاملة للسياح وتزودهم بالمعلومات اللازمة، والبيانات المفصلة الخاصة بأفضل المعالم والأنشطة التي يمكنهم القيام بها، ومراكز التسوق والمطاعم التي تتوفر في كل من قطر والسعودية. وتهدف هذه الأدلة الإرشادية إلى مساعدة المسافرين في تحقيق أقصى استفادة ممكنة من زيارتهم واكتشاف أفضل ما تقدمه كل مدينة.
وخلال هذا العام، شاركت Visit Qatar في الفعاليات التي احتضنها بوليفارد الرياض ضمن الاحتفالات الخاصة باليوم الوطني السعودي، وسجلت حضوراً مميزاً من خلال عرض الحملة الترويجية «حياكم قطر» والتي تدعو مواطني ومقيمي دول مجلس التعاون الخليجي لزيارة قطر واستكشاف المعالم والوجهات السياحية التي تتميز بها البلاد. وبالطبع نعمل على إطلاق حملات ترويجية جديدة، وسيتم الإعلان عنها في الوقت المناسب.
وقد أطلقت Visit Qatar عددا من الأنشطة في برلين وميونيخ بألمانيا كجزء من شراكتها مع بطولة أمم أوروبا لكرة القدم 2024. فمن خلال الشراكة مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، نسعى إلى إقامة جسر عبور بين الثقافات من أجل الترحيب بالعالم لاستكشاف المزيج الفريد بين التقاليد والحداثة الذي تقدمه قطر وتعزيز الروابط الثقافية من خلال الرياضة.
أما الأنشطة فهي عبارة عن ثلاث فعاليات خاصة بالبطولة، أولاها أنشطة «The Doha Club» في مناطق المشجعين الخاصة ببطولة أمم أوروبا لكرة القدم 2024 في برلين وميونيخ طوال فترة البطولة. وقد تم تصميم هذه الفعالية كناد شاطئي حديث، وذلك لتقديم تجربة فريدة للجماهير مماثلة للشواطئ في قطر، وقد صمم المكان للمشجعين للتعرّف على التقاليد القطرية المحلية، مثل تناول القهوة العربية والكرك (شاي الحليب) والحلويات. كما تمكن الزوار من المشاركة في لعبة «الفوت فولي»، ولعبة الدامة الشعبية وتجربة البشت القطري، بالإضافة إلى جمع الهدايا التذكارية، وعيش تجربة الضيافة القطرية المميزة، أما الفعالية الثانية، فأتت على شكل حملة ترويجية للتوقف المؤقت في قطر. وأظهرت الحملة كأس البطولة يتنقّل داخل دولة قطر، واستهدفت الأسواق الأوروبية الرئيسية، بما في ذلك المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا. وبالنسبة للفعالية الثالثة، تمثلت في أن Visit Qatar هي الشريك المقدم لبطولة كأس الأمم الأوروبية 2024 لكرة القدم الافتراضية، حيث حصل المشاركون على فرصة الفوز بجوائز وتذاكر لمباريات البطولة الفعلية.
وقد ساهمت الفعاليتان اللتان أقيمتا في برلين وميونيخ في تعزيز الارتباط بين بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم 2024 وVisit Qatar وتقديم فرص الفوز بالهدايا والتذاكر، حيث فاز أكثر من 30 مشجعاً بتذاكر أتاحت لهم حضور مباريات البطولة الفعلية، مما زاد من تفاعل الجمهور وعزز تجربة المشجعين بشكل عام. وبالإضافة إلى ذلك، أسهمت مشاركة Visit Qatar كشريك مقدم لبطولة كأس الأمم الأوروبية 2024 لكرة القدم الافتراضية في تعزيز التفاعل الجماهيري عبر المنصات الرقمية المختلفة. وقد شارك ما يقارب من 3 ملايين وسبعمائة ألف فريق في بطولة فانتازي اليورو لكرة القدم، حيث حظي الفائز بالجائزة الكبرى، وهي رحلة لشخصين إلى دولة قطر.
كما أطلقت Visit Qatar من ضمن الأنشطة الفعلية حملة ترويجية مؤثرة ظهر خلالها كأس أوروبا، وذلك للترويج للتوقف المؤقت في قطر. وقد عُرض الفيديو الترويجي الخاص بالحملة عبر 49 قناة إعلامية في الأسواق الأوروبية الرئيسية، حيث جرى خلالها تسليط الضوء على أبرز معالم الجذب السياحي في قطر وتشجيع المسافرين الدوليين على استكشاف أبرز وجهات قطر السياحية والتوقف فيها خلال رحلات قصيرة. كما أبرمت Visit Qatar شراكة مع «كوبا90» (COPA90)، وهي منصة رائدة لكرة القدم، سيتم بموجبها إنشاء محتوى جذاب يتضمن أبرز شخصيات كرة القدم وأسطورة كرة القدم الإنجليزية ريو فرديناند، وذلك بهدف الترويج لقطر كوجهة سياحية لا يمكن تفويتها، كما تواصل قطر تعزيز مكانتها كعاصمة للرياضة في العالم ووجهة لاستضافة البطولات الرياضية الكبرى والتي كان أبرزها كأس العالم لكرة القدم 2022 التي حققت نجاحاً منقطع النظير على المستويين التنظيمي والكروي. لقد اكتسبت قطر سمعة عالمية المستوى بصفتها مركز للبطولات الرياضية الدولية، بما في ذلك بطولة كأس العالم لكرة القدم FIFA قطر 2022، وكأس العالم للأندية FIFA، وكأس آسيا لكرة القدم AFC قطر 2023TM، على سبيل المثال لا الحصر. وتستعد قطر أيضًا لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة السلة لعام 2027 ودورة الألعاب الآسيوية 2030. تظهر استضافة هذه الأحداث الرياضية العالمية البنية التحتية الحديثة والمتطورة والقدرات التنظيمية والالتزام بالتميز في دولة قطر.
