أكتب من الدوحة قبيل الندوة التي أشارك فيها، عن توجهات التيارات الفكرية في الخليج العربي، والتي ينظمها مركز ابن خلدون التابع لجامعة قطر، والمركز يتقدم خطوات هادئة نحو آفاق المعرفة، عبر فريق قطري يقوده الأخ العزيز د. نايف بن نهار، ويصنع جسراً من الشراكة الخليجية النوعية، تسعى لتكامل مهم للمؤسسات الفكرية والبحثية في قطر، ذات الحضور العربي المتواصل.
وربما من المهم أن أُشير هنا، إلى فكرة رئيسية، تمثلها خطوة التوسع المرجوة لمركز ابن خلدون، ودعم الدولة إطاره التكاملي المهم والحيوي، للعهد القطري الجديد.
وأول هذه الأفكار ملاحظة نضوج قاعدة معرفية في قطر، كان لها رصيد قبل الأزمة الخليجية، غير أن الأزمة عززت مرحلة إعادة التفكير الاستراتيجي، والجدل المعرفي في أروقة المجتمع القطري، وخاصة القاعدة التي تؤسس لبنية المجتمع المدني الحديث.
فهذه الشخصيات والنخب الشبابية متعددة التوجهات المدنية والإسلامية، وهنا مصطلح المدني ليس في سياق المصادم للفكر الإسلامي، وإنما للتجسير المعرفي والحداثة، وصناعة قيم الإنسان العربي، الذي تتفق معه في الأصل قاعدة المعرفة الإسلامية، ببعدها النهضوي.
وهي اليوم تتناول أهم ما تُبنى به أسس حضارة الشعوب، وصناعة هويتها القومية، وبوابة الدخول إلى ميدان الفكر الإنساني الكبير، وهو الفلسفة الاجتماعية، بمعنى أن قاعدة إعادة التأهيل الوطني الاجتماعي لأي دولة، على المستوى القُطري أو شراكتها الأممية العربية، وعبر حاضر العالم الإسلامي ثم العالم، تحتاج لهذا العلم، وذلك الفريق كصانع لثقافة العهد الجديد.
وهنا هذا العهد الذي قاد الأمير الشاب فيه الدولة، في أكبر تحديات مرت على تاريخ قطر الحديث منذ الاستقلال، مع زخم حاشد للتضامن معه شمل كل الأسرة القطرية وتوجهاتها الفكرية، بما فيها التي ترى ضرورة صناعة ممانعة معرفية، تعزز الميثاق الفكري لأبناء الدولة، فنضوج هذه النخبة يأتي في توقيت مهم، ولست في مضمار مبالغة، لكني أسجل قناعتي، بأن العهد الفكري القطري هو أحد المؤسِسَات، التي تخلق إضافة نوعية للفكر الاستراتيجي لفريق سمو الأمير.
وكل انفتاح عليها يصنع مساراً مهماً، وممانعة ثقافية لمستقبل قطر الجديد، ولعل هذ الرواق المتفاعل الحيوي، يعبر اليوم بعض التوترات النفسية أو التنافس الشخصي، أو الألم بقلة الفرص، إلى تنظيم الفكرة وإدارة الحوارات، وجمع المشتركات وجدل التنوع، الهادئ في مسلكه العميق، والحميمي بين أركان الأسرة القطرية، والمفيد لفهم مسارات الفكر الحديث، وأصول الهوية الجامعة لرسالة الإسلام الكبرى، في قطر العربية.
وهنا يمثل مركز ابن خلدون، نواة لمثل هذه المؤسسات الحيوية، والتي ممكن أن تُطور، وفق هذا السياق الفكري الاجتماعي، الذي يصب قطعاً في صالح قطر الدولة والمجتمع الحديث، بكل شعبه الكريم.
أما المحطة الثانية فرغم الواقع المفزع، والمستقبل الذي نجهل بعضه أو نرصد بعضه كمحللين سياسيين للإقليم، فإن الأزمة الخليجية ستطوى، رغم كل الكوارث التي سببتها دول الحصار.
وهنا ونحن نتحدث عن الفكر الاستراتيجي، المرتبط بالجغرافية السياسية، وبتاريخ الهوية الموحدة للشعب العربي في الخليج، ندرك تماماً مسافة الضرورة بين شعوب هذا الإقليم، وأن المغامرات السياسية والحماقات التي عاشتها المنطقة، لا يجب أن تخلق فكراً وثقافة بناء على ردة الفعل، بل تنأى بالأجيال عن حروب الكراهية، ويُنَشّأ الجيل الجديد بمعنى معرفي أقوى، وحصانة أخلاقية وفطنة وعي، تتعزز عبره بنية المجتمع الوطني الحديث، وهذا لا نرجوه لأهلنا في قطر وحدهم بل للجميع، وخاصة العبور لخط الكراهية البغيض.
فهنا تنسيق طاولة الحوار والمعرفة، من داخل الأُسرة الوطنية القطرية، ومن خلال المشاركات التي ترى فيها مبادرات الفكر تعزيزاً لمسيرة الوعي، تبدأ الرحلة المهمة للغاية في صناعة ثقافة الفكر الاستراتيجي، وهذا الفكر سيواجه اليوم أسئلة المستقبل والانتماء.
