استمرارا لمسلسل الاستفزازات الإسرائيلية، اقتحم نحو ألف مستعمر أمس باحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي، حيث قاموا بتدنيس الباحات وأدوا طقوسا تلمودية في مشهد غير مسبوق من عمليات الاقتحام.
دولة قطر- من جانبها- أدانت بأشد العبارات، اقتحام وزيرين في حكومة الاحتلال الإسرائيلي وأعضاء بالكنيست ومئات المستوطنين باحات المسجد الأقصى المبارك، وفرض قيود على دخول المصلين، وعدتها تصرفات مستفزة، وانتهاكا سافرا للقانون الدولي، والوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس المحتلة.
وزارة الخارجية القطرية أكدت، في بيان لها، أن المحاولات المتكررة للمساس بالوضع الديني والتاريخي للمسجد الأقصى ليست اعتداء على الفلسطينيين فحسب، بل على ملايين المسلمين حول العالم.. كما حذرت الوزارة من مغبة تأثير هذه الانتهاكات على الجهود الجارية للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وحثت المجتمع الدولي على التحرك العاجل لوقف هذه الاعتداءات.
لاشك أن هذه الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى تمثل انتهاكا للوضع التاريخي والقانوني القائم في مدينة القدس، وتدخلا في إطار سياسة إسرائيلية ممنهجة للتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، بالإضافة إلى إثارة المشاعر الدينية واستفزاز المسلمين.. كما أن هذه الاقتحامات تأتي في إطار الاستهداف المتواصل للقدس ومقدساتها المسيحية والإسلامية، وتمهيدا لفرض السيطرة الكاملة عليها وتهويدها، بما يشكل انتهاكا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، بما فيها قرارات اليونسكو.
لابد أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه معاناة الشعب الفلسطيني عامة، والقدس ومقدساتها خاصة، باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967.