تتواصل فعاليات البرنامج الصيفي «صيفنا على كيفنا» في موسمه الثالث، الذي ينظمه ويشرف عليه قسم الإرشاد الديني بإدارة الدعوة والإرشاد الديني في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بمشاركة أكثر من ألف طالب موزعين على «10» مراكز دعوية في مساجد جامعة بمناطق الدولة المختلفة، ويحظى البرنامج بمتابعة ومشاركة كبيرة من قبل أبنائنا الطلاب على مستوى الدولة، حيث يشتمل البرنامج على أنشطة وبرامج إيمانية وتربوية هادفة ومسابقات ثقافية وفعاليات ترفيهية مشوقة تملأ أوقاتهم خلال الإجازة الصيفية بالنافع والمفيد.
الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز آل ثاني رئيس قسم الإرشاد الديني بإدارة الدعوة أوضح أن فعاليات برنامج صيفنا على كيفنا تتواصل في عدد عشرة مقرات تم تخصيصها لممارسة هذا النشاط الصيفي لهذا العام في مناطق الدولة المختلفة في الدوحة والخور والوكرة، حيث تمتاز هذه المقرات بمرافق وخدمات مساندة تساهم في تقديم أنشطة وبرامج منوعة للمشاركين، وروعي فيها أن تكون موزعة جغرافياً لتغطية المناطق الرئيسية في الدولة، لاستقطاب أبنائنا الطلاب من فئة الأشبال للأعمار من 10-15 عاماً خلال الإجازة الصيفية، ولمدة أربعة أيام أسبوعياً من الأحد إلى الأربعاء من الثامنة صباحاً وحتى الحادية عشرة ظهراً.
فعاليات مشوقة
وقال رئيس قسم الإرشاد الديني إن برامج المراكز العشرة تشتمل على العديد من الفقرات والفعاليات المشوقة التي تتناول المفاهيم القرآنية لعدد من قصار سور القرآن الكريم، بالإضافة إلى برنامج تربوي قيمي ترفيهي متنوع داخل المركز، وبرامج ترفيهية خارج المركز بالتعاون مع قوة الأمن الداخلي لخويا وإدارة المرور بوزارة الداخلية، ومؤسسة حمد الطبية، ومتحف الفن الإسلامي، والتي نتناول خلالها برنامج تدريبي ومهاري ودورات توعوية في العديد من المعارف منها: الأمن السيبراني، السلامة المرورية، الإسعافات الأولية.
وذكر الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز آل ثاني أن أهم أهداف البرنامج لهذا العام تتمثل في تعزيز جوانب البناء الإيماني والأخلاقي والقيمي لدى الطلاب المشاركين، وبناء قدراتهم ومهاراتهم الذاتية في العديد من الجوانب التربوية والتعليمية والسلوكية، مع تعليم المشاركين ما لا يسع المسلم جهله من أمور الدين، وقد رصدت الإدارة جوائز قيمة للمشاركين في نهاية البرنامج مع توزيع شهادات للطلاب المشاركين.
وحث رئيس قسم الإرشاد الديني أولياء الأمور بأن يحرصوا على إلحاق أبنائهم بهذه المحاضن التربوية الطيبة التي يشرف عليها نخبة من المدرسين والتربويين وتساهم في حفظ أوقات أبنائنا الطلاب خلال الإجازة الصيفية، ويكون لها أثر فعال في تنمية مداركهم وزيادة معلوماتهم ومعارفهم الدينية وتكسبهم مهارات حياتية جديدة، إلى جانب الزيارات المنوعة لمؤسسات الدولة المختلفة للوقوف على برامجها وخدماتها
للجمهور، كما حث أبناءنا المشاركين بأن يحرصوا على الاستفادة من هذه الفقرات والبرامج الهادفة التي يشتملها البرنامج، وأن يتأسوا بالقدوات الصالحة ويكونوا ذوي أثر فاعل فيمن حولهم بالكلمة والموعظة الحسنة والسلوك الطيب مع من حولهم.
