+ A
A -
جريدة الوطن

الدوحة - قنا- يترقب الجميع من طلاب وأولياء أمور وهيئات تدريسية وشركاء العملية التعليمية انطلاق العام الأكاديمي الجديد 2024 / 2025 يوم الأحد الموافق الأول من شهر سبتمبر المقبل، وسط ثقة وتفاؤل بأن يكون كسابقيه عام خير وبركة، زاخرا بالبذل والعطاء والتحصيل الأكاديمي والتفوق، ونيل أعلى الدرجات وصولا لمخرجات متميزة، قادرة على المنافسة في سوق العمل أو دخول أرقى الجامعات محليا أو دوليا، بعد أن أكملت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي كافة الترتيبات ومتطلبات بدء العام الدراسي الجديد.

وسبق دوام الطلاب، مباشرة الهيئات الإدارية والتدريسية عملها بدءا من أمس للقيام بالتحضيرات اللازمة واستقبال الطلاب وتوزيع جداول الحصص المدرسية والكتب والقرطاسية وقوائم الطلبة على الفصول، وتطبيق النظم والسياسات واللوائح المدرسية من أول يوم دراسي، مع الالتزام الجاد بتحسين التحصيل الأكاديمي للطلبة كهدف استراتيجي للوزارة.

وأكدت السيدة مريم علي النصف البوعينين مدير إدارة شؤون المدارس والطلبة بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في حوار لـ«‏قنا» أن الوزارة جاهزة لاستقبال أبنائها الطلبة، بعد أن أكملت كافة الاستعدادات لبدء العام الأكاديمي 2024 /‏ 2025 يوم الأحد المقبل، مع سعيها المستمر إلى توفير بيئة تعليمية عالية الجودة من خلال تطويرها وتحسينها ودعمها بكافة العناصر الأساسية، بما في ذلك الكوادر التربوية والبنية التحتية، والمصادر التعليمية، وبالتنسيق مع الجهات المعنية لضمان إنجاز كافة الاستعدادات قبل بداية العام الدراسي الجديد.

ونوهت السيدة البوعينين بأن أكثر من 131 ألف طالب وطالبة سيتوجهون إلى مقاعدهم الدراسية في 215 مدرسة و64 روضة حكومية منها 70 مدرسة دمج، بالإضافة إلى 7 مدارس من سلسلة الهداية لذوي الإعاقة، وشددت على أن الوزارة في كامل الاستعداد لاستقبالهم.

وبينت أن المنظومة التعليمية تتضمن أيضا المدارس التخصصية التي توفر تعليما فنيا وتقنيا متخصصا، يسهم في رفد المجتمع القطري بكفاءات يعتمد عليها في مسيرة التنمية التي تشهدها دولة قطر.

وأعلنت مدير إدارة شؤون المدارس والطلبة بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي عن استئناف عملية التسجيل في المدارس الحكومية ورياض الأطفال من خلال بوابة «معارف» لخدمات الجمهور على موقع الوزارة، داعية جميع أولياء الأمور إلى الاستفادة من هذه الخدمة الإلكترونية لتسجيل أبنائهم، واستكمال كافة المستندات المطلوبة.

وأشارت السيدة البوعينين في حوارها مع «‏قنا» إلى أنه في إطار سعي وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي لتعزيز جودة حياة الطالب ورفاهيته، تعمل الوزارة على إطلاق عدة مشاريع ومبادرات تهدف إلى صقل وتنمية مهارات الطلبة المعرفية والثقافية والاجتماعية، وتسليحهم بمهارات القرن الحادي والعشرين للنجاح في حياتهم العلمية والمهنية، كما تسعى أيضا إلى تعزيز شراكة أولياء الأمور لتحقيق بيئة تعليمية تتسم بالدعم والتعاون بين المدرسة والأسرة، ما يضمن تنمية شاملة ومستدامة للطلاب.

وتنطوي ترتيبات العام الدراسي الجديد على جملة من المحاور والمبادرات ومستجدات الخطط الدراسية وأنصبة المواد الدراسية التي أعلنت عن تطبيقها وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي ابتداء من العام الأكاديمي 2024 - 2025، بما يتماشى مع استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة 2024 /‏ 2030.

