+ A
A -

نشطت الساحة العربية التحليلية ومنصات التواصل خلال الأشهر السابقة بتدافع أطروحتين: ترى الأولى أن ما حدث خلال الأشهر السابقة يرتقي إلى مطاف الملحمة التاريخية التي تسطرها فلسطين ضد العدو الصهيوني. أما أنصار الأطروحة الثانية فيرون في ما حدث مغامرة غير محسوبة العواقب انتهت إلى دمار غزة وموت الآلاف من الأبرياء. إن أهمّ ما يهمنا هم أنصار الأطروحة الثانية الذين يرون في مقاومة المحتل خطيئة لا تغتفر لأنها تتسب في القتل والدمار والضحايا مستفيدين في دعم سردياتهم من ارتفاع عدد الضحايا ومن بشاعة المجزرة وتفوق العدو الصهيوني عسكريا. أخطر ما في هذه الأطروحات أنها مرتبطة بمنصات عربية تعمل على شيطنة المقاومة ليلا نهارا وهو ما يعني أنها تحمل أجندة سياسية خاصة .

لا يتعلق الأمر بالتبرير لعملية الطوفان لأنها ردة فعل طبيعية وحتمية منتظرة من شعب تحت الحصار والإذلال والقتل ومصادرة الأرض منذ عقود من الزمن وخاصة في القطاع المحاصر. فلا يملك شعب غزة شيئا غير المقاومة مهما كانت التضحيات والتكاليف ثقيلة.

إن مشاريع الاستيطان والتهجير وقضم الأراضي والتنكيل بالفلسطينيين سياسة صهيونية قديمة لا تنتظر ذريعة لتنفيذها سواء حدث طوفان الأقصى أو لم يحدث. لكن الأخطر هو شيطنة المقاومة بشكل يتماهى مع سرديات الاحتلال ويقدم صك براءة للمحتل من دم الشعب الفلسطيني.

إن الطعن في المقاومة التي قدمت قوافل الشهداء ودفعت خيرة أبنائها ومجاهديها في سبيل الحرية والتحرر وفي سبيل عودة الحقوق إلى أهلها يمثل خيانة موصوفة لتضحيات الحق الفلسطيني وخدمة مجانية للمحتل وأعوانه.

copy short url   نسخ
15/08/2024
0