ولتعزيز حضورها في المحافل الإقليمية والدولية، والتسويق لقطر كوجهة تتميز بمرافق سياحية رائعة وتقدم تجارب ثقافية وترفيهية وعائلية مختلفة مع الاحتفاظ بهويتها العربية الاصيلة، شاركت «Visit Qatar» في العديد من المعارض والمؤتمرات وذلك على رأس وفد يضم مجموعة من الشركاء في القطاع ممثلين دولة قطر. ومن أبرز المعارض التي شاركنا فيها هذا العام، نذكر منها معرض السفر الخارجي مومباي 2024، ومعرض بورصة برلين الدولي للسياحة والسفر 2024.
السياحة البحرية
} من المرتقب أن يبدأ موسم السياحة البحرية قريبا، فما هي أبرز ملامح الموسم الجديد في ظل تعزيز الشراكات مع السفن والبواخر السياحية العالمية؟ وما مدى استفادة السوق من سياح السفن والبواخر القادمون إلى الدوحة؟
- أصبحت الدوحة وجهة بارزة للرحلات البحرية، وقد حقق الموسم السابق نتائج مميزة، فاقت التوقعات من حيث تسجيله أعلى زيادة في عدد الزوار والبواخر السياحية مقارنة بالمواسم السابقة، وذلك لما توفره من تجارب وخدمات سياحية متنوعة لزوارها ترضي كافة الأذواق والميزانيات، إضافة إلى مرافقها ومعالمها السياحية الرائعة، والفعاليات والمهرجانات المميزة التي تقدمها على مدار العام.
كما تتيح قطر لزوارها القادمين عبر الرحلات البحرية وصولاً سلساً لأشهر وجهات الجذب السياحي في الدوحة من خلال محطة السفن السياحية «الترمنل» في ميناء الدوحة حيث يمكنهم زيارة منطقة الكورنيش ومتحف الفن الإسلامي ومتحف قطر الوطني ومشيرب قلب الدوحة وسوق واقف، كما تقدم قطر لزوارها العديد من العروض والباقات السياحية المميزة على رحلات السفاري الصحراوية وزيارات المتاحف وعمليات التسوق وغيرها من الأنشطة المميزة التي تشجهم على الإنفاق الداخلي، وبالتالي تعزيز الحركة الاقتصادية.
وقد استقطب موسم الرحلات البحرية للعام الماضي زواراً من كافة أنحاء العالم محققا نموا بنسبة 38 % مقارنة بالموسم السابق 2022-2023 يتقدمها الزوار من ألمانيا وإيطاليا وروسيا. حيث سجلت ألمانيا أكبر عدد من الزائرين بنسبة 28 %، يتلوها إيطاليا بنسبة 11 %، بينما شكل الزوار الروس 6.7 % من مجمل أعداد الزوار من خلال الرحلات البحرية. وقد شهد الموسم زيارة آلاف الركاب من كازاخستان والولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة والصين وإسبانيا وفرنسا وأوزبكستان، بالإضافة إلى مواطني دول مجلس التعاون الخليجي.
قطر للسياحة وVisit Qatar
} هل من الممكن أن يكون هناك تداخل في العمل بين Visit Qatar وقطر للسياحة ولماذا تم إنشاء Visit Qatar؟
- هناك علاقة رئيسية بين Visit Qatar وقطر للسياحة، حيث نعمل لتحقيق الأهداف الاستراتيجية لقطر للسياحة، وتوظيف القدرات والكوادر الفنية والخبرات المتنوعة التي تعمل مع Visit Qatar لتقديم الوجهة السياحية إلى العالم بأفضل صورة تستحقها قطر.
وتتولى قطر للسياحة، وضع الاستراتيجية الخاصة بالقطاع السياحي ومراجعتها بصفة دورية والإشراف على تنفيذها، وهي الجهة المسؤولة عن التنظيم وتطوير صناعة السياحة وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار السياحي. مستهدفة في ذلك تنويع العروض السياحية في البلاد وزيادة الإنفاق السياحي للزوار والنهوض بالقطاع السياحي وتحقيق نمو اقتصادي متنوع وقائم على الابتكار.
أما «Visit Qatar»، فهي الذراع الرئيسي لقطر للسياحة، وهي الجهة المسؤولة عن التسويق والترويج للقطاع السياحي في دولة قطر. حيث تعمل Visit Qatar على تعزيز حضور قطر عالمياً ودعم القطاع السياحي عبر الاستعانة بشبكة من المكاتب التمثيلية الدولية في الأسواق ذات الأولوية والمنصات الرقمية المتطورة.
وتتمثل مهمة Visit Qatar في الترويج للسياحة في قطر والتوسع في التسويق للوجهة وجذب المزيد من الزوار والشراكات العالمية، وبالتالي تطوير معالم الجذب وتعزيز رزنامة الفعاليات والمهرجانات وتوسيع نطاق عروضها، وجعل قطر الوجهة الرائدة للاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض في المنطقة. تستند في ذلك إلى مبادئ التميُّز في الخدمة وتنويع العروض السياحية ودعم الاستثمار في قطاع السياحة بأكمله وزيادة الطلب على المنتجات السياحية.
} ماذا يود أن يقول المهندس عبدالعزيز المولوي الرئيس التنفيذي لـ Visit Qatar في ختام هذا الحوار؟
- أشكر جريدة الوطن على هذا اللقاء، وأود التأكيد مجددا بأن لدينا خططا واستراتيجيات عديدة لتطوير القطاع السياحي وأن الفترة المقبلة ستشهد قفزات عديدة.