وجاء الإعلان عن هذه المستجدات، في إطار مساعي الوزارة المستمرة لتحقيق توازن بين الإنجازات الأكاديمية وتنمية القدرات الشخصية والاجتماعية والنفسية للطلاب.

وتغطي المستجدات جميع المراحل الدراسية، من رياض الأطفال إلى الثانوية، مع التركيز على مهارات القرن الحادي والعشرين، كالكفاءة الرقمية، والذكاء العاطفي، والتفكير الناقد، إلى جانب المهارات الأكاديمية، ما يسهم في تطوير مهارات الطلاب وتطبيقها في حياتهم اليومية، ومواكبة أفضل الممارسات العالمية في مجال التعليم وتعزيز الصحة البدنية والنفسية للطلاب.

وتشمل مستجدات المناهج تعديل بعض الجوانب في المراحل التعليمية، حيث تم في مرحلة رياض الأطفال، تخصيص القراءة الحرة ضمن حصص «اللقاء المرح» لتعزيز حب المطالعة لدى الأطفال في سن مبكرة، بالإضافة إلى زيادة فترة النشاط الرياضي.

وفي المرحلة الابتدائية، سيتم تعزيز المهارات اللغوية والفنية ودعم الطلبة بمهارات حياتية تنمي دافعيتهم للتعلم، بينما سيتم في المرحلة الإعدادية، التركيز على حصص القراءة والكتابة في مادتي اللغتين العربية والإنجليزية، مع إدراج موضوعات تلبي ميول الطلاب وتنمي مهاراتهم، وتوفر تجربة تعليمية تفاعلية ضمن باقة من المهارات الحياتية الموجهة التي تشمل الاقتصاد المنزلي للبنات وإدارة الحياة للبنين.

أما في المرحلة الثانوية، فتم إدراج مشروع التخرج لتعزيز مهارات الطلبة البحثية والإبداعية، إلى جانب إدراج ساعات للعمل التطوعي، لتعزيز تجربة التعلم وتنمية الشعور بالمسؤولية المجتمعية، علاوة على المهارات الحياتية التي تتضمن الثقافة المالية والثقافة الأسرية، في حين سيتم التدرج في تطبيق العمل التطوعي خلال السنوات المقبلة، بدءا من المستوى التاسع وحتى التخرج في الثانوية.

وابتداء من العام الأكاديمي القادم، سترتفع في المرحلة الإعدادية، ساعات التدريس يوم الأربعاء ليتساوى مع باقي أيام الأسبوع، بحيث يستمر الدوام الدراسي حتى الساعة 1:30 ظهرا، باستثناء يوم الخميس الذي ينتهي الساعة 12:40 ظهرا، ما يتيح وقتا إضافيا لتنمية مهارات الطلاب وتحفيز إبداعهم، مع مواكبة تطلعات دولة قطر نحو تطوير نظامها التعليمي وتعزيز جودته. أما في المرحلة الثانوية، فيصبح الدوام المدرسي حتى الساعة 1.30 ظهرا طوال الأسبوع لتعزيز الجوانب الأكاديمية والمهارات العملية للطلاب لتهيئتهم للنجاح في الحياة العملية وإعدادهم للمرحلة الجامعية. وفيما يخص مستجدات نظام التقييم، فإن محتوى اختبار منتصف الفصل لن يتم تكراره في اختبار نهاية الفصل، وذلك بالصفوف من الأول إلى الحادي عشر، بهدف تحقيق التوازن وجعل رحلة التعلم متجددة وأكثر تركيزا وفاعلية. وتنطلق مستجدات الخطط الدراسية وأنصبة المواد الدراسية من التزام الوزارة بتقديم تعليم يوائم احتياجات طلابها، ويمكنهم من اكتساب المهارات والقيم التي تؤهلهم لمواجهة تحديات المستقبل، من منطلق أن تطوير التعليم أمر بالغ الأهمية لمستقبل قطر، مع السعي عبر هذه المستجدات إلى تحقيق توازن مثالي بين الجوانب الأكاديمية والمهارية والاجتماعية والنفسية للطلاب وفق احتياجاتهم.

تأتي هذه المستجدات ضمن جهود الوزارة المستمرة لتزويد الطلاب بالمعارف والمهارات اللازمة وإعدادهم لمتطلبات الجامعات وسوق العمل، وتعزيز قدرتهم على مواجهة تحديات المستقبل، لضمان تعليم عالي الجودة يلبي حاجات الطلاب التعليمية في مختلف المجالات.

