دخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الـ«300»، حيث تواصل منظومة الاحتلال مجازرها الرهيبة وجرائمها الشنيعة التي لا تتوقف بحق الإنسانية، وفي ساعات مبكرة من فجر أمس، استشهد 8 فلسطينيين وأصيب آخرون بجروح مختلفة، بعد قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي مركبة مدنية قرب مدخل مخيم المغازي.
وكانت جريمة الاغتيال النكراء التي استهدفت رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران قد تجاوزت إسرائيل بها كل الخطوط الحمراء، واستباحت ساحات المقاومة في الداخل والخارج.
ولا شك أن عملية اغتيال «هنية» هي الأكثر تأثيرا منذ اغتيال الشيخ أحمد ياسين، مؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قبل عشرين عاما.
إن إشعال المنطقة على كل الجبهات، وتصاعد الهجمات التي وصلت إلى نقطة عالية، تمثلت في اغتيال قائد سياسي بحجم إسماعيل هنية، الهدف منه هو إعادة قوة الردع، وإثبات قدرة وقوة إسرائيل في المنطقة، وهي تريد من ذلك تفكيك وحدة الساحات، وتحييد العمليات التي تقوم بها المقاومة، وهذا يضع فصائل وحركات المقاومة أمام خيارات، أبرزها الرد المباشر، أو الرد بالمثل، وهذا يحتاج لوقت من الزمن، أو القيام برد عابر متعارف عليه، يليه الاتفاق على وقف لإطلاق النار في غزة.
لا شك أن بيانات الإدانة والشجب والاستنكار لن تجدي في ظل الاستهتار الإسرائيلي الصارخ بانتهاك حرمة الدم الفلسطيني، ولا بد من خطوات فعلية على أرض الواقع لإلزام الكيان المحتل بوقف جرائمه ومجازره ومذابحه بحق الشعب الفلسطيني وقياداته ورموزه.