ضمن البرنامج السنوي للقوافل الطبية، نفذ الهلال الأحمر القطري عبر مكتبه التمثيلي في تركيا مشروع «سواعد الشفاء 1» لإجراء عمليات جراحية للنازحين السوريين في محافظة إدلب بالشمال السوري، بتكلفة إجمالية قدرها 62,444 دولاراً أميركياً (أي ما يعادل 227,610 ريالات قطرية).

يهدف المشروع إلى خفض معدلات الوفيات والأمراض الناجمة عن نقص خدمات الرعاية الصحية التخصصية، وتحسين نوعية حياة المرضى المحتاجين لتدخلات جراحية تخصصية، من خلال إرسال فريق طبي متطوع مع الهلال الأحمر القطري لإجراء الفحوصات والعمليات الجراحية، وهو يضم من مؤسسة حمد الطبية كلاً من الدكتور عبد الله النعيمي (استشاري المسالك البولية ورئيس الفريق) والدكتور هاشم مكي (طبيب مقيم جراحة مسالك بولية)، ومن سدرة للطب كلاً من الدكتور منصور أحمد جابر (استشاري جراحة الأطفال والرئيس التنفيذي لقسم الجراحة) والدكتور حسن باغزال (استشاري جراحة الأطفال).

وقد بلغ عدد المستفيدين المباشرين خلال فترة تواجد الفريق الطبي في سوريا 92 مريضاً، وبعد تنفيذ برنامج بناء قدرات الطواقم الجراحية المحلية وتأمين التجهيزات الطبية للمشافي، ارتفع عدد المستفيدين المباشرين ليصل إلى 435 مريضاً، بالإضافة إلى 2,175 مستفيداً غير مباشر.

وتضمنت أنشطة المشروع إجراء 47 استشارة طبية و29 عملية جراحية من قبل فريق الاستشاريين الوافدين من قطر في تخصصي جراحة الأطفال والمسالك البولية، وبناء قدرات 12 طبيب جراحة مسالك بولية و4 أطباء جراحة أطفال من الأطباء السوريين لإجراء مثل هذه العمليات والمقاربات السريرية في المستقبل، وعقد جلسات نقاشية ومحاضرات نظرية حول التقنيات الجراحية الحديثة في هذين التخصصين، وشراء وتوريد مستهلكات ومعدات طبية للمشفيين المضيفين. وبعد حصولهم على التدريب والتوجيه اللازم من قبل الفريق الطبي القطري، قام أطباء المشفيين بإجراء 249 استشارة طبية و94 عملية جراحية.

وبالتنسيق مع مديرية صحة إدلب، وقع الاختيار على مشفيي دركوش والأندلس لإجراء العمليات الجراحية بهما، كما تم تحديد الاختصاصات الجراحية الأكثر احتياجاً، ووضع قائمة بالأدوات الجراحية والمستهلكات الطبية اللازمة لإجراء العمليات النوعية المطلوبة للمرضى، ثم شراؤها وتوريدها عن طريق مناقصة علنية، وإعداد قائمة المستفيدين ووضع الجدول الزمني لهم.

يذكر أن مشروع القوافل الطبية التخصصية في سوريا يندرج ضمن برنامج الاستجابة الطبية الطارئة والمنقذة للحياة، وخاصةً عقب الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا مطلع العام الماضي، ويهدف المشروع إلى تسهيل وصول الفئات الاكثر تضرراً إلى الخدمات الجراحية التخصصية غير المتوافرة في شمال غرب سوريا، أو التي يصعب الوصول إليها في جنوب تركيا بسبب ارتفاع التكلفة أو وجود قوائم انتظار طويلة.

وتنوعت العمليات النوعية التي أجريت ضمن المشروع ما بين الإصلاح الجراحي والتنظيري للتشوهات الخلقية لدى الأطفال، ومناظير الجهاز الهضمي العلوي، واستخراج حصوات الكلى. وجميع هذه العمليات غير متوافرة في شمال غرب سوريا، وبالتالي كان يتم تحويل الحالات المرضية إلى تركيا، وكانوا يعانون صعوبات كبيرة للحصول على هذه الخدمات.