اجتمعوا تلبية لنداء رب السلام عند الفجر ليصلوا، فباغتهم شيطان الحرب الاسرائيلي بصواريخه وقنابله، حتى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية باتوا يسمون أدواتها (ذكية)، لكن ما نفع العقل الذي اخترعها وصممها، وغلفها وقدمها بلا حساب لمنظومة همجية القرن الواحد والعشرين (إسرائيل) ؟! أم أن للذكاء لدى المستعمرين العنصريين معيارا مخالفا لمعايير أمة الإنسان الحضارية، بالأمس وفي طيات تاريخ البشرية كانت الإبادة تعني قتل وسفك دماء جميع الواقعين في دائرة الأعداء بدون استثناء، أما اليوم فلم يتغير سوى إطلاق وصف (الذكية) على أدوات الحملات الحربية المدمرة والإبادة الجماعية الدموية، وأزياء المحاربين ورتبهم العسكرية، ومسميات ملوك ووزراء الجريمة والحروب.

لا يمكن لعاقل يقدس النفس الإنسانية، قبول دعاية جيش الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي الإرهابي حول استخدام (أسلحة ذكية) ومبرراتها لقصف مراكز تجمع لنازحين مدنيين فلسطينيين مكتظة بالآمنين الأبرياء، كما حدث فجر السبت في (مدرسة التابعين) شرق مدينة غزة، فالضحايا المائة الذين تحول معظمهم إلى أشلاء، وأجساد محترقة، ومعهم مثلهم تقريبا جرحى ومصابون بينهم نساء وأطفال، برهان قاطع على أن الذكاء رديف الهمجية العنصرية لدى ساسة وجنرالات (إسرائيل)، فهؤلاء يستقوون بأحدث الأسلحة على أبرياء وقفوا بخشوع، يدعون الرحمن ليتم عليهم نعمة السلام، فأين ذكاء استخبارات هذه المنظومة، وأين ذكاء مقرر إطلاق «الصواريخ الذكية» وأين ذكاء رئيس حكومة هذه المنظومة (بنيامين نتانياهو)، فنحن نعلم ومعنا الأحرار في العالم، أن الأحمق الهمجي العنصري المستكبر، المتجرد من قيم الأخلاق الإنسانية، هو الذي يمضي بجريمة الابادة الجماعية مستخفا بذكاء آلاف الملايين من أمة الإنسان التي تشاهد جرائم منظومته ببث مباشر على المرئيات بكل اللغات.

أما «مجزرة الفجر» في غزة، فإنها تعبير دقيق عن الأزمة الأخلاقية التي يعيشها أدعياء ريادة الذكاء في العالم، أزمة لا نعرف كيف سيتداركونها قبل سن الثمانين من عمر دولة إسرائيل المصطنعة (الهيكل الثالث).. إسرائيل يتخوف بنيامين نتانياهو بألا تبلغ الثمانين سنة، ونعتقد أن في هذا التخوف الحق ذكاء خارقا، لأن توقعه وتوقع سابقيه من ساسة إسرائيل انهيار مشروعهم الصهيوني حتمي لا يقوى ذكاء في العالم على منعه.الحياة الجديدة