تعمل وزارة البيئة والتغير المناخي على تنمية واستدامة عدد من المحميات الطبيعية بمختلف المناطق في قطر وفق المعايير الدولية، وذلك ضمن جهودها التي بدأتها قبل فترة، وساهمت في تنمية وإدارة محميات: الريم للمحيط الحيوي، وخور العديد، والذخيرة، حيث تسير مراحل تطوير المحميات الطبيعية بنجاح في كافة المحميات الطبيعية، لتطوير البنية التحتية وخدمات الزوار، ودعم عمليات الاستثمار، إضافة إلى تنمية السياحة البيئية والحفاظ على الموارد الطبيعية، والتنوع البيولوجي.
وتأتي عملية تنمية المحميات ضمن برنامج «تقييم الفعالية الإدارية»، والذي انتهت الوزارة من مرحلته الأولى، ويجري العمل على إعداد خطط العمل المرحلية؛ بهدف تخطيط وإدارة محميات: صنيع، وأم العمد، والعريق، والرفاع، حيث تسعى إدارة المحميات الطبيعية إلى التطوير الدائم للمحميات الطبيعية بما يساهم بحماية وازدهار التنوع البيئي وحماية مكونات المحميات الطبيعية سواء من ناحية الغطاء النباتي أو الحيواني، وتجهيزها لاستقبال الزوار ومساعدتهم على الاستمتاع بالمحميات دون إلحاق الضرر أو تخريب بيئتها ونشر ثقافة حماية المحميات الطبيعية.
المحميات الرسمية
ويبلغ عدد المحميات الرسمية المسجلة في الدولة «12» محمية طبيعية بحسب آخر الإحصائيات، تحتوي على تنوع غني للحياة الفطرية، وجاء تخصيص المحميات نتيجة لاهتمام الدولة التي أولت الحياة الفطرية أهمية بالغة، وذلك بالمحافظة عليها وإنمائها وحمايتها من الانقراض، حيث صدر مرسوم أميري بقانون (19) سنة 2004، بشأن حماية الحياة الفطرية ومواطنها الطبيعية، وتنقسم الانشطة فيها إلى أنشطة معنية بالمحافظة على الحياة الطبيعية والفطرية داخل المحميات الطبيعية وأخرى من مشاريع الإكثار وزيادة التنوع داخلها، كما توجد هناك أنشطة توعوية وسياحية معنية بزوار المحميات الطبيعية، ولا يمكن حصر زوار المحميات الطبيعية بشكل دقيق، حيث يوجد العديد من المحميات الطبيعية غير المسيجة التي لا تحتاج إلى تصاريح لدخول والاستمتاع بها مما يشكل صعوبة في معرفة أعداد مرتاديها.
البر القطري
ومن ضمن الجهود التي تقوم بها وزارة البيئة والتغير المناخي مشروع إعادة تأهيل البر القطري، هذا المشروع يقوم عليه فريق عمل مكون من عدة إدارات بالوزارة، فقد أسفرت الجهود عن رصد أكثر من «1500» روضة، سيتم تأهيل عدد كبير منها خلال السنوات القادمة، كما تم تحديد مواقع جميع الروض المرصودة على خريطة جغرافية وإعداد قواعد بيانات بحالتها ومساحتها، وما تضمه من نباتات، كما تعمل الوزارة على إطلاق مشروع يتيح للناس إمكانية الدخول على أي روضة ومعرفة جميع المعلومات الخاصة بها، من خلال تطبيق على الجوال من شأنه أن يتيح للمستخدم الدخول على أي روضة ومعرفة جميع المعلومات الخاصة بها سواء من حيث المساحة أو أنواع الأشجار الموجودة بها أو موقعها وكذلك الاطلاع على الصور الخاصة بها.
إطلاق الحيوانات
وحول ما الهدف من وراء إطلاق الحيوانات في المحميات، وكيف يمكنها التعايش مع الجو الحار في قطر خلال فصل الصيف، تشير وزارة البيئة والتغير المناخي إلى أن هناك أكثر من هدف من وراء إطلاق تلك الحيوانات في المحميات، من بينها تعزيز عوامل الجذب السياحي للزوار، والحيوانات التي تم إطلاقها مؤخرا في محمية سيلين هي حيوانات برية تعيش في الجزيرة العربية، تحديدا غزال الريم وهو معروف انه يتحمل درجات الحرارة لأن بيئته الصحراء والرمال، وأيضا موجود المها العربي وهي حيوانات تتأقلم مع هذه الظروف المناخية، ووضعت في أماكنها الصحيحة، أما فيما يخص الطيور التي يتم إطلاقها سنويا في ويوم البيئة القطري فهي طيور مهاجرة وتعبر قطر كل سنة، ويأتي ذلك في إطار العمل على تحقيق الاستدامة البيئية، ومن ذلك حماية الحياة الفطرية، لما تمثله من أهمية في الحفاظ على توازن النظام البيئي.
