حسان يونس
كاتب سوريhassan@al-watan.comيقول العلماء إن جليد كوكب الأرض يحتاج مئات آلاف السنين كي يذوب بأكمله، لكن الصورة تبدو أكثر سوادا، من أكثر التوقعات تشاؤما، إذ فقدت الكتل الجليدية في سويسرا عُشر حجمها خلال السنوات الخمس الماضية، لتسجل بذلك أسرع معدل ذوبان لوحظ على الإطلاق، بحسب الأكاديمية السويسرية للعلوم، التي أكدت أن كمية الجليد الذي تعرض للذوبان خلال شهر يونيو الماضي تعادل كمية الاستهلاك السنوي لمياه الشرب في سويسرا.
نحن نتحدث عن «بضعة عقود» إذا وليس عن مئات آلاف السنين، قبل أن تبدأ الكارثة، وجميعنا سمعنا علماء المعهد الدنماركي للأرصاد الجوية يحذرون، في يونيو الماضي، من أنه خلال أسبوع واحد، تم ذوبان ملياري طن من الغطاء الجليدي في جزيرة غرينلاند الواقعة بين منطقة القطب الشمالي والمحيط الأطلسي، شمال شرق كندا، وتوقعوا أن يتجاوز معدّل ذوبان الثلوج لهذا العام، المعدل القياسي الذي سجّل في العام 2012 خاصة بالنسبة لارتفاع مستوى سطح البحر.
ووفق ما ذكر الباحثون فإن غرينلاند رفدت المحيطات بين عامي 2010 و2018 بكمية من الثلج المذاب تقدّر بـ 286 مليار طن علما بأن نحو نصف سكّان الأرض يعيشون في مدن معرضة لخطر ارتفاع مستوى البحر الذي يؤدي إلى تآكل السواحل وحدوث فيضانات وعواصف مدمرة.
ولكن ماذا لو حدث الذوبان بصورة أسرع؟ ماذا لو حدث في ليلة؟ ما هو المصير الذي سيؤول إليه هذا الكوكب.
موقع «ساينس إنسايدر» الإلكتروني، طرح هذا السؤال، مستعرضاً الإجابة عليه:
ذوبان الجليد في ليلة واحدة، سيؤدي بداية إلى ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار 66 متراً، وبالتالي غرق المدن الساحلية مثل نيويورك وشنغهاي ولندن، نتيجة فيضان مروع، واضطرار 40% من سكان العالم إلى النزوح.
ومع انتشار الفوضى على الأرض، سوف تتسرب المياه المالحة المرتفعة إلى احتياطات المياه الجوفية في المناطق الداخلية، لتشق طريقها إلى طبقات المياه العذبة القريبة، وسيذهب ذوبان جليد المياه العذبة في غرينلاند وأنتاركتيكا، والذي يمثل نحو 69% من إمدادات المياه العذبة في العالم، مباشرة إلى المحيطات حيث ستفسد التيارات وأنماط الطقس.
وبسبب الذوبان، ستهبط درجات الحرارة في شمال أوروبا، الأمر الذي قد يؤدي إلى عصر جليدي مصغر.
في حين أنّ أكثر المشكلات خطورة في ذوبان الجليد دائم التجمد، هي التسمم بالزئبق، إذ يوجد ما يقدر بنحو 15 مليون غالون من الزئبق مخزنين في المنطقة دائمة التجمد في القطب الشمالي.
ويمكن لذوبان الجليد أن يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية بمقدار 3.5 درجة مئوية مقارنة باليوم، الأمر الذي يؤدي لتبخر الأنهار والبحيرات في جميع أنحاء العالم، مسفراً عن حالات جفاف كبيرة ومناخات شبيهة بالصحراء.
وبسبب بخار الماء الزائد في الغلاف الجوي، سيؤدي الأمر لهبوب العواصف والفيضانات والأعاصير بـــشكل متكــرر وأقوى.
في الماضي كان العلماء يطالبون بالتحرك خلال سنوات لمواجهة التغير المناخي، لكنهم اليوم يتحدثون عن أشهر معدودة، إن لم يتم التحرك خلالها فإن الكارثة واقعة لامحالة، والمتأمل في العواصف والأعاصير والهطولات المطرية الهائلة التي لم نشهد لها مثيلا في الماضي، يدرك أن الصورة السوداء التي يرسمها المتشائمون لها ما يبررها بالتأكيد.
