استضافت وايل كورنيل للطب - قطر، بالتعاون مع مركز تطوير تعليم الطب بكلية الطب في جامعة ساو باولو، مؤتمراً عالمياً عن الابتكارات والتعليم في مجال الصحة الدقيقة وذلك بمدينة ساو باولو بالبرازيل.

ومفهوم الصحة الدقيقة يمثّل نهجاً ابتكارياً في الرعاية الصحية لإدماجه التكنولوجيات المتقدمة والبيانات الشخصية للتوصل إلى رؤية متعمقة وشاملة عن العوامل البيولوجية والبيئية لفرد بعينه وكذلك نمط حياته اليومية. وبالاستفادة من كل الأدلة والبيانات المتاحة، تهدف الصحة الدقيقة إلى رفع متوسط العمر المتوقع للإنسان من خلال معالجة محدّدات معيّنة للصحة. ومثل هذه النقلة الفارقة منطوية على تحديات عدة وفرص واعدة في آنٍ معاً، وستضع معايير غير مسبوقة على نطاق منظومة الرعاية الصحية.

وعُقد المؤتمر بعنوان «تحقيق نقلة فارقة في تعليم المهن الصحية والبحوث العلمية والرعاية الصحية» بمشاركة عدد كبير من الخبراء المحليين والدوليين البارزين الذين استكشفوا أحدث الابتكارات والنّهج والتكنولوجيات التي باتت تعيد رسم مفاهيم تعليم الطب والبحوث التطبيقية والرعاية الدقيقة. وشهد المؤتمر مناقشات عن دور تكنولوجيا الواقع الموسّع في تحقيق نقلة ملموسة في قاعات الدراسة وغرف الطوارئ، ودور الذكاء الاصطناعي في تحقيق نقلة ثورية في دراسة الطب وتشخيص الأمراض وعلاجها، ودور التكنولوجيات القابلة للارتداء في رصد تأثير تغيّر المناخ في الصحة. وفي إطار محور الابتكار في المؤتمر، عرضت شركات برازيلية ناشئة في مجال تكنولوجيا التعليم والصحة الكثير من الأفكار المبتكرة.وشارك خبراء وايل كورنيل للطب - قطر في عدد من حلقات العمل والجلسات النقاشية، وتناولوا مواضيع مهمة مثل السمات القيادية في مكان العمل، كسر الحواجز بين الجنسين في العلوم، الأخلاقيات والآثار الاقتصادية الكلية في ما يتعلق بالبيانات الضخمة/‏الذكاء الاصطناعي، مستقبل تعليم الطب، مناصرة المرضى، والابتكار في تدريس العلوم الصحية والصحة الدقيقة.

ومثّل المؤتمر تجمعاً مهماً لأوساط الرعاية الصحية العالمية، وشارك فيه حوالي 700 شخص، منهم محاضرون يدرّسون العلوم الطبية، وطلاب طب، وممارسو المهن الصحية، وباحثون، وواضعو سياسات، ومبتكرون. وجسّد هذا الحضور البارز والكبير من تخصصات مختلفة اهتماماً والتزاماً عالميين بالصحة الدقيقة.

وأشاد الدكتور جاويد شيخ عميد وايل كورنيل للطب - قطر بالمؤتمر وما نتج عنه قائلاً: «اجتذب المؤتمر باحثين وخبراء معروفين عالمياً بإسهاماتهم العلمية وخبراتهم العملية المهمة. وقد شكّل المؤتمر منصة للمناقشات وتبادل الخبرات لإعطاء زخم للتحول في تعليم المهن الصحية والبحوث العلمية والرعاية الطبية. وفي إطار التزامنا بتعزيز العمر الذي ينعم فيه الإنسان بالصحة العافية، يجب علينا أن نعمل معاً لبناء مستقبل تكون فيه الرعاية الصحية تشاركية واستباقية ودقيقة. وسعينا للابتكار يجب أن يقترن بالالتزام بالممارسات المستدامة والشاملة».