احتلت الوساطة القطرية مكانة مرموقة على المستوى العالمي، وتحولت الدوحة إلى عاصمة لفض النزاعات، حيث إنها توسطت في العديد من الملفات والقضايا الإقليمية والدولية، وحققت العديد من النجاحات، وكانت آخر وساطاتها التوقيع على «اتفاقية الدوحة للسلام ومشاركة الحركات السياسية العسكرية في الحوار الوطني الشامل السيادي في تشاد».نجاحات قطر تعود في شكل أساسي إلى الحيادية في تعاطيها مع أطراف النزاعات، وعدم وجود أجندات خاصة من أي نوع، الأمر الذي أكسبها ثقة الجميع، وأعطاها القدرة على التواصل مع مختلف الأفرقاء من أجل تقريب وجهات النظر وإيجاد حلول سلمية لخلافات شائكة ومعقدة.تنطلق رؤية قطر السياسية تجاه السياسة الدولية من منطلقات عدة، أبرزها العامل الأخلاقي أو ما يمكن تسميته بـ «الدبلوماسية الإنسانية» والتي تشمل أبعادًا عديدة منها: الإغاثة الإنسانية، وحل النزاعات، والوساطة الدولية، وإعادة الإعمار، كما تنطلق مما يمكن تسميته بـ«الدبلوماسية الوقائية»، وتكمن في توسط قطر عبر معالجات وحلول استباقية بدلًا من الحروب الاستباقية، لإحلال السلام والحد من الإرهاب والعنف بما يحفظ حقوق الشعوب، ويساهم في تحقيق أمنها وازدهارها، والمتابع سوف يجد أن الأمر لا يخلو من المبادرات والدعوة إلى إحلال السلام والتأكيد على أن الحوار هو المخرج الصحيح لكل قضايا العالم، وهي عملت بشكل دؤوب ومستمر وشجاع لترجمة ذلك على أرض الواقع، وما تم بين مختلف الأطراف التشادية في الدوحة هو مثال أخير فحسب على هذه التوجهات الدبلوماسية والرائدة.لقد حظيت «اتفاقية الدوحة» بإشادة عالمية واسعة، كان أبرزها تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة، الذي اعتبر الاتفاقية «لحظة أساسية للشعب التشادي»، كما حظيت بالتقدير والشكر من جانب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي والذي أشاد بالمحادثات ووصفها بأنها «شاقة»، معتبرا أنها سمحت بـ«تخطي الانقسامات».
مكانة مرموقة
- 10/08/2022
- /
- آراء و قضايا
+ A
A -