انطلقت جولة المفاوضات المرتقبة في العاصمة القطرية الدوحة بين حماس وإسرائيل من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة والانتهاء من صفقة تبادل للأسرى، وذلك في إطار الجهود التي تبذلها الوساطة المشتركة بين دولة قطر وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأميركية لطي صفحة القتال.!
وفي اسطنبول، اعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن نيته زيارة غزة مع حكومته، في خطوة جادة وسياسية لدعم القطاع وتحريره من الصهاينة وفك الحصار ووقف الحرب بعد زيارته لموسكو، وخطاب يعد هاما وتاريخيا ومعنويا لأهالي غزة وفلسطين.
خطاب هز قاعة البرلمان التركي الذي صفق له بقوة، كما هو خطاب نتانياهو في الكونغرس الأميركي مع اختلاف المكان والدعم، ومن تركيا جاءت البشارة الحقيقية لوضع النقاط على الحروف أمام أميركا وإسرائيل، والعالم أجمع، فالتهميش المستمر من قبل الإدارة الأميركية لهذه الحرب ودعمها لاسرائيل بالمال والسلاح، جعل من الرئيس عباس يعلنها صراحة بالذهاب للدفاع عن شعبه في غزة، والأيام المقبلة ستبدي لنا ما لا نرى، وما لا نعرف عن هذه الزيارة التاريخية إن تحققت.
فالسنوات تمر على القضية لتحرير فلسطين، وظل حل الدولتين في خبر كان لاكثر من 75 عاما، وهو مجرد كلام سياسي، رغم تواصل الجهود الدبلوماسية العربية والدولية وحاليا القطرية والمصرية لمواكبة التطورات الخطيرة في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة وايجاد حل للحرب الأخيرة، والتأكيد على ضرورة التهدئة وخفض التصعيد في المنطقة.
فالمواقف السياسية العربية، والتحركات الدبلوماسية، والمحادثات الاخيرة لم تصل لحلول جذرية أو اتفاق نهائي لأن الولايات المتحدة الأميركية تميل للجانب الاسرائيلي ومقترحاته وشروطه، وحرب الابادة الجماعية مستمر لأكثر من عشرة أشهر والتي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، والتي تجاوزت حصيلة ضحاياها اكثر من 40 ألف شهيد، أكثر من نصفهم من الأطفال والنساء، بجانب أكثر من 100 ألف جريح.
ومع هذا الوضع المأساوي الذي وصل إليه الحال في الأراضي الفلسطينية، اعلن الرئيس الفلسطيني عزمه الذهاب لغزة، مع أننا نأمل ان يكون هناك رؤساء دول شقيقة وصديقة معه في هذه الزيارة لوقف الحرب ودفع الأطراف إلى التوصل للاتفاق على وقف فوري لإطلاق النار والإفراج عن الرهائن وعن الأسرى الفلسطينيين، والسماح بانسياب المساعدات الإنسانية والإغاثية بلا قيود إلى النازحين العالقين وسط الحرب والمحاصرين في قطاع غزة.
فهذا التعهد الرئاسي، يمكن ألا يتحقق اذا قامت إسرائيل بمنعه من الذهاب لغزة، لأن نتانياهو وعصابته غير مكرثين بالامم المتحدة ولا بأي كائن، فرصة الرئيس عباس لزيارة عزة إن تمت ستكون تاريخية ولها معان كثيرة ليكون مع شعبه في خندق الحرب وكما قال وذكر ان «هدف إسرائيل الحقيقي من حرب الإبادة في غزة والضفة الغربية والقدس هو اجتثاث الوجود الفلسطيني من أرض وطننا، والتهجير القسري للفلسطينيين من جديد، وهو ما لن يكون أبدا مهما فعلوا ومهما حاولوا».
ومهما طال الزمن، ستبقى غزة جزءا أصيلا من الدولة الفلسطينية الموحدة، ولن يستسلم ابناؤها مهما عظمت التضحيات، رغم كل الاعتبارات النفعية التي اصبحت تتحكم في الأزمات والحروب الحالية في المنطقة والعالم، بالاضافة إلى الدور المخزي للولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول الأوروبية في دعم الدولة الصهيونية، وتوفر لها الحماية والمساندة.
فمنذ أشهر والشرقُ الأوسطُ يتأرجح، والدفاع عن الحرم القدسي لا يقتصر على الفلسطينيين وحدهم، والجامعة العربية من موقع مسؤولياتها، باعتبارها قبلة كل العرب، لا تتوقف عن إدانة هذه الأعمال الجبانة، واستنكارها بأشد العبارات، بل عليها التحرك وقيادة السفينة لوقف الحرب واصدار قرارات جوهرية قوية تضع كل أحد عند حده، وبذلك تكون قد طبقت أهدافها من وجودها، وأوجدت لنفسها مكانة عالمية وتأثيرا فعليا من خلال قرارات تمنع التعامل مع إسرائيل وقطع العلاقات معها، وأيدت عباس في زيارته لغزة.. والله من وراء القصد.batamira@hotmail.com