ليس بين القتيل والقتيل مسافة.. سني يسقط برصاص ابن عمه الشيعي في بغداد، وشيعي يسقط برصاص ابن عمه السني في الموصل.. والقاتل والقتيل إلى نار جهنم.. لأنهما كما في القرآن الكريم، إخوة.. ومن قتل أخاه لا جنة له قاتلا أو مقتولا.. فجاحد كافر من يحمل السلاح على ابن جلدته وابن دينه.. كافر من استمع إلى مؤججي الفتن في المجالس الرافضة والمكفرة..
أعلنت احتجاجي.. وواصلت السير بالمقلوب على الشواطئ. كانت الصورة جميلة البحر في السماء والسماء في البحر.. وترى الناس رؤوسهم تحت وأرجلهم إلى أعلى.. كانت الأشياء مقلوبة لكنها كانت صحيحة، هذا هو وضعنا العربي منذ دخلنا في التيه، حين قررنا الوقوف مع البريطاني ضد المسلم في حرب إنهاء آخر خليفة حمل رسالة لا إله إلا الله وظل يقاتل من حماية الوطن الإسلامي، الممتد شرقا وغربا في أوروبا وآسيا وإفريقيا..
كنت مطرقا في صالة تجديد ملكية السيارة.. حين نادت علي موظفة المرور في الكاونتر 4 لتقول لي: تفضل يا عم الدور لك قلت لها: لسه.. قالت الأولوية لكبار السن.. نظرت حولي.. فوجدت أنني أنا كبير السن.. فقد كسا الثلج عارضي.. ومع ارتداء الثوب والعارض وفي هذا الشهر الفضيل.. تترقرق الأرواح.. قفزت دمعة من العين.. فقد كنت أتابع فيدو لأطفال سوريين في حلب.. يبحثون عما يقيتهم من أجل تأجيل الوفاة ليوم آخر.. لوقت آخر.. للموت بصاروخ لا بالجوع..
مسلسلات.. مسابقات.. ملايين تهدر.. لو جمعت لأنقذت كل أطفال سوريا.. ولوفرت مليارات للمجهود الحربي- اللي كان- لنعلن احتجاجنا لا نريد مسلسلات ولا نريد فضائياـت.. خصصوها فقط للتعبئة ضد الفقر وضد الجوع وضد القتل وضد الأنظمة التي تحرق شعوبها.. للشعوب التي باتت تبحث عن الذل من أجل قطرة ماء..
بقلم : سمير البرغوثي
أعلنت احتجاجي.. وواصلت السير بالمقلوب على الشواطئ. كانت الصورة جميلة البحر في السماء والسماء في البحر.. وترى الناس رؤوسهم تحت وأرجلهم إلى أعلى.. كانت الأشياء مقلوبة لكنها كانت صحيحة، هذا هو وضعنا العربي منذ دخلنا في التيه، حين قررنا الوقوف مع البريطاني ضد المسلم في حرب إنهاء آخر خليفة حمل رسالة لا إله إلا الله وظل يقاتل من حماية الوطن الإسلامي، الممتد شرقا وغربا في أوروبا وآسيا وإفريقيا..
كنت مطرقا في صالة تجديد ملكية السيارة.. حين نادت علي موظفة المرور في الكاونتر 4 لتقول لي: تفضل يا عم الدور لك قلت لها: لسه.. قالت الأولوية لكبار السن.. نظرت حولي.. فوجدت أنني أنا كبير السن.. فقد كسا الثلج عارضي.. ومع ارتداء الثوب والعارض وفي هذا الشهر الفضيل.. تترقرق الأرواح.. قفزت دمعة من العين.. فقد كنت أتابع فيدو لأطفال سوريين في حلب.. يبحثون عما يقيتهم من أجل تأجيل الوفاة ليوم آخر.. لوقت آخر.. للموت بصاروخ لا بالجوع..
مسلسلات.. مسابقات.. ملايين تهدر.. لو جمعت لأنقذت كل أطفال سوريا.. ولوفرت مليارات للمجهود الحربي- اللي كان- لنعلن احتجاجنا لا نريد مسلسلات ولا نريد فضائياـت.. خصصوها فقط للتعبئة ضد الفقر وضد الجوع وضد القتل وضد الأنظمة التي تحرق شعوبها.. للشعوب التي باتت تبحث عن الذل من أجل قطرة ماء..
بقلم : سمير البرغوثي