كاتب سوريhassan@al-watan.comيقول العلماء إن جليد كوكب الأرض يحتاج مئات آلاف السنين كي يذوب بأكمله، لكن الصورة تبدو أكثر سوادا، من أكثر التوقعات تشاؤما، إذ فقدت الكتل الجليدية في سويسرا عُشر حجمها خلال السنوات الخمس الماضية، لتسجل بذلك أسرع معدل ذوبان لوحظ على الإطلاق، بحسب الأكاديمية السويسرية للعلوم، التي أكدت أن كمية الجليد الذي تعرض للذوبان خلال شهر يونيو الماضي تعادل كمية الاستهلاك السنوي لمياه الشرب في سويسرا.
نحن نتحدث عن «بضعة عقود» إذا وليس عن مئات آلاف السنين، قبل أن تبدأ الكارثة، وجميعنا سمعنا علماء المعهد الدنماركي للأرصاد الجوية يحذرون، في يونيو الماضي، من أنه خلال أسبوع واحد، تم ذوبان ملياري طن من الغطاء الجليدي في جزيرة غرينلاند الواقعة بين منطقة القطب الشمالي والمحيط الأطلسي، شمال شرق كندا، وتوقعوا أن يتجاوز معدّل ذوبان الثلوج لهذا العام، المعدل القياسي الذي سجّل في العام 2012 خاصة بالنسبة لارتفاع مستوى سطح البحر.
ووفق ما ذكر الباحثون فإن غرينلاند رفدت المحيطات بين عامي 2010 و2018 بكمية من الثلج المذاب تقدّر بـ 286 مليار طن علما بأن نحو نصف سكّان الأرض يعيشون في مدن معرضة لخطر ارتفاع مستوى البحر الذي يؤدي إلى تآكل السواحل وحدوث فيضانات وعواصف مدمرة.
ولكن ماذا لو حدث الذوبان بصورة أسرع؟ ماذا لو حدث في ليلة؟ ما هو المصير الذي سيؤول إليه هذا الكوكب.
موقع «ساينس إنسايدر» الإلكتروني، طرح هذا السؤال، مستعرضاً الإجابة عليه:
ذوبان الجليد في ليلة واحدة، سيؤدي بداية إلى ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار 66 متراً، وبالتالي غرق المدن الساحلية مثل نيويورك وشنغهاي ولندن، نتيجة فيضان مروع، واضطرار 40% من سكان العالم إلى النزوح.
ومع انتشار الفوضى على الأرض، سوف تتسرب المياه المالحة المرتفعة إلى احتياطات المياه الجوفية في المناطق الداخلية، لتشق طريقها إلى طبقات المياه العذبة القريبة، وسيذهب ذوبان جليد المياه العذبة في غرينلاند وأنتاركتيكا، والذي يمثل نحو 69% من إمدادات المياه العذبة في العالم، مباشرة إلى المحيطات حيث ستفسد التيارات وأنماط الطقس.
وبسبب الذوبان، ستهبط درجات الحرارة في شمال أوروبا، الأمر الذي قد يؤدي إلى عصر جليدي مصغر.
في حين أنّ أكثر المشكلات خطورة في ذوبان الجليد دائم التجمد، هي التسمم بالزئبق، إذ يوجد ما يقدر بنحو 15 مليون غالون من الزئبق مخزنين في المنطقة دائمة التجمد في القطب الشمالي.
ويمكن لذوبان الجليد أن يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية بمقدار 3.5 درجة مئوية مقارنة باليوم، الأمر الذي يؤدي لتبخر الأنهار والبحيرات في جميع أنحاء العالم، مسفراً عن حالات جفاف كبيرة ومناخات شبيهة بالصحراء.
وبسبب بخار الماء الزائد في الغلاف الجوي، سيؤدي الأمر لهبوب العواصف والفيضانات والأعاصير بـــشكل متكــرر وأقوى.
في الماضي كان العلماء يطالبون بالتحرك خلال سنوات لمواجهة التغير المناخي، لكنهم اليوم يتحدثون عن أشهر معدودة، إن لم يتم التحرك خلالها فإن الكارثة واقعة لامحالة، والمتأمل في العواصف والأعاصير والهطولات المطرية الهائلة التي لم نشهد لها مثيلا في الماضي، يدرك أن الصورة السوداء التي يرسمها المتشائمون لها ما يبررها بالتأكيد.