+ A
A -
جريدة الوطن

الدوحة- قنا- يحتفل تليفزيون قطر، اليوم الخميس بالذكرى الرابعة والخمسين لانطلاق بثه عبر الأثير للمرة الأولى، في الخامس عشر من أغسطس عام 1970، وذلك بعد عامين تقريبا من انطلاق بث إذاعة قطر عام 1968.

ومنذ ذلك التاريخ بات تليفزيون قطر ضيفا عزيزا حاضرا في كل بيت وفي مختلف وزارات ومؤسسات وأجهزة الدولة في سائر أرجاء الوطن، من خلال نشراته الإخبارية وبرامجه المتنوعة.

فضلا عن المسلسلات والأفلام العربية والأجنبية وغيرها، متألقا ومتميزا في عطائه وريادته بين شاشات المنطقة الخليجية خصوصا والوطن العربي بشكل عام، وقد نالت برامجه وإنتاجه الكثير من الجوائز في ساحات المنافسة الإعلامية العربية.

وظل ذلك اليوم محفورا وخالدا في ذاكرة المشاهدين القطريين والعرب، فقد كانوا على موعد مع ميلاد شاشة عربية جديدة تنضم إلى قائمة الشاشات وقنوات البث التليفزيوني العربي والدولي لتنقل للمشاهدين صورة متكاملة وصادقة عن قطر الدولة الواقعة على ضفاف الخليج في شرق الوطن العربي، وعن تطلعات أبنائها وحاضرهم وماضيهم ومستقبلهم وطموحاتهم وعطائهم وإنتاجهم وثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم وتراث آبائهم وأجدادهم.

وقد حظي تليفزيون قطر، كغيره من وسائل الإعلام الوطنية، برعاية كاملة من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، كي يؤدي رسالته بكفاءة وتألق، ويواصل مسيرته وتطوير برامجه وخدماته المقدمة لجمهور المشاهدين، كما يحرص القائمون على المؤسسة القطرية للإعلام على إبقاء شعلة الحماس متقدة بتليفزيون قطر وكوادره المختلفة كي يستمر في عطائه وإبداعه وتألقه مخلصا لرسالته، وفيا لمشاهديه ومتابعيه، متطلعا للمزيد من التطور والتحديث في مضمونه ومحتواه وبرامجه وتواصله مع المشاهدين العرب أينما كانوا خدمة للأهداف الوطنية والعربية والإنسانية.

وفي حديث خاص لوكالة الأنباء القطرية «قنا» بهذه المناسبة، نوه السيد علي بن صالح السادة مدير تليفزيون قطر بأهمية الاحتفاء بالذكرى السنوية لتليفزيون قطر لما لها من وقع خاص ليس على نفوس العاملين بالتليفزيون وقطاع الإعلام وإنما على عموم أبناء الشعب القطري والمقيمين على هذه الأرض، مؤكدا أن هذه المناسبة السنوية عزيزة لواحد من أهم التليفزيونات بالمنطقة بشهادة الجميع، مضيفا أنها «ذكرى مميزة لنا نحن العاملون في تليفزيون قطر الذي كان ومازال بيتنا الثاني فهو مكان عملنا وأيضا مكان تواصلنا مع كل المشاهدين في قطر وخارجها».

وعن أبرز التحديثات والمستجدات التي دخلت على تليفزيون قطر خلال الفترة الأخيرة، وأهداف هذه التحديثات، قال مدير تليفزيون قطر في حديثه لـ«قنا»: نعمل في تليفزيون قطر على أن نكون في قلب كل جديد فيما يتعلق بتحديث عملنا سواء البشري أو التقني، وكما هو معلوم فإن الأجهزة والمعدات والتقنيات الحديثة تتطور بشكل مستمر ومتسارع من هنا كنا في تليفزيون قطر حاضرين ومستعدين لمثل ذلك، وأعتقد أن المشاهد لاحظ خلال الفترة الماضية الكثير من التحديثات التي طرأت على الشاشة سواء من ناحية الصورة أو المضمون، كما نعمل حاليا على تطوير العمل من خلال إنشاء استوديوهات جديدة مزودة بأحدث وأدق أدوات التصوير ومتناسبة مع الأشكال الحديثة والمطورة ومتناسقة مع أهداف تليفزيون قطر، فضلا عن ذلك فإن عملية تطوير وتحديث أجهزة البث والنقل المختلفة جارية على قدم وساق ونأمل أن تبدأ ثمار ذلك بالظهور قريبا ويلاحظها المشاهد».

وبشأن الخطط والبرامج الجديدة لتطوير العمل التليفزيوني في المرحلة المقبلة، أوضح مدير تليفزيون قطر أنه في مجال التطوير البرامجي، هناك الكثير مما سيشاهده الجمهور قريبا، من خلال دورة برامجية جديدة، فيها الكثير من البرامج النوعية التي ستظهر لأول مرة، بينها برامج مباشرة وأخرى مسجلة ووثائقيات بالإضافة إلى إنتاجات درامية جديدة، مؤكدا أن البرامج خلال الدورة الجديدة، ستكون قريبة من اهتمامات وتطلعات المشاهدين، منوها بأن هناك الكثير من التغييرات التي طرأت على البرامج اليومية المباشرة.

