تتواصل في رحاب المسجد النبوي الشـريف بالمدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية الدورة الصيفية الثانية لعام 2024م، لطلاب مركز النور القـــرآني التربوي، والتي تستمر لمدة أسبوعين خلال الفترة من 3 – 16 أغسطس، بمشاركة 30 طالبا قطريا من الطلاب المنتسبين للمركز، حيث ينظم الدورة ويشرف عليها قسم القرآن الكريم وعلومه بإدارة الدعوة والإرشاد الديني بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.

وعبر السيد يوسف حسن الحمادي المشرف العام على مركز النور القرآني التربوي رئيس الوفد والمشـرف على الدورة الصيفية الثانية عن سروره بتنظيم هذه الرحلة المباركة، حيث تولي وزارة الأوقاف مركز النور وأبناءه رعاية خاصة ومتابعة مستمرة لبرامجه وأنشطته على مدار العام، ومنها تنفيذ هذه الدورة في رحاب المسجد النبوي الشريف، وذلك في إطار الحرص والاهتمام بأبناء الوطن من الطلاب القطريين على مستوى الدولة، مشيرا إلى أن إدارة مركز النور القرآني التربوي بصدد تنظيم مثل هذه الدورات المثمرة على مدار العام، وفي أماكن مختلفة ضمن تنويع البرامج للمشاركين والمنتسبين للمركز.

ثمار الرحلة

وأضاف الحمادي أن من ثمار هذه الرحلة المباركة بمدينة النبي صلى الله عليه وسلم ختم طالبين من المشاركين فيها للقرآن الكريم أحدهما أتم حفظ القرآن الكريم حفظا، والثاني أتم مراجعة ختمة كاملة بعرض القرآن الكريم كاملا على مدرسه بالدورة، وقال إن الفرحة تغمرنا جميعا مشرفين ومدرسين وإداريين بهذه الثمرة المباشرة لهذه الدورة الطيبة، ومشاركتنا جميعا في قطف ثمرتها عبر المتابعة الحثيثة لأبنائنا خلال هذه الدورة الصيفية النوعية، مؤكدا أن هذه النتيجة أثلجت صدورنا تجعلنا نضاعف الجهد لكي نرى أبناءنا وهم يقبلون على القرآن الكريم حفظا ومراجعة وتدبرا، مشيرا إلى حرص إدارة المركز وسعيها الدائم وبكل الطرق المتاحة لرفع مستوى طلابه من القطريين، عبر زيادة المخطط اليومي في الحفظ الجديد؛ بالإضافة إلى المراجعة اليومية كذلك لتثبيت ما تم من المحفوظ من القرآن الكريم.

كما أثنى المشـرف العام على مركز النور القرآني التربوي على جهود المدرسين الأكفاء بالدورة الصيفية الثانية، وعلى دورهم المميز في الحفظ والتعليم والتسميع والمراجعة المستمرة للمشاركين ومتابعتهم للطلاب بشكل مستمر، ونوه بتحقيق الدورة لأهدافها في تفريغ الشباب بشكل تام للحفظ والمراجعة في بيئة إيمانية وفي رحاب المسجد النبوي الشريف، وأيضا شغل أوقات الشباب بما يعود عليهم بالخير في دينهم ودنياهم، ولتعلم وحفظ ومدارسة كتاب الله عز وجل، ومن ثم لإعداد حفظة لكتاب الله يمثلون الدولة في المسابقات والمحافل الدولية القرآنية، وللمساهمة كذلك مع نهضة المجتمع من خلال بناء جيل واعٍ متمسك بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وذكر الحمادي أن مركز النور التربوي لحفظ القرآن الكريم يُعد من المراكز المتميزة تربويا وعلميا ومهاريا ومنهجيا وبرامجيا على مستوى الدولة، حيث يتميز بأنه يبحث ويستقطب الطلاب المتميزين في الحفظ والمراجعة ومن لديهم قدرات ومهارات أخرى حياتية وعلمية، ليعمل على تنمية وتطوير وصقل هذه المهارات والقدرات، وتقديم جملة من البرامج التي تسهم في تطوير وتنمية هذه القدرات العلمية والعملية والتربوية في أكثر من مجال، عبر الدورات والبرامج المستمرة بالمركز طوال العام للمشاركين وللمنتسبين للمركز من شباب وأبناء الوطن القطريين.

