+ A
A -
فاطمة الجبوري - مهتمة بشؤون الشرق الأوسط

إن التصعيد الأخير للعمليات الإجرامية الإسرائيلية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط يشكل فصلاً محورياً ومثيراً للجدال في المشهد الجيوسياسي المعقد في المنطقة. ويؤكد هذا السيناريو المتكشف، الذي يتسم بارتفاع التوترات والمناورات الاستراتيجية، على تحول أوسع نطاقاً في الديناميكيات الإقليمية. والواقع أن استجابة حركة المقاومة الفلسطينية «حماس» للدعوة الأميركية إلى استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار تنبع من وعي بهذه المعادلات المتغيرة. وكان موقفها واضحاً وحازماً، فالخطة كانت جاهزة بالفعل ولا تتطلب المزيد من الحوار. وما تبقى هو قبول الاحتلال الإسرائيلي لوقف العدوان على غزة وتنفيذ الاتفاقات السابقة، التي عرقلها رئيس وزراء الاحتلال نتانياهو مراراً وتكراراً.

هذه السلسلة من الأعمال العدوانية التي قامت بها إسرائيل، وبلغت ذروتها باغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية في طهران، تسلط الضوء بشكل جماعي على شدة عدوانية وتطرف الاحتلال وهو ما يدفع إلى إشعال حرب إقليمية، فأغلب المؤشرات تذهب إلى حتمية الرد القوي من «محور المقاومة».

يبدو أن الأهداف الأساسية وراء المناورات العدوانية الإسرائيلية الأخيرة ذات شقين: أولاً، التعويض عن فشلها القائم في غزة، وثانياً، توسيع نطاق الحرب على أمل استنباط تدخل حاسم من القوى الغربية. ويبدو أن حكومة نتانياهو تراهن على أن التصعيد من خلال استمرار الاستفزاز حركات المقاومة الإقليمية لترغم الولايات المتحدة وحلفائها على دعم رغبة نتانياهو المتهورة والهمجية بإشعال الحرب في المنطقة بأكملها.

لا يستطيع أحد أن يجزم بشيء في الحرب، لكن مقامرة الاحتلال على تأمين نصر رمزي واستراتيجي قد تؤدي إلى نتائج عكسية، مثل خسائر كبيرة وتقويض أهدافه على المدى البعيد.عربي بوست

copy short url   نسخ
14/08/2024
10