واصل المستعمرون اقتحاماتهم للمسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي.. حيث قاموا أمس باقتحام الأقصى على شكل مجموعات متتالية، ونفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوسا تلمودية في باحاته.. وشددت شرطة الاحتلال من إجراءاتها العسكرية في البلدة القديمة من مدينة القدس ونشرت عناصرها عند بوابات المسجد الأقصى، وفرضت قيودا على دخول المصلين.
بدورها أكدت الرئاسة الفلسطينية أن المسجد الأقصى خط أحمر لا يمكن السماح بالمساس به إطلاقا، منددة بدعوة وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إقامة كنيس داخل المسجد الأقصى المبارك، محذرة من محاولات جر المنطقة إلى حرب دينية ستحرق الجميع.
بات المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأميركية مطالبا بالتحرك الفوري لوقف ممارسات الحكومة الإسرائيلية «المتطرفة»، وإجبارها على الالتزام بالوضع القانوني والتاريخي السائد في الحرم القدسي الشريف، خاصة أن هناك خطورة كبيرة بالتهديدات لإنشاء كنيس يهودي في المسجد الأقصى المبارك، مما يمثل دعوة علنية وصريحة لهدمه.
المطلوب أيضا تحرك عربي وإسلامي ودولي فاعل للضغط على الجانب الإسرائيلي، لإجباره على وضع حد لممارسات وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير وتصريحاته ومواقفه الاستفزازية، بما في ذلك فرض عقوبات رادعة على المستعمرين المتطرفين الذين يروجون للتصعيد والعنف وتوسيع دائرة الصراع.
لا شك أن هذه الممارسات الاستفزازية هي جزء من محاولات مستمرة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى، والدفع بالتقسيم الزماني للمسجد، وهذا الأمر يتزامن مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والذي من الممكن أن يقود إلى تصعيد خطير وموجات من العنف.