بعد أكثر من 300 يوم صمد الطوفان «الحماسي الجهادي» في وجه عواصف الصهيونية وأميركا وأعوانهما.. واستطاعت المقاومة أن تلقن «الجيش الذي لا يقهر» درسا أن صاحب الأرض يموت دون أرضه وعرضه.. كثيرون اعتبروا أن الرد العنيف المفرط في القوة وتدمير غزة خطيئة ارتكبتها المقاومة بإعطاء إسرائيل مبررا للرد على الطوفان..

لكن الطوفان هو ردة فعل طبيعية وحتمية منتظرة من شعب تحت الحصار والإذلال والقتل ومصادرة الأرض منذ عقود من الزمن وخاصة في القطاع المحاصر. فلا يملك شعب غزة شيئا غير المقاومة مهما كانت التضحيات والتكاليف ثقيلة.

إن نتائج الطوفان والتي منها وجود أكثر من 120 أسيرا صهيونيا شغلوا العالم بما فيها القوة الأعظم للإفراج عنهم، لكن نتانياهو الجريح في كبريائه وقوته والمطلوب للقضاء في قضايا فساد رفض كل الاقتراحات لصفقة تنهي هذه الجريمة.

الثورة التي بدأت في الضفة وفلسطين التاريخية هي ردة فعل للجرائم ولوقف مشاريع الاستيطان والتهجير وقضم الأراضي والتنكيل بالفلسطينيين.. وكما يرى الحكماء إن الطعن في المقاومة التي قدمت قوافل الشهداء ودفعت خيرة أبنائها ومجاهديها في سبيل الحرية والتحرر وفي سبيل عودة الحقوق إلى أهلها يمثل خيانة موصوفة لتضحيات الحق الفلسطيني وخدمة مجانية للمحتل وأعوانه. وعلى الأمة ألا تترك المقاومة ترزف في المعركة بقدم واحدة.