وفي تقديري إن تأصيل، وإعادة تأسيس المفهوم العروبي في الرسالة الإسلامية، كونه قاعدة الهوية الكبرى، هو المدخل الأول لتنظيم الميثاق الفكري لمستقبل الأجيال. وللحديث بقية بإذن الله.بقلم: مهنا الحبيل
وربما من المهم أن أُشير هنا، إلى فكرة رئيسية، تمثلها خطوة التوسع المرجوة لمركز ابن خلدون، ودعم الدولة إطاره التكاملي المهم والحيوي، للعهد القطري الجديد.
وأول هذه الأفكار ملاحظة نضوج قاعدة معرفية في قطر، كان لها رصيد قبل الأزمة الخليجية، غير أن الأزمة عززت مرحلة إعادة التفكير الاستراتيجي، والجدل المعرفي في أروقة المجتمع القطري، وخاصة القاعدة التي تؤسس لبنية المجتمع المدني الحديث.
فهذه الشخصيات والنخب الشبابية متعددة التوجهات المدنية والإسلامية، وهنا مصطلح المدني ليس في سياق المصادم للفكر الإسلامي، وإنما للتجسير المعرفي والحداثة، وصناعة قيم الإنسان العربي، الذي تتفق معه في الأصل قاعدة المعرفة الإسلامية، ببعدها النهضوي.
وهي اليوم تتناول أهم ما تُبنى به أسس حضارة الشعوب، وصناعة هويتها القومية، وبوابة الدخول إلى ميدان الفكر الإنساني الكبير، وهو الفلسفة الاجتماعية، بمعنى أن قاعدة إعادة التأهيل الوطني الاجتماعي لأي دولة، على المستوى القُطري أو شراكتها الأممية العربية، وعبر حاضر العالم الإسلامي ثم العالم، تحتاج لهذا العلم، وذلك الفريق كصانع لثقافة العهد الجديد.
وهنا هذا العهد الذي قاد الأمير الشاب فيه الدولة، في أكبر تحديات مرت على تاريخ قطر الحديث منذ الاستقلال، مع زخم حاشد للتضامن معه شمل كل الأسرة القطرية وتوجهاتها الفكرية، بما فيها التي ترى ضرورة صناعة ممانعة معرفية، تعزز الميثاق الفكري لأبناء الدولة، فنضوج هذه النخبة يأتي في توقيت مهم، ولست في مضمار مبالغة، لكني أسجل قناعتي، بأن العهد الفكري القطري هو أحد المؤسِسَات، التي تخلق إضافة نوعية للفكر الاستراتيجي لفريق سمو الأمير.
وكل انفتاح عليها يصنع مساراً مهماً، وممانعة ثقافية لمستقبل قطر الجديد، ولعل هذ الرواق المتفاعل الحيوي، يعبر اليوم بعض التوترات النفسية أو التنافس الشخصي، أو الألم بقلة الفرص، إلى تنظيم الفكرة وإدارة الحوارات، وجمع المشتركات وجدل التنوع، الهادئ في مسلكه العميق، والحميمي بين أركان الأسرة القطرية، والمفيد لفهم مسارات الفكر الحديث، وأصول الهوية الجامعة لرسالة الإسلام الكبرى، في قطر العربية.
وهنا يمثل مركز ابن خلدون، نواة لمثل هذه المؤسسات الحيوية، والتي ممكن أن تُطور، وفق هذا السياق الفكري الاجتماعي، الذي يصب قطعاً في صالح قطر الدولة والمجتمع الحديث، بكل شعبه الكريم.
أما المحطة الثانية فرغم الواقع المفزع، والمستقبل الذي نجهل بعضه أو نرصد بعضه كمحللين سياسيين للإقليم، فإن الأزمة الخليجية ستطوى، رغم كل الكوارث التي سببتها دول الحصار.
وهنا ونحن نتحدث عن الفكر الاستراتيجي، المرتبط بالجغرافية السياسية، وبتاريخ الهوية الموحدة للشعب العربي في الخليج، ندرك تماماً مسافة الضرورة بين شعوب هذا الإقليم، وأن المغامرات السياسية والحماقات التي عاشتها المنطقة، لا يجب أن تخلق فكراً وثقافة بناء على ردة الفعل، بل تنأى بالأجيال عن حروب الكراهية، ويُنَشّأ الجيل الجديد بمعنى معرفي أقوى، وحصانة أخلاقية وفطنة وعي، تتعزز عبره بنية المجتمع الوطني الحديث، وهذا لا نرجوه لأهلنا في قطر وحدهم بل للجميع، وخاصة العبور لخط الكراهية البغيض.
فهنا تنسيق طاولة الحوار والمعرفة، من داخل الأُسرة الوطنية القطرية، ومن خلال المشاركات التي ترى فيها مبادرات الفكر تعزيزاً لمسيرة الوعي، تبدأ الرحلة المهمة للغاية في صناعة ثقافة الفكر الاستراتيجي، وهذا الفكر سيواجه اليوم أسئلة المستقبل والانتماء.
وفي تقديري إن تأصيل، وإعادة تأسيس المفهوم العروبي في الرسالة الإسلامية، كونه قاعدة الهوية الكبرى، هو المدخل الأول لتنظيم الميثاق الفكري لمستقبل الأجيال. وللحديث بقية بإذن الله.بقلم: مهنا الحبيل