توزيع الطلاب
ويمثل مركز مسجد الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- بمنطقة معيذر، أحد المراكز الدعوية العشرة التي تقام فيها فعاليات وأنشطة برنامج «صيفنا على كيفنا»، حيث يقول الداعية حافظ علي الحرازي المشرف على مركز الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- بمنطقة معيذر: إن عدد الطلاب المسجلين بالمركز تجاوز 140 طالباً، وقد تم توزيع الطلاب المشاركين على خمس حلقات بالإضافة إلى اثنين من المشرفين التربويين بالمركز للقيام بتدريس القيم التربوية، ولفت إلى توفير الوزارة كذلك متخصصين في تقديم برنامج للمهارات الحركية والأنشطة الثقافية التي يشارك فيها الطلاب ويتنافسون فيها بشكل إيجابي ومفيد، كما يتعلم الطلاب الأذان ومقامات القراءة للقرآن الكريم وهي مهارات نافعة وتلقى إقبالا وترحيبا من الطلاب.
وأوضح الحرازي أن البرنامج يشتمل كذلك أنشطة مصاحبة منها: دورة في الإسعافات الأولية بالتعاون مع مؤسسة حمد الطبية، وبرنامج مع إدارة المرور، إضافة إلى رحلات ترفيهية تثقيفية اشتملت على رحلة إلى معسكر قوات الأمن الداخلي لخويا، وأخرى إلى متحف الفن الإسلامي.
ولفت أن البرنامج يبدأ من الساعة الثامنة صباحاً، ويستهل بالمفاهيم القرآنية مثل الصدق والأخلاق الحسنة، والقيم التربوية التي ينبغي أن يتحلى بها كل مسلم، وكذلك يشتمل البرنامج على تعلم بعض الأمور الهامة في العبادات مثل الوضوء والصلاة مع التطبيق العملي وتصحيح وبيان بعض الأخطاء التي يقع فيها الطلاب؛ كي تصح طهارتهم وصلاتهم وعبادتهم.
وشكر الحرازي أولياء أمور الطلاب المشاركين على التفاعل الجيد والتواصل مع إدارة المركز بشكل مستمر والحرص على متابعة أبنائهم وما تعلموه في المركز، ومتابعة حضورهم في المواعيد المحددة للنشاط.
وحث المشرف على مركز بن باز، أولياء أمور الطلاب الذين لم يشارك أبناؤهم بالنشاط الصيفي على ضرورة مشاركة أبنائهم بهذه المحاضن التربوية التي تساهم في تنشئة الأبناء بشكل صحيح، وتكسبهم المهارات والقيم النافعة.
المفاهيم القرآنية
المدرس خالد محمد فضل، قال إن البرنامج الصيفي اليومي يشتمل على ثلاث مواد وهي: المفاهيم القرآنية التي تعلم الطالب التوحيد والوحي والرسالة المحمدية، وكذلك أمور وعلامات الشرك والنفاق وكيف يتخلص الإنسان من هذه الآفات المهلكة، ليكون الطالب صالحاً في نفسه ونافعاً لغيره ومجتمعه. والبرنامج الثاني العبادات والأمور التي لا يسع المسلم جهله ليقيم دينه وعبادته بشكل سليم، والثالث وهو القيم التربوية التي ينبغي أن يتحلى بها كل مسلم مثل الصدق والتعاون والأخوة والمودة.
المشرف التربوي محمد البحر، أوضح أنه يقدم للشباب سلسلة من القيم خلال فترة البرنامج، والتي تركز على الأمور السلوكية المهارية التي ينبغي أن يعيها الطالب ويتعلمها من آداب المساجد وحب النبي صلى الله عليه وسلم واجتناب الكبر والتعصب، والتي يرتقي بها الطالب ويتفاعل إيجابياً وعملياً في الحياة العملية، مشيراً إلى أن كل يوم يستفيد الطلاب بقيمة هامة يمارسونها، وتتخلل البرنامج مسابقات حول نفس القيمة لترسيخها في نفوسهم وتكون مشجعة لهم على المشاركة.. المدرس مسعد علي الخيران، لفت أن هذه المراكز الصيفية من الأهمية بمكان وهي تقدم برامج وأنشطة نوعية، كون البرنامج الصيفي يهتم بالجوانب التربوية والمفاهيم القرآنية، وتعليم الطلاب المشاركين للعبادات العملية وبخاصة أن الطلاب في مرحلة التكليف ومن ثم فهم بحاجة لمعرفة الوضوء والطهارة التي تصح بها صلاته، مشيراً إلى أن بعض الطلاب قالوا إنهم يتعلمون هذه الأمور الهامة لأول مرة.
