قبل 7 أكتوبر اتصل بي يطلب إنشاء جمعية خيرية لمساعدة المحتاجين، وقع الطوفان فكان همزة الوصل مع المعدمين، لم يترك بابا للعمل الخيري والانساني إلا وطرقه.. وقد سخر نفسه وسيارته وولده آدم لخدمة النازحين..
آمنه الغزاويون الأثرياء المغادرون على أموالهم وتحويلها لهم في أماكن تواجدهم سواء في دول عربية أو أجنبية.. وحين بدأ اجتياح رفح بقصف جوي قصفوا بيته فاستشهدت أمه وزوجته وأصيب والده ونجا هو وآدم وابنتاه وعمته، رحل لنواصي خان يونس، قصف مخيمه وشطبت أسرته من السجل المدني، ولم يبق غير ابنه آدم، وكان محتسبا شاكرا لله على ما أنعم عليه بسلامة الولد والأخت.. أبلغته بوجود برغوثية تقطعت بها السبل في غزة فلم يتأخر، فكان أن التقى زوجها في منتصف الليل وسلمه الأمانة، رغم أن كل جسم متحرك هو هدف..
أمس.. اتصل بي ابنه آدم ليزف لي خبر ارتقاء والده سالم «إنا لله وإنا إليه راجعون» بالأمس كتب لي والدك قد استشهد.. ابني آدم وحيدي إذا لم يلحق بي فهو في عناية الله وأمانه عندك..
نحن تحت القصف.. أحياء ومبانٍ كاملة كأنها لم تكن، تسعى الجرافات بين الركام في محاولة للوصول للجثث تحت الأنقاض، لكن فرق الإنقاذ المدني نفسها تصبح هدفا للقصف الإسرائيلي، ليلة حرب مظلمة بفعل قطع الكهرباء.. أنا عائد من دير البلح لخان يونس - ب- لكن تضيؤها النيران الساطعة التي يخلفها القصف الجوي والبحري من الزوارق ومئات الغارات الحربية التي لم تكسر إرادة الحياة لدى سكان القطاع.. وانقطع الصوت حاولت الاتصال به.. لا جواب.. استشهد.. رحمه الله
استشهد سالم الصفطاوي.. يعرفه أهالي دير البلح وخان يونس ورفح.. اطلب منه يعطيك وينتظر حتى ييسر الله متبرعا..
خسرتك يا سالم وخسرك المعدمون من أهل غزة والأثرياء..
نعم.. الكل رقم ينتظر دوره في الشهادة..
فمن يقول: لبيك غزة يا أمة الأربعمائة مليون؟!
من يقول: لبيك رسول الله يا أمة الملياري إنسان؟!..
غزة.. سوف تنتصر