ختم القرآن

من جانبه أكد الطالب علي عبد العزيز السيد الذي منّ الله عليه بختم القرآن الكريم حفظا، وبعد سجوده لله شكرا وامتنانا على أن أكرمه الله وشرفه بختم القرآن الكريم؛ عبر عن سعادته وسروره بختمه لكتاب الله تعالى حفظا، كما قدم شكره لمركز النور القرآني التربوي إدارة ومدرسين على جهودهم الكبيرة التي بذلوها ولا زالوا يبذلونها مع الطلاب بهذا المركز المبارك، وقال لا يفوتني أن أتقدم بجزيل الشكر والامتنان إلى إدارة الدعوة وإلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على اهتمامها البالغ بمركز النور ودعم برامجه وأنشطته فجزاهم الله عنا خير الجزاء.

وأضاف الطالب عبد العزيز أن دور مركز النور القرآني التربوي في متابعة حفظه للقرآن الكريم كان دورا كبيرا، حيث الحرص على اغتنام الأوقات والمتابعة المستمرة والصبر والمثابرة معي طوال الفترة الماضية كان لها أكبر الأثر في إقبالي على كتاب الله حفظا ومراجعة، مشيرا إلى بركة الدورة القرآنية الصيفية الثانية بالمسجد النبوي، والتي منّ الله علي بالمشاركة فيها، وكان أثرها بالغ حيث التفرغ التام للقرآن الكريم مع روحانيات المسجد النبوي الشريف والأجواء الإيمانية في هذا المسجد المبارك، فلله الحمد والمنة على نعمه التي لا تعد ولا تحصى.

وقال إن شعوري الآن لا يوصف وأنا في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم اختم القرآن وأراجعه فهذه نعمه كبيرة وفضل عظيم أسأل الله أن يعينني وإخواني على التدبر والعمل بكتاب الله تعالى وأن نكون نعم السفراء لوطننا في المحافل والمسابقات الدولية القرآنية، وأن نكون على قدر مسؤولية حمل القرآن الكريم والعمل به، مشيرا إلى أن الدورة جمعت بين الحفظ والمراجعة وبين تعلم الآداب والأخلاق والتوجيهات الإلهية التي استمعنا إليها خلال الفترة الماضية من المدرسين والمشرفين التربويين.

تميز الطلاب

وقد شهد الأسبوع الأول للدورة الصيفية الثانية بالمدينة المنورة، تميز عدد من الطلاب المشاركين بالدورة في مقدار الحفظ والمراجعة، منهم الطالب عبد الله عبد الرحمن الزبيري الذي أتم مراجعة القرآن الكريم بعرضه كاملا خلال الفترة الأولى من الدورة، بالإضافة إلى الطالب بدر البدر، والطالب عبد الله المريخي، والطالب عبد الله المهندي، والطالب فارس الشمري، والطالب مشعل البدر، والطالب علي المريخي، والطالب يوسف فخرو، والذين تميزوا حفظا ومراجعة خلال الأسبوع الأول لهذه الدورة القرآنية المباركة في رحاب المسجد النبوي الشريف، هذا بجانب الطالب علي عبد العزيز السيد الذي ختم القرآن الكريم حفظا.

تأتي الدورة الصيفية الثانية خلال هذا الصيف في إطار ربط الطلاب المشاركين بكتاب الله جل وعلا، وربطهم بالمركز ليكون دافع كبير للمنتسبين للحفظ والمراجعة، مع عدد من الآداب القرآنية لتعينهم على تدبر القرآن الكريم والعمل بما فيه من التوجيهات والآداب الإسلامية السمحة، حيث تم تقديم عدد من المحاضرات على هامش الدورة الصيفية بالمدينة النبوية، اشتملت على عناوين مختلفة منها اغتنام الوقت، والعناية بالقرآن، وحب النبي صلى الله عليه وسلم، والأخلاق الحسنة وعدم التنمر، وذلك بهدف سامي يتمثل في توثيق عرى الأخوة والترابط والمحبة في الله تعالى بين جميع الطلاب ومع المدرسين والمشرفين التربويين، مع الترفيه والترويح عن الطلاب، وغرس ومعالجة بعض المفاهيم والسلوكيات لدى المشاركين.