حادثة إسقاط الناشط المدني حسن غيّة من قوائم المرشحين للحزب الليبرالي الكندي، بعد فوزه في الانتخابات الداخلية لدائرة سان ليونارد في مونتريال عبر جهود مجتمعية وجسور تواصل موسّعة مع الموزاييك الكندي، مثّل صدمة كبرى للعرب وللمسلمين الكنديين، وقد تمتد الرسالة التي رصدتُها بمتابعات شخصية، إلى الأسرة الكندية من الأقليات المتعددة، وما يُطلق عليه في كندا اتحاد الموزاييك، فإسقاط الشيخ حسن غيّة الأكثر انفتاحاً، وجسوراً مع أطياف المجتمع الكندي، أبرز عناصر هذه الصدمة التي تبناها الحزب الليبرالي في كيبيك.
وهنا نذكّر بالمساحة التي نحددها لمقالاتنا، من فهم المسار الفكري، والارتدادات التي يعيشها العرب والمسلمون في الغرب، وأن مهمة القلم هنا، المساهمة في تنظيم الأفكار الرئيسية لتحديات المستقبل الصعبة، للمسلمين في الغرب إجمالاً، وفي كندا على وجه الخصوص، كما أن هذه التحريرات الفكرية، لتأثيرات الاسلامفوبيا المتصاعدة، لا يجب أن تُلغي مساحة التقييم الإيجابي، الذي قدمته مفاهيم الحقوق في الدولة المدنية في الغرب، والشراكة الدستورية، التي تُقلّص اليوم على الهامش المسلم.
ونذكّر دائماً بأهم مسار للقضية، حيث لا يملك المواطنون المسلمون في الغرب غيره، لمواجهة هذه التحديات، وهو البناء الحقوقي ومؤسسات المجتمع المدني، التي لا يخدمها أن يتحول تمثيلها إلى مؤسسات عبادة وجمهورها، تطلب ثلة حقوق لمحيطها من موقع الاستجداء، وإن كانت هذه المؤسسات التعبدية والروحية مهمة للمسلمين، في رسالة المساجد وغيرها.
لكن من الخطأ أن يُدفع بها إلى المنصات، لمرور المرشحين لاسترضائهم، بكلمات عابرة أو مجاملات احتفالية، خالية من الالتزام القانوني والدستوري لحقوق المسلمين ضمن موزاييك كندا، لصناعة بناء سياسي قوي متفاعل، له قدرته الذاتية، لا يوجد اليوم في المحافظين ولا الليبراليين، ويضعف في الحزب الديمقراطي الجديد، رغم أن رئيسه من أقلية الكنديين السيخ، لأسباب لا يمكن تفصيلها اليوم.
ونُذكّر بمقال نشرناه في صحيفة العربي الجديد (حسن غِيّة.. الكفاح الديمقراطي لمسلمي كندا) يشرح للقارئ شخصية الشيخ حسن غيّة، فيُفهم لماذا كانت الصدمة كبرى، لاستهداف هذه الشخصية، غير أن المقال ليست قضيته مستقبل حسن غيّة وفرصه في الفوز مستقلاً، وإنما بالمفهوم الفكري الذي أشرت اليه.
ولذلك حرصتُ قبل كتابة المادة، على استطلاع جملة من الآراء لمسلمي كندا بما فيهم، المتحفظّون على موقف الشيخ حسن، وأنه كان يجب أن يخضع لقرار الحزب، بناءً على ضعف المسلمين الكنديين وقلة حيلتهم، وهو رأي رغم اشكاليته المبدئية لدي، إلا أني أفهمه من خلال فزعه، من تصاعد سطوة الاسلامفوبيا على المجتمع الكندي.
وهنا نفهم دوافع هذه المخاوف لدى هذا الرأي، فلا سبيل للمسلمين لأي مواجهة سياسية مدنية مشروعة كمواطنين كنديين، ضمن التنافس الانتخابي المتاح للجميع، بسبب أن الحزب الليبرالي، هو الذي منح فرصة تنفّس للمسلمين الكنديين، ليتمتعوا ببعض مزايا المواطنة، وهنا نشير إلى الفارق بين المبادئ التي يؤمن بها جاستن ترودو، بحسب تصريحاته وفلسفة والده، وبين غرفة صنع القرار العميقة في الحزب، التي قد لا يختلف بعض أطرافها مع كتلة حزب المحافظين.
وأخطر قضية تُشير إليها عملية الإسقاط في دائرة سان ليونارد، هي أن الشيخ حسن قاد بكفاءة كبيرة، خطاب الحقوق والتسامح معاً، بعد جريمة مسجد كيبيك في 2017، والذي تعرّض عبرها للوم من بعض المسلمين بأنه بالغ في التسامح، رغم أنه ركز على أن القضية في اغتيال الشهداء وحالة المصابين، كانت ضخ الكراهية ضد المسلمين الكنديين، أو المهاجرين، وهي القضية التي التف حولها الحزب الليبرالي، ثم بدأ بالانسحاب من مسؤوليتها السياسية، إلا بعض مواقف لترودو وبعض شخصيات الحزب.