آراء الطلاب
وفي استطلاع لآراء بعض الطلاب المشاركين ببرنامج «صيفنا على كيفنا» بمركز مسجد الشيخ عبدالعزيز بن باز: أوضح الطالب سالم على مبارك السفران، أنه يدرس بالصف التاسع بمدرسة الفرقان، وأن البرنامج الصيفي متنوع ويضم العديد من الأنشطة الهامة وبخاصة المفاهيم القرآنية والقيم التربوية، وتعلمت عملياً كيفية الوضوء الصحيح والصلاة كما علمنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وأكد أنه سيحرص على المشاركة في البرامج الصيفية كل عام.
وذكر الطالب حمد جابر المري، أنه يدرس في الصف الثامن بأكاديمية المها، يشارك للمرة الثانية وهو أحد طلاب مراكز تعليم القرآن بالوزارة، ذكر أن المركز يساهم في الاستفادة من الوقت خلال فترة الإجازة بدلاً من ضياع الوقت في الانشغال بالأجهزة الذكية أو فيما لا فائدة منه، وأنه تعلم الكثير من المفاهيم والقيم التي يحتويها البرنامج اليومي، كما تعلم بعض أحكام التلاوة والتجويد.. وأكد الطالب عبدالله محمد اليافعي الذي يدرس في مدرسة صلاح الدين الأيوبي بالصف التاسع، وهو أحد طلاب مراكز تعليم القرآن الكريم بالوزارة في مركز هشام بن عمرو، ويحفظ ستة أجزاء، أنه يستغل وقت إجازته الصيفية في بيئة صالحة ومع رفقة طيبة في برنامج «صيفنا على كيفنا»، وقدم الشكر لمدرس حلقته لما يبذله من جهد في تعليمهم أمور دينهم ونصحهم لما فيه الخير لهم في دينهم ودنياهم.
وقال الطالب محمد على صالح المري، إنه يدرس في الصف الثامن بمدرسة الأندلس، ويحفظ ثلاثة أجزاء ويشارك هو أحد أقاربه بالمركز، وإنه سعيد بمشاركته في المركز ويشعر بالراحة والاطمئنان في هذه البيئة الإيمانية، ولفت أنه يتعلم بعض الآداب والسيرة النبوية في المركز.
ونوه الطالب محمد خالد الأخن المري، أنه يدرس في الصف التاسع بأكاديمية المها، وأنه يشارك للمرة الأولى بالمراكز الصيفية وقد لمس الفارق في الاستفادة من الإجازة من خلال مشاركته بالمركز واستغلال وقته في تعلم ما ينتفع به في حياته.
وتابع الطالب مبارك سعيد عبد الله، بأنه يدرس في الصف الثامن بمدرسة الفرقان، ويحفظ جزأين من القرآن الكريم، وأوضح أن برنامج «صيفنا على كيفنا» يعد برنامجا ثقافيا واجتماعيا مفيدا ويعلم الطلاب الثقافة الدينية في أمور دينهم وما ينبغي أن يتعلموه ويمارسوه فعلياً بشكل صحيح في الوضوء والصلاة.. الجدير بالذكر أن المراكز الدعوية التي تحتضن بعاليات برنامج «صيفنا على كيفنا» لهذا العام هي: مركز جامع قنبر الأنصاري (1209) بمنطقة الوكرة، مركز جامع إسماعيل بن علي العمادي (1190) بمنطقة الثمامة، مركز جامع دار السلام (266) بمنطقة أبي هامور، مركز جامع ناصر بن عبدالله المسند (212) بمنطقة الخور، مركز جامع مريم بنت خليفة العطية (474) بمنطقة بن عمران، مركز جامع موزة بنت علي آل ثاني (221) بمنطقة الدفنة، مركز جامع الشيخ عبدالعزيز بن باز (918) بمنطقة معيذر، مركز جامع مسفر بن ناصر الشهواني (1155) بمنطقة الشحانية، كذلك مركز جامع محمد حمد المانع (942) بمنطقة الوعب، ومركز جامع سعد محمد جبران الكعبي (1297) بمنطقة لعبيب.