وفيما يتصل بتفاعل وتجاوب المشاهدين العرب مع ما تقدمه شاشة تليفزيون قطر من برامج وتغطيات متنوعة، أكد السيد علي بن صالح السادة في حديثه لـ«قنا»، أن لتليفزيون قطر علاقة وطيدة ومتميزة مع المشاهد الخليجي والعربي، وهي علاقة تمتد لسنوات خلت، لما كان يقدمه من برامج تهم حتى المشاهدين خارج قطر، وقال: إن هذه العلاقة بدأت تترسخ خلال السنوات الماضية من خلال البث المشترك مع تليفزيونات خليجية أو من خلال متابعة المشاهد العربي والخليجي للعديد من الأحداث التي شهدتها دولة قطر خلال السنوات القليلة الماضية، مؤكدا أن تأثير وحضور تليفزيون قطر لدى شريحة واسعة من المشاهدين العرب كان حاضرا وكبيرا، فقد قدم التليفزيون خلال بطولة كأس آسيا الأخيرة، سلسلة منوعة وكبيرة من البرامج سواء تلك المتعلقة بالبطولة مباشرة أو حتى التي قدمت على هامش البطولة، الأمر الذي منح التليفزيون مساحة أوسع للمشاهدة خارج قطر، معربا عن اعتقاده بأن هذه المساحة ستزيد خلال السنوات القليلة القادمة في ظل توجه الدولة لدعم قطاع السياحة.

وعن دور ونشاط الكوادر القطرية في مختلف قطاعات وأقسام العمل التليفزيوني، أكد السيد علي بن صالح السادة أن تليفزيون قطر يفخر بأنه كان وما زال من أوائل مؤسسات الدولة التي فتحت أبوابها للقطريين، وحتى اليوم ما زالت أبواب التليفزيون مشرعة لاستقطاب المزيد من الشباب القطري في مختلف المجالات، وقال «إننا لا ننسى ونحن نحتفل بذكرى تأسيس تليفزيون قطر، الرعيل الأول ممن ساهموا في بناء هذا الصرح الإعلامي الكبير، ممن نقلوا لنا تجربتهم الثرية وعلمونا أسس العمل المهني، فتليفزيون قطر يعتز بمنتسبيه دوما، ونفخر بهم، واليوم لدينا من الكوادر الوطنية المتميزة الكثير، ويمكن أن أقول إن الكثير من البرامج في تليفزيون قطر تدار بعقول قطرية شابة وفذة، ومن هنا أكرر الدعوة لكل الكفاءات الوطنية التي ترغب في ممارسة العمل الإعلامي ليكونوا معنا في مسيرتنا الإعلامية وسيجدون تليفزيون قطر فاتحا أبوابه للجميع».

وعما إذا كانت هناك أي حوافز أو مبادرات لتشجيع واستقطاب الشباب في العمل التليفزيوني، أوضح السيد مدير تليفزيون قطر «بداية لابد من التأكيد على أن العمل الإعلامي هو شغف قبل أن يكون أي شيء آخر، فالإعلام ليس وظيفة وإنما أبعد من ذلك بكثير، ومع ذلك فإن ما يقدمه التليفزيون من حوافز ومبادرات أعتقد أنها جيدة، فنحن نأخذ على عاتقنا تدريب الكوادر الجديدة ومنحها أكثر من فرصة لتجرب مختلف الأقسام والإدارات حتى تجد نفسها، كما أننا نمنح الشباب القطري الفرصة ليكونوا قريبين من المشاهد عبر برامجهم التي يقومون بإعدادها وإخراجها وإنتاجها، لأننا نؤمن بأهمية الشباب وأهمية أن يكونوا ضمن مسيرة الإعلام الوطني».

وعن المستقبل والطموحات على المدى البعيد بالنسبة لتليفزيون قطر شكلا ومضمونا، قال السيد علي بن صالح السادة في ختام حديثه لوكالة الأنباء القطرية «قنا»: «إن الطموحات والأفكار كثيرة وكبيرة، ونعمل ليل نهار من أجل أن ننجز الأقرب فالأقرب، نحرص أولا على أن نطور الشاشة بما يتلاءم مع رؤية قطر الوطنية 2030، وذلك من خلال استحداث برامج متنوعة قادرة على الوصول للمشاهد وتعبر عنه وتلامس يومياته»، مضيفا «وأننا نعمل من أجل زيادة مساحة البرامج المباشرة وزيادة مساحة الإنتاج الدرامي، وأيضا العمل على استقطاب المزيد من الشباب القطري ليكملوا المسيرة خاصة وأن من بينهم كفاءات مميزة، كما نعمل على أن نمنح مساحة أوسع لحضورنا على المنصات الرقمية وأن نجعل منها مكملا للشاشة، وأيضا أن نجسد تجسيدا أمثل لمقولة سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى «قطر تستحق الأفضل من أبنائه» فهذا شعارنا دائما».