ولذلك حين أصبح الكنديون المسلمون في كيبيك وغيرها، على خبر إسقاط حسن غية، قرؤوها رسالة خطيرة تهدد سلامتهم الشخصية وسلامة أطفالهم، على مقربة من محاولة جريمة النرويج، المتحدة في الأيدلوجيا العنصرية الغربية المتشددة، مع مذبحة كيبيك ومذبحة نيوزلندا.بقلم: مهنا الحبيل
وهنا نذكّر بالمساحة التي نحددها لمقالاتنا، من فهم المسار الفكري، والارتدادات التي يعيشها العرب والمسلمون في الغرب، وأن مهمة القلم هنا، المساهمة في تنظيم الأفكار الرئيسية لتحديات المستقبل الصعبة، للمسلمين في الغرب إجمالاً، وفي كندا على وجه الخصوص، كما أن هذه التحريرات الفكرية، لتأثيرات الاسلامفوبيا المتصاعدة، لا يجب أن تُلغي مساحة التقييم الإيجابي، الذي قدمته مفاهيم الحقوق في الدولة المدنية في الغرب، والشراكة الدستورية، التي تُقلّص اليوم على الهامش المسلم.
ونذكّر دائماً بأهم مسار للقضية، حيث لا يملك المواطنون المسلمون في الغرب غيره، لمواجهة هذه التحديات، وهو البناء الحقوقي ومؤسسات المجتمع المدني، التي لا يخدمها أن يتحول تمثيلها إلى مؤسسات عبادة وجمهورها، تطلب ثلة حقوق لمحيطها من موقع الاستجداء، وإن كانت هذه المؤسسات التعبدية والروحية مهمة للمسلمين، في رسالة المساجد وغيرها.
لكن من الخطأ أن يُدفع بها إلى المنصات، لمرور المرشحين لاسترضائهم، بكلمات عابرة أو مجاملات احتفالية، خالية من الالتزام القانوني والدستوري لحقوق المسلمين ضمن موزاييك كندا، لصناعة بناء سياسي قوي متفاعل، له قدرته الذاتية، لا يوجد اليوم في المحافظين ولا الليبراليين، ويضعف في الحزب الديمقراطي الجديد، رغم أن رئيسه من أقلية الكنديين السيخ، لأسباب لا يمكن تفصيلها اليوم.
ونُذكّر بمقال نشرناه في صحيفة العربي الجديد (حسن غِيّة.. الكفاح الديمقراطي لمسلمي كندا) يشرح للقارئ شخصية الشيخ حسن غيّة، فيُفهم لماذا كانت الصدمة كبرى، لاستهداف هذه الشخصية، غير أن المقال ليست قضيته مستقبل حسن غيّة وفرصه في الفوز مستقلاً، وإنما بالمفهوم الفكري الذي أشرت اليه.
ولذلك حرصتُ قبل كتابة المادة، على استطلاع جملة من الآراء لمسلمي كندا بما فيهم، المتحفظّون على موقف الشيخ حسن، وأنه كان يجب أن يخضع لقرار الحزب، بناءً على ضعف المسلمين الكنديين وقلة حيلتهم، وهو رأي رغم اشكاليته المبدئية لدي، إلا أني أفهمه من خلال فزعه، من تصاعد سطوة الاسلامفوبيا على المجتمع الكندي.
وهنا نفهم دوافع هذه المخاوف لدى هذا الرأي، فلا سبيل للمسلمين لأي مواجهة سياسية مدنية مشروعة كمواطنين كنديين، ضمن التنافس الانتخابي المتاح للجميع، بسبب أن الحزب الليبرالي، هو الذي منح فرصة تنفّس للمسلمين الكنديين، ليتمتعوا ببعض مزايا المواطنة، وهنا نشير إلى الفارق بين المبادئ التي يؤمن بها جاستن ترودو، بحسب تصريحاته وفلسفة والده، وبين غرفة صنع القرار العميقة في الحزب، التي قد لا يختلف بعض أطرافها مع كتلة حزب المحافظين.
وأخطر قضية تُشير إليها عملية الإسقاط في دائرة سان ليونارد، هي أن الشيخ حسن قاد بكفاءة كبيرة، خطاب الحقوق والتسامح معاً، بعد جريمة مسجد كيبيك في 2017، والذي تعرّض عبرها للوم من بعض المسلمين بأنه بالغ في التسامح، رغم أنه ركز على أن القضية في اغتيال الشهداء وحالة المصابين، كانت ضخ الكراهية ضد المسلمين الكنديين، أو المهاجرين، وهي القضية التي التف حولها الحزب الليبرالي، ثم بدأ بالانسحاب من مسؤوليتها السياسية، إلا بعض مواقف لترودو وبعض شخصيات الحزب.
ولذلك حين أصبح الكنديون المسلمون في كيبيك وغيرها، على خبر إسقاط حسن غية، قرؤوها رسالة خطيرة تهدد سلامتهم الشخصية وسلامة أطفالهم، على مقربة من محاولة جريمة النرويج، المتحدة في الأيدلوجيا العنصرية الغربية المتشددة، مع مذبحة كيبيك ومذبحة نيوزلندا.بقلم: مهنا الحبيل