في توصيف اغتيال الدكتور إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية في فلسطين «حماس»، فإنها جريمة شنيعة وتصعيد خطير في وقت يحاول فيه العالم بأسره وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وهي أيضا انتهاك خطير وسافر للقانون الدولي والإنساني، واعتداء موصوف على سيادة دول، واستهتار فاضح بحياة المدنيين، حيث ارتفعت حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية إلى أكثر من «39» ألف شهيد و«90» ألفا من الجرحى. لكن هذا الاغتيال ليس مجرد جريمة عادية من جرائم الاحتلال اليومية، فهو طعنة سامة لجهود السلام، ونهج لم يحدث أن رأينا مثيلا له، وكما قال معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، عبر حسابه الرسمي على منصة «إكس» فإن: «نهج الاغتيالات السياسية والتصعيد المقصود ضد المدنيين في غزة في كل مرحلة من مراحل التفاوض، يدفع إلى التساؤل كيف يمكن أن تجري مفاوضات يقوم فيها طرف بقتل من يفاوضه في الوقت ذاته؟ السلام الإقليمي والدولي بحاجة لشركاء جادين وموقف دولي ضد التصعيد والاستهتار بأرواح شعوب المنطقة».
هذا السلوك الإسرائيلي الوحشي، لا يستهدف إسماعيل هنية فحسب، لكن أيضا كل المحاولات الرامية إلى وقف الحرب، ومنع انزلاق المنطقة إلى دائرة الفوضى وتقويض فرص السلام، وعندما فعلت تل أبيب ما فعلته فإنها تدرك تماما ما ترمي إليه من وراء ذلك؛ أي دفع الأمور إلى نقطة اللاعودة عبر تصعيد وحشي وخطير لا يمكن تبريره أو قبوله على الإطلاق تحت أي ذريعة من الذرائع.