أدهم شرقاويفي مثل هذا اليوم من العام 1651م تُوفي «محمد بن عبد المعطي الإسحاقي» صاحب كتاب «أخبار الأُول، فيمن تصرَّف في مصر من أرباب الدول»!
والكتاب وإن كان أقرب للتأريخ منه إلى كتب الطرائف والنوادر، إلا أن هذه الأشياء تتداخل وهذا من حُسن حظ القارئ دفعاً له عن الملل والضجر، ومن طريف ما جاء في الكتاب حديثه عن التدخين في مصر الذي انتشرَ في عهد «علي باشا» الوالي التركي على مصر سنة 1588م، وقد تفاجأتُ بالتاريخ إذ كنتُ أعتقد أن التدخين ظاهرة حديثة.
وبالعودة إلى الكتاب فإنه مُصاغ بالأسجاع، حيث كان هذا الأسلوب هو أسلوب ذاك الزمان، وفيه يقول عن فترة حكم علي باشا:
«وفي زمنه ظهر الدخان، المُضر بالأبدان، اليابس الطباع، الذي لا شيء فيه من الانتفاع، المُبطل لحركة الجِماع، المُسوِّد للأسنان، المُهرِّب ملائكة الرحمن، بل ذُكر أكثر من عاقبة وخيمة، ومداومة شربه ذميمة، يُورث النتن في الفم والمعدة، ويُظلم البصر، ويطلع بخاره على الأفئدة، ومن زعم أن شربه محرق للبلغم، فقد أخطأ فيما زعم! بل ذمَّ»!
ولعلّ هذا النص من أوائل نصوص مُكافحة التدخين في التاريخ، فيه كما رأيتم عرض طبي يكاد يتطابق مع ما يُظهره الطب الحديث، ومع ما تقوله وزارات الصحة في المسألة، وهو بالإضافة لما فيه من علم وحقائق فإن فيه من تحمُّل المسؤولية، فالكاتب وتحديداً الذي يشتغل بالتراجم لا مانع لديه من أن يُدلي برأيه عرضاً ولا يُشترط أن يكون مُجرد ناقل جامد كأنه آلة تسجيل، وهذا كان أسلوب الإمام الذهبي وأذكر أنه كتب في ترجمة ابن الريوندي المُلحد الشهير بعد أن عدّد مواهبه ومزاياه، قال: قاتل الله الذكاء مع الكفر ورضي بالبلاهة مع الإيمان!
والكتاب وإن كان أقرب للتأريخ منه إلى كتب الطرائف والنوادر، إلا أن هذه الأشياء تتداخل وهذا من حُسن حظ القارئ دفعاً له عن الملل والضجر، ومن طريف ما جاء في الكتاب حديثه عن التدخين في مصر الذي انتشرَ في عهد «علي باشا» الوالي التركي على مصر سنة 1588م، وقد تفاجأتُ بالتاريخ إذ كنتُ أعتقد أن التدخين ظاهرة حديثة.
وبالعودة إلى الكتاب فإنه مُصاغ بالأسجاع، حيث كان هذا الأسلوب هو أسلوب ذاك الزمان، وفيه يقول عن فترة حكم علي باشا:
«وفي زمنه ظهر الدخان، المُضر بالأبدان، اليابس الطباع، الذي لا شيء فيه من الانتفاع، المُبطل لحركة الجِماع، المُسوِّد للأسنان، المُهرِّب ملائكة الرحمن، بل ذُكر أكثر من عاقبة وخيمة، ومداومة شربه ذميمة، يُورث النتن في الفم والمعدة، ويُظلم البصر، ويطلع بخاره على الأفئدة، ومن زعم أن شربه محرق للبلغم، فقد أخطأ فيما زعم! بل ذمَّ»!
ولعلّ هذا النص من أوائل نصوص مُكافحة التدخين في التاريخ، فيه كما رأيتم عرض طبي يكاد يتطابق مع ما يُظهره الطب الحديث، ومع ما تقوله وزارات الصحة في المسألة، وهو بالإضافة لما فيه من علم وحقائق فإن فيه من تحمُّل المسؤولية، فالكاتب وتحديداً الذي يشتغل بالتراجم لا مانع لديه من أن يُدلي برأيه عرضاً ولا يُشترط أن يكون مُجرد ناقل جامد كأنه آلة تسجيل، وهذا كان أسلوب الإمام الذهبي وأذكر أنه كتب في ترجمة ابن الريوندي المُلحد الشهير بعد أن عدّد مواهبه ومزاياه، قال: قاتل الله الذكاء مع الكفر ورضي بالبلاهة مع الإيمان!