منذ أكثر من عشرة أشهر، تدور رحى الحرب في قطاع غزة، حرب لم تهدأ نيرانها ولم تتوقف نتائجها المدمرة على المدنيين الأبرياء.. إن ما حدث في 7 أكتوبر وما تلاه من أحداث تصعيدية، يبدو أنه لم يكن سوى مقدمة لحرب أوسع. فإسرائيل، التي تعلن أنها شعرت بتهديد وجودي بعد تلك الهجمات، تسعى الآن إلى استعادة هيبتها بأي وسيلة ممكنة، حتى لو كان ذلك يعني توسيع رقعة الصراع.

إن استمرار العدوان على قطاع غزة بوحشية لم يسبق لها مثيل، تسبب بكارثة صحية هائلة في القطاع، وذلك بسبب نقص وعدم توفر احتياجات النظافة الأساسية وقطع خدمات الصرف الصحي، وتراكم النفايات في الشوارع وحول أماكن إيواء النازحين، وعدم توفر مياه صالحة للشرب، الأمر الذي خلق بيئة مواتية لتفشي الأمراض وانتقال العديد من الأوبئة، ومنها فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح والتهاب الكبد الفيروسي A.

قوات الاحتلال الإسرائيلي واصلت ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لليوم الـ 317 تواليًا، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار، وتواصل عمليات النزوح من المناطق الوسطى.. حيث قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، إن 11 بالمائة فقط من غزة يمكن اعتبارها «منطقة إنسانية»، بعد أحدث أوامر الإخلاء التي أصدرها جيش الاحتلال الإسرائيلي.. وتقلصت المنطقة الإنسانية المزعومة إلى 11 بالمائة فقط من قطاع غزة؛ ما تسبب في حالة من الفوضى والخوف بين النازحين.