وتنظم الوزارة حاليا، ضمن استعداداتها لبدء العام الدراسي الجديد وبالتحديد خلال الفترة من 18 إلى 31 أغسطس الجاري حملة العودة للمدارس، تحت شعار «بالعلم نبني قطر» بالتعاون مع شركة مواصلات (كروه)، ومشيرب العقارية للتذكير والتأكيد على أهمية الاستعداد المعنوي والنفسي للدراسة، وشحذ الهمم لانتظام الطلبة في الدوام منذ أول يوم بكل جدية وحيوية، وذلك من خلال العديد من الأنشطة العلمية والتربوية والتفاعلية والورش التوعوية والرياضية الهادفة.

وتأتي حملة العودة للمدارس بهدف إشراك الأطفال والطلاب في أنشطة تعليمية وترفيهية متنوعة، وتهيئتهم نفسيا وذهنيا لبداية العام الدراسي الجديد، كما تساهم الحملة في تقليل مشاعر الخوف والقلق لدى الطلاب المستجدين، خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة، لا سيما وأنهم يحتاجون إلى الدعم والرعاية والتشجيع.

تهيئة البيئة المدرسية

وشملت الاستعدادات والترتيبات التي اتخذتها وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي لبدء العام الأكاديمي الجديد، تهيئة البيئة المدرسية، والتأكد من الطاقة الاستيعابية للفصول المدرسية، وتوفير وسائل النقل والترحيل وعمليات الصيانة، فضلا عن الانتهاء من مناقصات الأغذية والمقاصف المدرسية، وإعداد خطط متابعة تتعلق بجوانب الصحة والأمن والسلامة في المدارس، بما في ذلك إجراءات الإخلاء والسلامة في الحالات الطارئة وغيرها.

كما تضمنت الاستعدادات كذلك سد الشواغر من خلال استقطاب وتعيين الكثير من المعلمين وفق معايير عالية، من حيث المؤهلات العلمية والخبرات العملية، من بينهم خريجون من برنامج «طموح» الذي تنفذه الوزارة بالتعاون مع كلية التربية بجامعة قطر، علما أن العام الأكاديمي 2024 /‏ 2025 سيشهد افتتاح عدد من المدارس النوعية والتخصصية الجديدة، بجانب عقد العديد من ورش العمل واللقاءات التعريفية والتوعوية والتربوية ذات الصلة. ووفرت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي فرصا تعليمية متميزة للطلاب القطريين ضمن خطة الابتعاث الحكومي للعام الأكاديمي 2024 - 2025، حيث دعت الناجحين منهم في الثانوية العامة وغيرهم من الفئات المستهدفة، إلى الاستفادة من الفرص والتحسينات الجديدة المتاحة ضمن خطة الابتعاث الحكومي المطورة للعام الأكاديمي 2024- 2025، والتي تشمل ثلاثة برامج رئيسية هي برنامج الابتعاث الأميري، والابتعاث الداخلي، والابتعاث الخارجي، وتهدف جميعها إلى تلبية احتياجاتهم بمختلف مستوياتهم الأكاديمية، وتعزيز فرصهم التعليمية في التخصصات المختلفة داخل دولة قطر وخارجها.

وفي حوار خاص أجرته معه «‏قنا»‏ مؤخرا توقع الدكتور حارب محمد الجابري القائم بمهام وكيل الوزارة المساعد لشؤون التعليم العالي بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي أن يبلغ عدد مقاعد الابتعاث ضمن خطة الابتعاث الحكومية الجديدة للعام الأكاديمي (2024 /‏ 2025) 1500 مقعد، بالمقارنة مع 700 مقعد في العام الماضي، وأرجع ذلك لزيادة عدد المسارات التعليمية من 3 إلى 8 مسارات بهدف الوفاء بكل احتياجات سوق العمل القطري في القطاعين الحكومي والخاص.

وتتم الاستعدادات للعام الدراسي الجديد بتعاون وتنسيق بين وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي والداخلية، بما يضمن أمن وسلامة الطلبة ومحيط المدارس على مدار العام الدراسي، وانسيابية الحركة باستخدام مجموعة من الطرق المحلية والتحويلات المرورية.

copy short url   نسخ
26/08/2024
10