+ A
A -
ظاهر صالح كاتب فلسطيني

بعد كل مجزرة وحشية يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين العُزل في قطاع غزة، يطلق الاحتلال سيلاً من الروايات المكذوبة، وعدداً من السرديات الوهمية والمزاعم والتلفيقات، لتوظيف آلة حربه الدموية على قطاع غزة المستمرة منذ 309 أيام، وتتكرر المجزرة في حي الدرج وسط قطاع غزة في ظل دعم سياسي وعسكري ومالي غير محدود من الإدارة الأميركية ودول الغرب، وفي ظل صمت دولي مريب وصمت عربي مشين.

من أهم الدلالات التي تحملها عملية الاحتلال الإسرائيلي في حي الدرج أنها جزء من إدارة المعركة السياسية الداخلية لدى الاحتلال الإسرائيلي، وأن توقيت العملية جاء لينقذ نتانياهو من أزمته وللضغط على فصائل المقاومة في غزة وترهيب سكان القطاع، لإجبارهم على القبول بشروط نتانياهو الجديدة المتعلقة بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

ارتكبت قوات الاحتلال، مجزرة جديدة في حي الدرج شرقي مدينة غزة وسط القطاع، بعد أن استهدفت مدرسة «التابعين» التي تؤوي نازحين، خلال صلاة الفجر، مما رفع أعداد الشهداء بشكل متسارع، في حين ذكر شهود عيان أن القصف بدأ عقب تكبيرة الإحرام مباشرة.

مجزرة مدرسة التابعين في حي الدرج كانت ضمن سلسلة كبيرة من المجازر الوحشية، إذ تستهدف قوات الاحتلال مناطق متفرقة في مدينة غزة، من ضمنها منازل وتجمعات سكنية مأهولة، وارتكاب مذابح مروعة بحق الجرحى والنازحين، شملت عمليات إعدام ميداني لمصابين ومعتقلين وُجدوا مكبلين بالأصفاد، ودُفن عدد منهم في ساحات المستشفى لإخفاء جريمتهم.

رغم كل تلك المجازر المتتالية والدعوات الصادرة من المحاكم الدولية ضد الاحتلال، يتحدى الاحتلال النازي جميع القوانين والقرارات الدولية دون رفة جفن، ويفلت دائماً من العقاب.

ويُمثل العدوان فصلا من فصول الإجرام الإسرائيلي على قطاع غزة، ويُمثل انهياراً أخلاقياً وقيمياً ومأزقاً قانونياً لكل الجهات التي تواصل دعمها للاحتلال، وخصوصاً الدعم الأميركي الذي ساعد الاحتلال على الإفلات من العقاب بصورة متكررة، وحوّل الكيان إلى كيان مارق، فالعدوان ضد قطاع غزة فضح حقيقة العالم والديمقراطية، وكشفت تحيزها الواضح، ضد ممارسات الاحتلال الإسرائيلي من فظائع وجرائم بربرية، وكشف حقيقة الدول العربية وصمتها المريب ضد المذابح اليومية بحق الشعب الفلسطيني.{ عربي بوست

copy short url   نسخ
12/08/2024
15