كشفت الإحصائيات الصادرة من مؤسسة الرعاية الصحية الأولية عن تضاعف أعداد المرضى المراجعين لعيادات التدخين خلال شهر يوليو الماضي، والتي بلغت «467» مراجعا مقابل «286» مراجعا خلال شهر يونيو الماضي، الأمر الذي يشير إلى الوعي المجتمعي من المواطنين والمقيمين في مواجهة آفة التدخين، واستخدام الوسائل الحديثة التي تصل للمجتمع بصورة أسرع وأكثر يسر وسهولة.

وتتوافر عيادات الإقلاع عن التدخين في «15» مركزا من المراكز الصحية التابعة لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، والتي يمكن حجز موعد بها بغض النظر عن مكان الملف الصحي للشخص المدخن الراغب في الإقلاع عن التدخين، ويكون الموعد الطبي إما عبر أخذ موعد مباشر بالاتصال على الرقم «107» أو عبر المركز الصحي أو التحويل من طبيب في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية.

عيادات الإقلاع

ويبلغ عدد عيادات الإقلاع عن التدخين بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية «17» عيادة استقبلت أكثر من «4100» زيارة في عام 2023 لأكثر من «1900» مريض بينهم حوالي «25 %»، أكملوا فترة العلاج واستطاعوا أن يقلعوا عن التدخين خلال فترة المتابعة، أما في الربع الأول من عام 2024 كان عدد الزيارات للعيادات أكثر من «1150» زيارة لـ «745» مريضا بينهم حوالي «20 %» استطاعوا أن يقلعوا عن التدخين، من خلال العيادات التي تعمل تحت إشراف أطباء مدربين ومعتمدين في علاج الاعتماد على التبغ الذين يقوم دورهم على توفير الاستشارات الفعالة ووصف الأدوية لمساعدة الأفراد على ترك منتجات التبغ بنجاح.

وتقدم مؤسسة الرعاية الصحية الأولية خدمات الإقلاع عن التدخين للمراجعين، عن طريق قسم المعافاة من خلال محورين، المحور الأول من ناحية تقديم الخدمات العلاجية في عيادات خاصة بالإقلاع عن التدخين بمراكز: الغرافة، وعمر بن الخطاب، والظعاين، وأبو بكر الصديق، وروضة الخيل، والرويس، ولعبيب، والوكرة، وجامعة قطر، والوعب، والوجبة، والسد، والمشاف، وأم السنيم، وأم صلال، ومسيمير، أما المحور الثاني فيتمثل في الخدمات الوقائية والتوعوية من خلال البرامج والحملات التوعوية والمحاضرات، لمختلف قطاعات المجتمع.

استجابة المريض

وحول شكل البرنامج العلاجي في عيادات الإقلاع عن التدخين بالمراكز الصحية، تكون متابعة المريض عن طريق عدة زيارات تمتد لأربعة أشهر، يكتشف من خلالها نسبة استجابة المريض للعلاج وتطور مرحلة الشفاء من خلال قياس نسبة أول أكسيد الكربون في الرئة أثناء الشهيق والزفير، وقياس مدى اعتماد جسمه لمادة النيكوتين، وترتكز الفترة العلاجية على محورين الأول عبر تغيير النمط السلوكي للمدخن بابتعاده عن عادة التدخين والأسباب المهيئة للتدخين وتشجيع المريض بالبدء في الإقلاع، والاستمرار به من خلال التوعية والنصح واتباع الأساليب الصحية بتغيير أسلوب الحياة، واتباع أسلوب ونمط صحي كالرياضة والتغذية السليمة والابتعاد عن الجهد والضغط، والمحور الثاني هو العلاجي ويكمن في توفير الأدوية المناسبة للإقلاع عن التدخين والتي تغطي حاجة المدخن للنيكوتين و(تسمى بدائل النيكوتين).

أعراض الإقلاع

أما بالنسبة للأعراض التي يشعر بها المدخن بعد الإقلاع عن التدخين، فيلاحظ العديد من المدخنين الذين يعانون من السعال المزمن والبلغم حدوث تحسن في هذه الأعراض خلال العام الأول بعد التوقف عن التدخين، كما أنّ الامتناع التام عن التدخين يقلل من خطر الإصابة بسرطان الرئة في غضون خمس سنوات، حيث إن تدخين السجائر مسؤول عن حوالي «90 %» من حالات سرطان الرئة، ويَحد من خطر الإصابة بسرطانات أخرى كسرطان الرأس والرقبة والمريء والبنكرياس والمثانة، وفيما يخص مرض القرحة الهضمية، فالإقلاع عن التدخين يقلل من هذا الخطر، ويزيد من معدل التئام القرحة في حال تطورها، في حين لوحظ زيادة نسبة الإصابة بمرض هشاشة العظام لدى المدخنين من الذكور، والإصابة بكسور الورك لدى النساء المُدخنات، كما أن الإقلاع عن التدخين يُساعد على تحسين النمط الصحي والسلوكي للمدخنين، ويُجدد القدرة على ممارسة الرياضة لفترات طويلة ويؤدي لتحسين النمط الغذائي والتخلص من اضطرابات النوم، كما أنّ المحيطين بالمدخن كعائلته وأصحابه يتم حمايتهم من آثار التدخين السلبي حيث إنّ تأثيره يقارب من تأثير المدخن نفسه.

أنماط العلاج

وتتمثل أبرز أنماط العلاج لتمكين المدخنين من الإقلاع، في أن العلاج من الإدمان على التدخين يرتكز على محورين: تغيير النمط السلوكي للمدخن بابتعاده عن عادة التدخين وتركه العادات المصاحبة للتدخين وخاصة في الأيام الأولى للعلاج، والحرص على ممارسة الحياة الصحية السليمة وممارسة الرياضة يوميا؛ والمحور الثاني: هو المحور العلاجي ويكمن في توفير الأدوية المناسبة للإقلاع عن التدخين والتي تغطي حاجة المدخن للنيكوتين (تسمى بدائل النيكوتين)، أما بالنسبة للأنواع الحديثة لاستخدام التبغ والتدخين المتمثلة في السجائر الإلكترونية، فبسبب قلة الدراسات والإثباتات العلمية لم يثبت أنها آمنة أو تساعد في الإقلاع عن التدخين، فمن مخاطر السجائر الالكترونية أنها تحتوي على مواد كيميائية يمكن أن تسبب السرطان ومقدار النيكوتين الموجود في السجائر الإلكترونية غير معروف، كما أن بعض المكونات الموجودة في رذاذ السجائر الإلكترونية يمكن أن تكون ضارة أيضا بالرئتين على المدى الطويل، وتؤدي إلى تلف الحمض النووي في خلايا الرئة والمثانة على سبيل المثال، وقد تكون بعض نكهات السجائر الإلكترونية آمنة للأكل ولكن ليس للاستنشاق لأن القناة الهضمية يمكنها معالجة مواد أكثر من الرئتين، بالإضافة إلى أن بطاريات السجائر الإلكترونية المعيبة تتسبب في حدوث بعض الحرائق والانفجارات، والتي أسفر القليل منها عن إصابات خطيرة.