+ A
A -
أكرم الفرجابي

شهدت خدمات الدعم النفسي بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، تطورات متلاحقة في السنوات الأخيرة، على صعيد التوسع في تقديم الخدمات والتوعية بأهمية الحفاظ على الصحة النفسية، لأنها لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية، حيث بلغ عدد المراكز التي تتوفر بها عيادات الدعم النفسي «8» مراكز صحية.

وتقدم المراكز الصحية التالية: السد، المشاف، الثمامة، روضة الخيل، لعبيب، الوجبة، جامعة قطر، معيذر، خدماتها لمختلف الاضطرابات النفسية كالقلق، ونوبات الذعر، والاكتئاب، واكتئاب ما بعد الولادة، وحالات الوسواس، كما اضيفت مؤخرا إلى قائمة الخدمات النفسية خدمة مساعدة متناولي المخدرات ومتعاطي الكحول على الاقلاع وذلك بالتعاون مع أطباء العائلة والتمريض بالمراكز.

علاج الصدمات

وتقوم عيادات الدعم النفسي المتوفرة في المراكز الصحية بعلاج الصدمات النفسية على طريقة تقنية ابطال التحسس واعادة العلاج باستعمال حركة العين EMDR، كما تساعد هذه العيادات أصحاب الأمراض المزمنة باستخدام العلاج القائم على التقبل والالتزام على التركيز على قيمهم وما هو مهم في حياتهم بدلا من الانهماك في مقاومة الألم، كما تلعب العيادات النفسية دورا بارزا في الوقاية من كل انواع أذية النفس وعلى رأسها الانتحار، الذي ينتج عن الإصابة بالاكتئاب الشديد، علما بأن عيادات الدعم النفسي في مراكز الرعاية الصحية الأولية لا تستقبل الحالات المستعجلة، وإنما تختص بالحالات البسيطة التي لا تستوجب للجوء الطبي الطارئ، أما الحالات الطارئة فيتم تحويلها إلى مستشفى حمد العام ومستشفى الطب النفسي.

دور وقائي

وتلعب العيادات النفسية دورا وقائيا وعلاجيا من الأمراض النفسية والجسدية، فهي عبارة عن عيادات متخصصة مدمجة مع خدمات المراكز الصحية، وعلى سبيل المثال التكفل النفسي بحالات القلق والصدمات النفسية وحالات الاحباط الشديد من شأنه حماية الجسد والتقليل من الامراض غير السارية مثل امراض القلب والأوعية الدموية والسكري والسرطانات، حيث تقدم العيادات النفسية المدمجة في المراكز الصحية خدماتها بالتعاون مع مستشفى حمد للطب النفسي، بحيث يكون التعاون في الحالات الخاصة والصعبة التي تستوجب صرف الأدوية أو التدخل الطبي، ومن النقاط الإيجابية لهذا التعاون مع مؤسسة حمد توفير أقصى راحة ممكنة للمريض، مما يشير إلى رغبة المراجعين في استمرار زيارتهم للمراكز الصحية التابعين لها بعد أن سهلت عليهم الكثير من الإجراءات، منها الحصول على المواعيد في مدة زمنية لا تزيد على 24 ساعة بدلاً من الانتظار الطويل في قائمة المستشفيات.

استقبال المرضى

وتستقبل العيادات النفسية في المراكز الصحية من هم بين عمر 18 سنة و65 سنة المحولين من اطباء الاسرة، والفئه العمرية الأكثر تواجدا بالعيادة النفسية هي من سن 20 إلى 40 وهي الفئة الاكثر عرضة للأمراض النفسية وتشكل النساء النسبة الاكبر نظرا للتحديات التي تواجهها المرأة في التوفيق بين متطلبات الدراسة والعمل والاسرة والاولاد والحياة الزوجية حين يغيب السند، وتستقبل العيادات النفسية الحالات التي يرى طبيب الأسرة في المركز أن المريض بات بحاجة لها وهو من يستطيع تحديد الأسباب التي تتوجب العرض على عيادات الدعم النفسي، التي بدورها تقوم بعمل اللازم حسب الحالة فهناك من يعاني بسبب المشكلات الأسرية أو وجود اضطرابات القلق والهوس، وأيضا هناك من يشكو اضطرابات النوم والاضطرابات فيما يخص الأكل وكذلك الاكتئاب بأنواعه، وكل ذلك يحدث في إطار من الخصوصية والسرية التامة للمراجعين، كما توفر العيادات العلاج المعرفي السلوكي أو علاج التحليل النفسي، وكذلك الاستشارات النفسية والمشاكل الزوجية والأسرية من خلال تقنيات الاسترخاء وتقنيات التنفس العميق وأيضا الإرشاد النفسي للطلاب.

وتم إنشاء عيادة الدعم النفسي التابعة لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية بهدف دعم وعلاج المرضى الذين يعانون من القلق والاكتئاب الخفيف إلى المتوسط، حيث يقدم أخصائيو علم النفس تدخلات سلوكية لدعم المرضى الذين يعانون من مشاكل تتعلق بالصحة النفسية الخفيفة إلى المتوسطة، وتستهدف هذه العيادات جميع المرضى المسجلين في المراكز الصحية التابعة للمؤسسة والذين تبلغ أعمارهم 18 عاماً وما فوق ويعانون مشاكل نفسية من خفيفة إلى متوسطة.

copy short url   نسخ
09/08/2024
0