وخلال سنوات مسيرته الزاخرة والمشرقة أسهم تليفزيون قطر، عبر برامجه وفعالياته المختلفة، في تعزيز الولاء والانتماء والحفاظ على الهوية العربية والإسلامية والقيم الاجتماعية والثقافية للشعب القطري، كما شكل محطة لطلبة الإعلام والصحافة الراغبين في دخول ساحات البث المرئي وتزويدهم بالخبرات والتدريبات اللازمة التي تزيد كفاءاتهم المهنية، وشكل ساحة ومنصة إعلامية نشطة لتشجيع الكوادر الوطنية وإنتاج الأعمال الدرامية والفنية والبرامج المتنوعة.

وقد بات التليفزيون عموما وفي شتى الأصقاع رمزا لرقي الاتصالات وانتشار العولمة عبر العالم المعاصر، ويزداد متابعوه ومشاهدوه يوما بعد يوم في مؤشر على أهمية هذا الجهاز الإعلامي ودوره في توجيه وتشكيل الرأي العام ونقل الحدث وزيادة ثقافة المشاهدين على مختلف فئاتهم العمرية وزيادة الوعي بالقضايا المهمة والتحديات المختلفة التي تواجه مجتمعاتنا وكوكبنا.

وكانت بداية بث تليفزيون قطر عام 1970 بالأبيض والأسود، وفي عام 1974 بدأ بثه بالإرسال الملون، وفي عام 1982 انطلق بث القناة الثانية 37 باللغة الإنجليزية، وعرض من خلالها المسلسلات والأفلام الأميركية والهندية، وكذلك البرامج الوثائقية والفكاهية.

كما كانت تنقل المباريات الرياضية والمناسبات الهامة على الهواء، علما بأنه تم إيقاف بث هذه القناة في 27 /‏ 7 /‏ 2014، وفي عام 1981 افتتح في تليفزيون قطر استديو للأعمال التليفزيونية (استديو 4)، الذي تم إغلاقه بعد 20 سنة من افتتاحه وأصبح جزءا من مبنى «بي إن سبورت»، الجزيرة الرياضية سابقا. وفي عام 1998 بدأ البث الفضائي للقناة الأولى عبر الأقمار الصناعية، مثل عرب سات، ونايل سات، وهوت بيرد.

وقد مر تليفزيون قطر بالعديد من المراحل والمحطات التطويرية، وجاء التطوير الأول عام 2001، حيث تغير شكل التليفزيون من حيث الشعار ونمط البرامج والفواصل والإعلانات وغيرها، ليواكب البث الفضائي الذي انتقل إليه، وأصبح ينتج الأعمال الدرامية التاريخية سنويا في شهر رمضان المبارك، وفي منتصف عام 2011 تم الإعلان عن إنشاء استوديو جديد للبرامج بالقرب من مبنى التليفزيون، وكان أول برنامج يبث منه قبل افتتاحه رسميا هو برنامج المسابقات «الليوان» عام 2011 في شهر رمضان المبارك، وبعدها تم إيقاف العمل فيه لحين تجهيزه بالكامل وافتتاحه رسميا، وقد تم تسليمه للجنة دعم وتطوير العمل التليفزيوني.

وجاء التطوير الثاني لتليفزيون قطر منتصف عام 2011، حيث تم الإعلان عن خطة تطوير جديدة وشاملة له تحت إشراف لجنة دعم وتطوير العمل التليفزيوني، وتم إنشاء مبنى جديد له ملاصق لاستوديو البرامج الذي تم بناؤه آنذاك، وجرى تزويده بأحدث أجهزة البث العالمية.

ويعتبر تليفزيون قطر من أوائل القنوات العربية التي تضم تلك الأجهزة والمعدات الحديثة بالكامل، كما تم بناء استوديو آخر بداخل المبنى الجديد، وهو مخصص لبث نشرات الأخبار.

وكانت الانطلاقة الجديدة لتليفزيون قطر في الثالثة والنصف بتوقيت الدوحة من يوم الأحد الموافق 16 /‏ 12 /‏ 2012، بعد أن توقف بثه من المبنى القديم عقب نشرة الأخبار، وعند الساعة السابعة والنصف من اليوم ذاته انطلق تليفزيون قطر بشكل ومضمون جديدين، حيث تغير شعار القناة، الذي يعتبر الثالث من نوعه بعد شعاري الصقر والدانة، كما ظهرت وجوه جديدة شابة على الشاشة من مذيعي برامج وأخبار، وتم بث القناة بنظام FULL HD 1080i، ما جعلها أول قناه خليجية وعربية تبث بهذا النظام من غير تشفير.

ويواصل تليفزيون قطر مسيرته الحافلة بالعطاء والإبداع ومواكبة التطور التقني كي يتبوأ مكانه المرموق بين الشاشات الفضية العربية وتقديم الأفضل والأجمل والأروع والأسرع والأحدث للمشاهد العربي في كل مكان.

copy short url   نسخ
15/08/2024
0